نامه 032-به معاويه











نامه 032-به معاويه



[صفحه 111]

و روي ابن ابي‏الحديد و ابن ميثم ان اميرالمومنين- عليه‏السلام- کتب الي معاويه بن ابي‏سفيان- عليهمااللعنه-: اما بعد، فان الدنيا دار تجاره، ربحها او خسرها الاخره، فالسعيد من کانت بضاعته فيها الاعمال الصالحه، و من راي الدنيا بعينها و قدرها بقدرها. و اني لاعظک مع علمي بسابق العلم فيک مما لا مرد له دو ن نفاذه، و لکن الله- تعالي- اخذ علي العلماء ان يودوا لامانه، و ان ينصحوا الغوي و الرشيد، فاتق الله و لا تکن ممن لايرجو الله و قارا، و من حقت عليه کلمه العذاب، فان الله بالمرصاد، و ان دنياک ستدبر عنک، و ستعود حسره عليک، فانتبه من الغي و الضلال علي کبر سنک و فناء عمرک، فان حالک اليوم کحال الثوب المهيل الذي لايصلح من جانب الا فصد من آخر. و قد ارديت جيلا من الناس کثيرا خدعتهم بغيک و القيتهم في موج بحرک، تغشاهم الظلمات، و تتلاطم بهم الشبهات، فحاروا عن وجهتهم، و نکصوا علي اعقابهم، و تولوا علي ادبارهم، و عولوا علي احسابهم، الا من فاء من اهل البصائر، فانهم فارقوک بعد معرفتک، و هربوا الي الله من موازرتک، اذ حملتهم علي الصعب، و عدلت بهم عن القصد. فاتق الله يا معاويه في نفسک، و جاذب الشيطان قيادک، فان الدنيا منقطع

ه عنک، و الاخره قريبه منک، والسلام. قال ابن ابي‏الحديد: قال ابوالحسن علي بن محمد المدائني: فکتب اليه معاويه: من معاويه بن ابي‏سفيان الي علي بن ابي‏طالب اما بعد، فقد وقفت علي کتابک، و قد ابيب علي الغبن الا تماديا، و اني لعالم ان الذي يدعوک الي ذلک مصرعک الذي الا بدلک منه، و ان کنت موائلا فازدد غيا الي غيک، فطالما خف عقلک، و منيت نفسک ما ليس لک، التويت علي من هو خير منک ثم کانت العافيه لغيرک، و احتملت الوزر بما احاط بک من خطيئتک، و السلام. قال: فکتب علي- عليه‏السلام-: اما بعد، فان ما اتيت به من ضلالک ليس ببعيد الشبه مما اتي به اهلک و قومک الذين حملهم الکفر و تمني الاباطيل علي حسد محمد- صلي الله عليه و آله- حتي صرعوا مصارعهم حيث علمت، لم يمنعوا حريما، و لم يدفعو ا عظيما، و انا صاحبهم في تلک المواطن الصالي بحربهم و الفال لحدهم و القاتل لرووسهم رووس الضلاله، و المتبع- ان‏شاءالله- خلفهم بسلفهم فبئس الخلف خلف اتبع سلفا و محله محطه النار، والسلام. فکتب اليه معاويه- لعنه الله-: اما بعد، فقد طال في الغي ما استمررت ادارجک کما طال ما تمادي عن الهرب نکوصک و ابطاوک، تتوعد وعيد الاسد و تروغ روغان الثعلب، فحتام تحيد عن اللق

اء و مباشره الليوث الضاريه و الافاعي المقاتله، فلا تستبعدنها، فکل ما هوآت قريب ان‏شاءالله، والسلام. قال: فکتب اليه علي- عليه‏السلام-: اما بعد، فما اعجب ما ياتيني منک و ما اعلمني بما انت صائر اليه و ليس ابطائي عنک الا ترقبا لما انت له مکذب و اناله مصدق، و کاني بک غدا تضج و انت من الحرب ضجيج الجمال من الاثقال و ستدعوني انت و اصحانک الي کتاب تعظمونه بالسنتکم و تجحدونه بقلوبکم، والسلام. قال: فکتب اليه علي- عليه‏السلام-: اما بعد، فطالما دعوت انت و اولياوک، اولياء الشيطان الرجيم الحق اساطير الاولين و نبذتموه وراء ظهورکم و جهدتم في اطفاء نورالله بايديکم و افواهکم (و الله متم نوره و لوکره الکافرون) و لعمري ليتمن النور علي کرهک و لينفذن العلم بصغارک، و لتجازين بعملک، فعث في دنياک المنقطعه عنک ما طاب لک فکانک باجلک قد انقضي و عملک قد هوي ثم تصير الي لظي لم يظلمک الله شيئا (و ما ربک بظلام للعبيد). قال: فکتب اليه معاويه: اما بعد، فما اعظم الرين علي قلبک و الغطاء علي بصرک الشره من شيمتک... الي آخر ما مر بروايه اخري. قال: فکتب اليه علي- عليه‏السلام-: اما بعد، فان مساويک مع علم الله فيک حالت بينک و بين ان يصلح امرک او ان ي

