نامه 036-به عقيل
[صفحه 122] و قال ابن ابيالحديد: کتب عقيل بن ابيطالب الي اخيه علي - عليهالسلام- حين بلغه خذلان اهل الکوفه و تقاعدهم به لعبد الله علي اميرالمومنين: من عقيل ابن ابيطالب سلام الله عليک، فاني احمد اليک الله الذي لا اله الا هو. اما بعد، فان الله جارک من کل سوء و عاصمک من کل مکروه، و عليکل حال اني خرجت الي مکه معتمرا فلقيت عبدالله بن سعد بن ابيسرح في نحو من اربعين شابا من ابناء الطلقاء فعرفت المنکر في وجوههم فقلت: الي اين يا ابناء الشانئين!؟ ابمعاويه تلحقون عداوه؟ و الله منکم قديما غير مستنکر تريدون بها اطفاء نورالله و تبديل امره. فاسمعني القوم و اسمعتهم، فلما قدمت مکه، سمعت اهلها يتحدثون ان الضحاک بن قيس اغار علي الحيره، فاحتمل من اموالها ماشاء، ثم انکفا راجعا سالما، فان الحياه في دهر جرا عليک الضحاک، و ما الضحاک؟ فقع بقرقر. و قد توهمت حيث بلغني ذلک ان شيعتک و انصارک خذلوک، فاکتب الي يا ابن امي برايک! فان کنت الموت تريد، تتحملت اليک ببني اخيک و ولد ابيک، فعشنا معک ما عشت، و متنا معک اذا مت، فو الله! ما احب ان ابقي في الدنيا بعدک فواقا، و اقسم بالاعز الاجل ان عيشا نعيشه بعدک في الحياه لير هنيء و لا مريء و لا نجيع، والسلام عليک، و رحمه الله و برکاته. فکتب اليه اميرالمومنين- عليهالسلام: بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي اميرالمومنين الي عقيل بن ابيطالب سلام عليک، فاني احمد اليک الله الذي لا اله الا هو. اما بعد، کلانا الله و ايکا کلائه من يخشاه بالغيب، انه حميد مجيد. قد وصل الي کتابک مع عبدالرحمن بن عبيد الازدي تذکر فيه انک لقيت عبدالله بن ابيسرح مقبلا من قدير في نحو من اربعين فارسا من ابناء الطلقاء متوجهين الي جهه الغرب، و ان ابيسرح طالما کاد الله و رسوله و کتابه و صد عن سبيله و بغاها عوجا، فدع ابن ابيسرح و دع عنک قريشا و خلهم و ترکاضهم في الضلال و تجوالهم في الشقاق. الا و ان العرب قد اجتمعت علي حرب اخيک اليوم اجتماعها علي حرب النبي- صلي الله عليه و آله- قبل اليوم، فاصبحوا قد جهلوا حقه و جحدوا فضله و بادروه العداوه و نصبوا له الحرب و جهدوا عليه کل الجهد و جروا اليه جيش الاحزاب. اللهم! فاجز قريشا عني الجوازي فقد قطعت رحمي و تظاهرت علي و دفعتني عن حقي و سلبتني سلطان ابن امي و سلمت ذلک الي من ليس مثلي في قرابتي من الرسول و سابقتي في الاسلام الا ان يدعي مدع مالا اعرفه و لا اظن الله يعرف و الحمدلله علي کل ح ال. و اما ما ذکرت من اغاره الضحاک علي اهل الحيره، فهو اقل و اذل من ان يلم به او يدنو منها و لکنه قد کان اقبل في جريده خيل فاخذ علي السماوه حتي مر بواقصه و شراف و القطقطانه فما و الي ذلک الي الصقع، فوجهت اليه جندا کثيفا من المسلمين فلما بلغه ذلک فر هاربا، فاتبعوه فلحقوه ببعض الطريق و قد امعن، و کان ذلک حين طفلت الشمس للاياب، فتناوش القتال قليلا کلا و لا، فلم يصبر لوقع المشرفيه، و ولي هاربا و قتل من اصحابه بضعه عشر رجلا و نجا جريضا بعد ما اخذ منه بالمخنق، فالايا بلاي مانجا. و اما ما سالتني ان اکتب اليک رايي فيما انا فيه، فان رايي جهاد المحلين حتي القي الله، لا يزيدني کثره الناس معي عزه، و لاتفرقهم عني وحشه، لاني محق و الله مع المحق. و و الله ما اکره الموت علي الحق، و ما الخير کله الا بعد الموت لمن کان محقا. و اما ما عرضت به من سيرک الي ببنيک و بنيابيک، فلا حجه لي في ذلک، فاقم راشدا محمودا، فو الله ما احب ان تهلکوا معي ان هلکت، و لاتحسبن ابن امک - و ان اسلمه الناس- متخشعا و لا متضرعا، انه لکما قال اخو بنيسليم: شعر: فان تساليني کيف انت فانني صبور علي ريب الزمان صليب يعز علي ان تري بي کابه فيشمت عاد او ي شاء حبيب بيان و روي السيد- رضي الله عنه- في النهج بعض هذا الکتاب هکذا: فسرحت اليه جيشا کثيفا من المسلمين... بيان: قوله فقع بقرقر لعله خبر ان و قوله و ما الضحاک معترضه. و قال الجوهري: الفقع ضرب من الکماه، و کذلک الفقع بالکسر. و يشبه به الرجل الذليل، فيقال: هو فقع قرقر لان الدواب تبخله بارجلها. قال النابغه: يهجو النعمان بن المنذر: حدثوني بنيالشقيقه ما يمنع فقعا بقر قران يزولا و قال: القرقر القاع الاملس. و الفواق بالفتتح و الضم، ما بين الحلبتين