نامه 039-به عمروعاص











نامه 039-به عمروعاص



[صفحه 131]

اقول: قال ابن ميثم- رحمه الله-: کتب اميرالمومنين- عليه‏السلام- الي عمرو بن العاص: من عبدالله علي اميرالمومنين- عليه‏السلام- ال الابتر بن الابتر، عمرو بن العاص، شاني محمد و آل محمد في الجاهليه و الاسلام. سلام علي من اتبع الهدي. اما بعد، فانک ترکت مروتک لامري‏ء فاسق مهتوک ستره، يشين الکريم بمجلسه و يسفه الحلمي بخلطته، فصار قلبک لقلبه تبعا کما (وافق شن طبقه). فسلبک دينک و امانتک و دنياک و آخرتک، و کان علم الله بالغا فيک. فصرت کالذئب يتبع الضرغام اذا ما الليل دجا او الصبح انا، يلتمس فاضل سوره و حوايا فريسته، و لکن لا نجاه من القدر، و لو بالحق اخذت لادرکت ما رجوت. و قد رشد من کان الحق قائده، فان يمکني الله منک و من ابن آکله الاکباد، الحقکما بمن قتله الله من ظلمه قريش علي عهد رسول‏الله- صلي الله عليه و آله-. و ان تعجزا او تبقيا بعدي فالله حسبکما، و کفي بانتقامه انتقاما و بعقابه عقابا، والسلام. و روي ابن ابي‏الحديد مثله عن نصر بن مزاحم من کتاب صفين. ج. نهج: من کتاب له- عليه‏السلام- الي عمر و بن العاص: فانک جعلت دينک تبعا لدنيا امري ظاهر غيه، مهتوک ستره، يشين الکريم بمجلسه و يسفه الحليم بخلطته، فاتبعت

اثره و طلبت فضله اتباع الکلب للضرغام يلوذ الي مخالبه و ينتظر ما يلقي اليه من فضل فريسته، فاذهبت دنياک و آخرتک. و لو بالحق اخذت، ادرکت ما طلبت. فان يمکن الله منک و من ابن ابي‏سفيان اجزکما بما قدمتما و ان تعجزا و تبقيا فما اما مکما شر لکما، والسلام. بيان: الي الابتر اشاره الي قوله- تعالي -: ان شانئک هو الابتر فانه نزل فيه. قال ابن ابي‏الحديد: اما غي معويه فلا ريب في ظهور ضلاله و بغيه. و اما مهتوک سره فانه کان کثيرا الهزل و الخداعه صاحب جلساء و سمار. و معاويه لم يتوقر و لم يلزم قانون الرئاسه الا منذ خرج علي اميرالمومنين و احتاج الي الناموس و السکينه، و الا فقد کان في ايام عثمان شديد التهتک موسوما بکل قبيح و کان في ايام عمر يتر نفسه قليلا منه الا انه کان يلبس الحرير و يشرب في آنيه الذهب والفضه و يرکب البغلالت ذوات السروج المحلاه بها و عليها جلال الديباج و الوشي. و کان حينئذ شابا عنده برق الصبي و اثر الشبيه و سکر السلطان و الامره. و نقل الناس عنه في کتب السيره انه کان يشرب الخمر في ايام عثمان بالشام، فاما بعد وفاه اميرالمومنين- عليه‏السلام- و استقرار الامر له فقد اختلف فيه. فقيل: انه شرب الخمر في ستروقيل: لم يشرب

. و لا خلاف في انه سمع الغناء و طرب عليه و اعطي و وصل عليه ايضا. و اما قوله يشين الکريم بمجلسه و يسفه الحليم بخلطته فالامر کذلک لانه لم يکن في مجلسه الا ستم بني‏هاشم و قذفهم و التعرض بذکر الاسلام و الطعن عليه و ان اظهر الانتماء اليه. قوله- عليه‏السلام- کما وافق شن. قال في مجمع الامثال: قال الشرفي بن القطامي: کان رجل من دهاه العرب و عقلائهم يقال له: شن فقال: و الله لاطوفن حتي اجد امراه مثلي فاتزوجها. فبينما هو في بعض مسيره اذا رافقه رجل في الطريق فساله شن: اين تريد؟ فقال: موضع کذا و کذا- يريد القريه التي يقصدها شن-. فرافقه حتي اذا اخذا في مسيرهما، قال شن: اتحملني ام احملک؟ فقال له الرجل: يا جاهل انا راکب و انت راکب فقال: احملک ام تحملني؟ فسکت عنه شن، فسارا حتي اذا قربا من القريه اذا هما بزرع قد استحصد فقال: اتري هذا الزرع اکل ام لا؟ فقالله الرجل: يا جاهل‏تري بنتا مستحصدا فتقول اکل ام لا؟ فسکت عنه شن، حتي اذا دخلا القريه لقيتهما جنازه فقال شن: اتري صاحب هذا النعش حيا او ميتا؟ فقال الرجل: ما رايت اجهل منک، تري جنازه تسال عنها اميت صاحبها ام حي. فسکت عنه شن، فاراد مفارقته فابي الرجل ان يترکه حتي يسير به الي منزل

ه فمضي معه و کان للرجل بنت يقال لها طبقه، فلما دخل عليها ابوها سالته عن ضيفه. فاخبرها بمرافقته اياه و شکي اليها جهله و حدثها بحديثه. فقالت يا ابت! ما هذا بجاهل. اما قوله اتحملني ام احملک؟ فاراد اتحدثني ام احدثک حتي نقطع طريقنا؟. و اما قوله اتري هذا الزرع اکل ام لا؟ فانما اراد هل باعه اهله فاکلوا ثمنه ام لا؟. و اما قوله في الجنازه فاراد هل ترک عقبا يحيي بهم ذکره ام لا؟. فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعه ثم قال: اتحب ان افسر لک ما سالتني عنه؟ قال: نعم. ففسره، فقال شن: ما هذا من کلامک فاخبرني من صاحبه. فقال: ابنه لي. فخطبها اليه فزوجه و حملها الي اهله فلما راوها قالوا: وافق شن طبقه فذهبت مثلا يضرب للمتوافقين. و قال الاصمعي: هم قوم کان لهم وعاء ادم فتشنن فجعلوا له طبقا فوافقه فقيل: وافق شن طبقه. و هکذا رواه ابوعبيده في کتابه و فسره. و قال ابن الکلبي: طبقه قبيله من اياد کانت لا تطاق فوقعت بها شن ابن اقصي بن القيس فانتصفت منها و اصابت فيها فضربتا مثلا للمتفقين في الشده و غيرها. قال الشاعر: لقيت شن اياد بالقنا طبقا وافق شن طبقه فزاد المتاخرون فيه: وافقه فاعتنقه. انتهي. و قال الجوهري: انا ياني انا اي حان، و اني ا

يضا ادرک. و في بعض النسخ بالتاء. و الحوايا الامعاء، جمع حويه. قوله- عليه‏السلام- ادرکت اي من الدنيا بقدر کفايتک او من الاخره. قوله- عليه‏السلام- فان يمکن الله المفعول محذوف اي يمکنني. قوله- عليه‏السلام- و ان تعجزا اي غلبتما علي، فالمفعول محذوف ايضا. و لنذکر هنا نسب هذا الابتر- لعنه الله- و صاحبه الاکفر و بعض مثالبه و مثالب ابيه.


صفحه 131.