نامه 044-به زياد بن ابيه











نامه 044-به زياد بن ابيه



[صفحه 149]

قال الرضي: قوله (ع) (الواغل ): هو الذي يهجم عبلي الشرب ليشرب معهم، و ليس منهم، فلا يزال مدفعا محاجزا. و (النوط المذبذب ):هو ما يناط برحل الراکب من قعب او قدح او ما اشبه ذلک، فهو ابدا يتقلقل اذا حث ظهره و استعجل سيره. تبيين: قال ابن ابي‏الحديد: اما زياد فهو زياد بن عبيد، فمن الناس من يقول: عبيد بن فلان و ينسبه الي ثقيف. و الاکثرون يقولون: ان عبيدا کان عبدا و انه بقي الي ايام زياد فابتاعه و اعتقه و نسب زياد الي غير ابيه لخمول ابيه و للدعوه التي استحلق بها، فقيل تاره: زياد بن سميه و هي کانت امه للحارث بن کلده الثقفي و کانت تحت عبيد و قيل تاره زياد بن ابيه و تاره زياد بن امه. و لما استلحق قال له الاکثر: زياد بن ابي‏سفيان لان الناس مع الملوک. ثم روي عن ابن عبد البرو البلاذري و الواقدي عن ابن عباس و غيره ان عمر بعث زيادا في اصلاح فساد وقع باليمن، فلما رجع خطب عند عمر خطبه لم يسمع مثلها، و ابوسفيان حاضر و علي- عليه‏السلام- و عمرو بن العاص، فقال عمرو: لله ابو هذا الغلام لو کان قرشيا لساق العرب بعصاه. فقال ابوسفيان: انه لقرشي و اني لاعرف الذي وضعه في رحم امه. فقال علي- عليه‏السلام-: و من هو؟ قال: انا.

فقال: مهلا يا اباسفيان! فقال ابوسفيان: اما و الله لو لا خوف شخص يراني يا علي من الاعادي لاظهر امره صخر بن حرب و لم يخف المقاله في زياد و قد طالت مجاملتي ثقيفا و ترکي فيهم ثمرالفواد عني بقوله لو لا خوف شخص عمر بن الخطاب. و في روايه اخري: قال: اتيت امه في الجاهليه سفاحا. فقال علي- عليه‏السلام-: يا اباسفيان! فان عمر الي المسائه سريع. قال: و عرف زياد ما دار بينهما فکانت في نفسه. و في اخري: قال له عمرو بن العاص: فهلا تستلحقه؟ قال: اخاف هذا الغير الجالس ان يخرق علي اهابي. قال: و روي المدائني انه لما کان زمن علي ولي زيادا فارس او بعض اعمال فارس فضبطها ضبطا صالحا وجبي خراجها و حماها و عرف ذلک معاويه، فکتب اليه. اما بعد، فانه غرتک قلاع تاوي اليها ليلا کما ياوي لاطير الي و کرها و ايم الله لو لا انتظاري بک ما الله اعلم به لکان لک مني ما قاله العبد الصالح: فلنا تينهم بجنود لا قبل لهم بها و لنخرجنهم منها اذله و هم صاغرون. و کتب في اسفل الکتاب شعرا من جملته: تنسي اباک و قد شالت نعامته اذ تخطب الناس الوالي لهم عمر فلما ورد الکتاب علي زياد، قام فخطب الناس و قال: العجب من ابن آکله الاکباد و راس النفاق يتهددني

و بيني و بينه ابن عم رسول‏الله- صلي الله عليه و آله- و زوج سيده نساء العالمين و ابوالسبطين و صاحب الولاء و المنزله و الاخاء في مائه الف من المهاجرين و الانصار و التابعين لهم بالاحسان، اما و الله لو تخطي هولاء اجمعين الي لوجد في احمر محشا جرابا بالسيف. ثم کتب الي علي- عليه‏السلام- و بعث بکتاب معاويه في کتابه، فکتب اليه علي- عليه‏السلام-: اما بعد، فاني قد وليتک ما وليتک و انا اراک لذلک اهلا، و انه قد کانت من ابي‏سفيان فلته ايام عمر من اماني التيه و کذب النفس لم تستوجب بها ميراثا و لم تستحق بها نسبا و ان معاويه کالشيطان الرجيم ياتي المرء من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله فاحذره ثم احذره، والسلام. قال: و روي ابوجعفر محمد بن حبيب- رحمه الله- قال: کان علي- عليه‏السلام- قد ولي زيادا قطعه من اعمال فارس و اصطنعه لنفسه فلما قتل علي- عليه‏السلام-، بقي زياد في عمله و خاف معاويه جانبه و اشفق من ممالاته الحسن بن علي- عليهماالسلام-. فکتب اليه کتابا يهدده و يوعده و يدعوه الي بيعته. فاجابه زياد بکتاب اغلظ منه. فشاور معاويه في ذلک المغيره بن شعبه، فاشار عليه بان يکتب اليه کتابا يستعطفه فيه. و يذهب المغيره بالکتاب ال