من الوقت. و الترکاض و التجوال بفتح التاء فيهما مبالغتان في الرکض و الجولان. و الرکض تحريک الرجل، و رکضت الفرس برجلي حثثته ليعدو، ثم کثر حتي قيل: رکض الفرس اذا عدا، و الواو فيهما يشبه ان يکون بمعني مع، و يحتمل العاطفه. و استعار لفظ الجماح باعتبار کثره خلافهم للحق و حرکاتهم في تيه الجهل و الخروج عن طريق العدل، من قولهم: جمح الفرس اذا اعتز راکبه و غلبه، و يحتمل ان يکون من جمح بمعني اسرع کما ذکره الجوهري. و قوله- عليهالسلام- فجزت قريشا عني اجوازي جمع جازيهاي جزت قريشا عني بما صنعت کل خصله من تکبه او شده او مصيبه، اي جعل الله هذه الدواهي کلها جزاء قريش بما صنعت کل خصل ه. و قال ابن ابيالحديد: سلطان ابن امي يعني به الخلافه. و ابن امه هو رسولالله- صلي الله عليه و آله- لانهما ابنا فاطمه بنت عمرو بن عمران بن مخزوم ام عبدالله و ابيطالب. و لم يقل سلطان ابن ابي لان غير ابيطالب من الاعمام تشرکه في النسبه الي عبدالمطلب. و قال الراوندي: يعني نفسه لانه ابن ام نفسه. و لا يخف ما فيه. و قيل: لان فاطمه بنت اسد کانت تربي رسولالله- صلي الله عليه و آله- حين کفله ابوطالب، فهي کالام له. و يحتمل ان کيون المراد سلطان اخي مجازا و مبالغه في تاکد الاخوه التي جرت بينه و بين النبي- صلي الله عليه و آله- و اشاره الي حديث المنزله و قوله- تعالي- حکايه عن هارون: يا ابن ام! ان القوم استضعفوني. و قد مر بعض ما يويد هذا الوجه. و واقصه موضع بطريق الکوفه و اسم مواضع اخري. و شراف- کقطام- موضع و مائه لبنياسد، او جبل عال، و کغراب- ماء. و القطاقط و القطقط و القطقطانه بضمها، موضع الاصره بالکوفه کانت سجن النعمان بن المنذر. فما والي ذلک اي قاربه، و يقال: امعن الفرس اي تباعد في عدوه. و قال الجوهري: تطفيل الشمس ميلها للغروب، و الطفل بالتحريک، بعد العصر اذا طفلت الشمس للغروب. و الاياب الرجوع اي الرجوع الي ما کانت عليه في الليله التي قبلها. و قال الجوهري: آبت الشمس لغه في غابت. و تفصير الراوندي بالزوال بعيد. و قال الجوهري: المناوشه في القتال و ذلک اذا تداني الفريقان. و التناوش التناول. قوله- عليهالسلام- شيئا کلا و لا قال ابن ابيالحديد: اي شيئا قليلا کلا شيء، و موضع کلا و لا نصب لانه صفه شيئا و هي کلمه تقال لما يستقصر جدا. و المعروف عند اهل اللغه کلا و ذا. قال ابن هاني المغربي: و اسرع في العين من لحظه و اقصر في السمع من لا و ذا و في شعر الکميت کلا و کذا. و قدر و يت في نهجالبلاغه کذلک الا ان اکثر النسخ کلا و لا. و من الناس من يرويها کلا و لات، و هي حرف اجري مجري ليس و لا يجيء الامع حين، الا ان تحذف في شعر. و من الرواه من يرويها کلا. و قال ابن ميثم: قوله- عليهالسلام- کلا و لا تشبيه بالقليل السريع الفناء و ذلک لان لا و لا لفظان قصيران قليلان في المسموع و استشهد بقول ابن هاني. اقول: و يحتمل ان کيون المعني شيئا کلا شيء و ليس بلا شيء، او يکون العطف للتاکيد. و الموقف هنا مصدر و المشرفيه بالفتتح، سيوف نسبت الي مشارف و هي قري من ارض العرب. و في النهايه: الجرض بالتحريک ان تبلع الروح الحلق والانسان جريض. و في الصحاح: ا لجرض بالتحريک، الريق يغص به يقال: جرض بريقه اتبلع ريقه علي هم و حزن بالجهد. و الجريض الغصه. و مات فلان جريضا اي مغموما. و قال: خنقه و خنقه و موضعه من العنق مخنق يقال: بلغ منه المخنق و اخذ بمخنقه و خناقهاي حلقه. و قال ابن ميثم: لايا في مصدر و العامل محذوف. و ما مصدريه ف موضع الفاعل، و التقدير: فلاي لايا نجاوهاي عسر و ابطا. و قوله بلاي اي مقرونا بلاي، اي شده بعد شده. و قال الکيدري: ما زائده و تقدير الکلام: فنجا لايا اي صاحب لاي في حال کونه صاحب جهد و مشقه متلبسه بمثلها، اي نجا في حال تضاعف الشدائد. و قال الراوندي: نصب لايا علي الظرف و تفيد ما الزائده في الکلام ابهاما اي بعد شده و ابطاء نجا. قوله- عليهالسلام- قتال المحلين اي البغاه. قال الجوهري: احل اي خرج الي الحل او من ميثاق کان عليه و منه قول زهير: و کم بالقتال من محل و محرم و قال: اسلمهاي اخذله. قوله- عليهالسلام- و لا مقرا للضيم اي راضيا بالظلم صابرا عليه. و السلس السهل اللين المنقاد. و لا و طيء الظهر اي مهيئا للرکوب، و متقعد البعير راکبه. و الصليب الشديد.
صفحه 122.