رعوي قلبک يا ابن الصخر اللعين! زعمت ان يزن الجبال حلمک و يفصل بين اهل الشک علمک و انت الجلف المنافق الاغلف القلب القليل العقل الجبان الرذل، فان کنت صادقا فيما تسطرو يعينک عليه اخويني سهم، فدع الناس جانبا و ابرز لما دعوتني اليه من الحرب والصبر علي الضرب، و اعف الفريقين من القتال لنعلم اينا المرين علي قلبه المغطي علي بصره، فانا ابوالحسن قاتل جدک و اخيک و خالک و ما انت منهم ببعيد، والسلام. ايضاح: اقول: روي السيد رضي الله عنه في النهج الکتاب الاول من قوله- عليه‏السلام- (و ارديت جيلا) الي آخر هذا الکتاب قوله- عليه‏السلام- (و من راي) عطف علي (من کانت) اي السعيد من (يري الدنيا بعينها) اي يعرفها بحقيقتها، او يراها بالعين التي بها تعرف و هي عين البصيره و يعلم ما هي عليه من التغير و الزوال، و انها خلقت لغيرها ليقدرها بمقدارها و يجعلها في نظره لما خلقت له. قوله- عليه‏السلام- (ممن لايرجو لله و قارا) اي لايتوقع لله عظمته فيعبده و يطيعه. و (الوقار) الاسم من (الوقير) و هو التعظيم. و قيل: (الرجاء) هيهنا بمعني الخوف. و (المهيل) المتداعي في التمزق، و منه: (رمل مهيل) اي ينهال و يسيل. (و ارديت) اي اهلکت. و (الجيل) الصنف و روي ب

الباء الموحده و هو الخلق. و (تغشاهم) اي تاتيهم و تحيط بهم. و (حاروا) عدلوا، او تحيروا. و (نکصوا) اي رجعوا. و (عولوا علي احسابهم) اي اعتمدوا علي نخوه الجاهليه و تعصبهم و رجعوا عن الدين. (الا من فاء) اي رجع. و (الموازره) المعاونه. و (الصعب) مقابل الذلول کنايه عن الباطل لاقتحامه بصاحبه في المهالک. و (القياد) بالکسر، حبل يقاد به الدابه. و (وائل منه)- علي فاعل - طلب النجاه، ذکره الجوهري. و قال الجوهري: (صليت اللحم و غيره اصليه صليا) اذا شويته و يقال ايضا: (صليت الرجل نارا) اذا ادخلته النار و جعلته يصلاها. و (صلي فلان النار) بالکسر، احترق، و (صلي بالامر) قاسي حره و شدته. و قال: (فللت الجي) هزمته، و يقال: (فله فانفل) اي کسره فانکسره. قوله- عليه‏السلام- (و محله محطه)، الضمير الاول راجع الي الخلف و الثاني الي السلف. (والنار) بدل او عطف بيان ل (محطه)، و لعل الاصوب (محله و محطه) فالضميران للسلف. و (درج الرجل) مشي، و (ادرجت الکتاب) طويته، و قولهم: (خل درج الصب) اي طريقه، و الجمع (الادراج). و (راغ) مال. قوله- عليه‏السلام- (لما انت به مکذب) اي ما اخبرني به النبي- صلي الله عليه و آله) من وقت الحرب و شرائطه، او اتمام الحجه

و اتباع امره- تعالي- في ذلک، او نزول الاملائکه للنصره، و بکل ذلک کان- لعنه الله- مکذبا. قوله- عليه‏السلام- (فعث) من (عاث يعيث) اذا افسد، و في بعض النسخ (فعش).


صفحه 111.