يه فلما اتاه، ارضاه و اخذ منه کتابا يهر فيه الطاعه بشروط. فاعطاه معاويه جميع ما ساله و کتب اليه بخط يده ما وثق به، فدخل اليه الشام و قربه و ادناه و اقره علي ولايته، ثم استعمله علي العراق. و قال المدائني: لما اراد معاويه استلحاق زياد و قد قدم عليه الشام، جمع الناس و صعد المنبر واصعد زيادا معه علي مرقاه تحت مرقاته و حمد الله و اثني عليه ثم قال: ايها الناس! اني قد عرفت شبهنا اهل‏البيت في زياد، فمن کانت عنده شهاده فليقم بها. فقام ناس فشهدوا انه ابن ابي‏سفيان و انهم سمعوه اقربه قبل موته. فقام ابومريم السلولي- و کان خمارا في الجاهليه- فقال: اشهد يا اميرالمومنين! ان اباسفيان قدم علينا بالطائف فاتاني، فاشتريت له لحما و خمرا و طعاما. فلما اکل قال: يا ابامريم! اصب لي بغيا. فاتيت بسميه فقلت لها: ان اباسفيان من قد عرفت شرفه و جوده، و قد امرني ان اصيب له بغيا فهل لک؟ فقالت: نعم يجي‏ء الان عبيد بغنمه و کان راعيا. فاذا تعشي و وضع راسه، اتيت فرجعت الي ابي‏سفيان فاعلمته فلم يلبث ان جائت تجرذيلها فذخلت معه فلم تزل عنده حتي اصبحت، فقلت له: لما انصرفت، کيف رايت صاحبتک؟ فقال خير صااحبه لو لا طفر في ابطيها. فقال زياد من فوق المنب

ر: يا ابا مريم! لا تشتم امهات الرجال فشتم امک. فلما انقضي کلام معاويه و مناشدته، قام زياد فحمد الله و اثني عليه، ثم قال: ايه الناس! ان معاويه و الشهود قد قالوا ما سمعتم و لست ادري حق هذا من باطله و هو والشهود اعلم بما قالوا، و انما عبيد اب مبرور و وال مشکور ثم نزل. انتهي. کلام ابن ابي‏الحديد: و اقول: انما اوردت تلک القصص لتعلم ان ما صدر من زياد و ولده- لعنه الله عليهما- انما نشاء من تلک الانساب الخبيثه و تزيد ايمانا ويقينا بانه لا يبغضهم لا من ولد من الزنا کما تواتر عن ائمه الهدي. و لنرجع الي شرح الکتاب: قال في النهايه الغب الحده و منه: غرب السيف. و الفل الکسرو الفله الثلمه في السيف، و منه حديث علي- عليه‏السلام- يستفل غربک هو يستفعل من الفل الکسر. قوله- عليه‏السلام- ليقتحم غفلته‏اي ليلج و يهجم عليه و هو غافل جعل اقتحامه اياه اقتحاما للغفله نفسها. کذا ذکره ابن ابي‏الحديد و قال: ليس المراد باستلاب الغره ان ياخذ الغره، لانه لو کان کذلک لصار ذلک الغافل لبيبا عاقلا، و انما المعني ما يعنيه الناس بقولهم اخذ فلان غفلتي و فعل کذا اي اخذ ما يستدل به علي غفلتي کذا. انتهي. و اقول: لو کان الاسناد مجازيا کما حمل عليه الفق

ره الاولي لم يفد هذا المعني لانه يکون حينئذ من قبيل اسناد الشي‏ء الي الحاله التي المفعول عليها کما يسند الي الزمان و المکان فيکون المفاد الاستلاب وقت الغره و الاقتتحام وقت الغفله. و انما نسب اليهما مبالغه لبيان ان عله الاستلاب و الاقتحام لم يکن الا الغره و الغفله فکانهما وقعا عليهما. و يمکن ان يکون المفعول محذوفا و يکون الغره و الغفله منصوبين بنزع الخافص، اي تقتحم عليه في حال غفلته و يستلب لبه في حال غرته. و الفلته الامر الذي يصدر فجاه من غير تدبر و رويه. و نزغ الشيطان بينهم افسد، و عدم ثبوت النسب بها لقول النبي- صلي الله عليه و آله- الولد للفراش و للعاهر الحجر. و في النهايه: الشرب بفتتح الشين و سکون الاء، الجماعه يشربون الخمر. و قال في حديث علي- عليه‏السلام-: المتعلق بها کالنوط المذبذب اراد ما يناط برحل الراکب من قعب او غيره، فهو ابدا يتحرک اذا حث ظهره، اي دابته. و قال في المستقصي: شالت نعامتهم اي تفرقوا و ذهبوا لان النعامه موصوفه بالخفه و سرعه الذهاب و الهرب. و قيل: النعامه جماعه القوم. و قال الجوهري: النعامه الخشبه المعترضه علي الزرنوقين. و يقال للقوم اذا ارتحلوا عن متهاهم او تفرقوا: قد شالت نعامتهم. و الن

عامه ما تحت القدم.


صفحه 149.