دعاؤه في التحميد لله تعالي
فَلَسْنا نَعْلَمُ کُنْهَ عَظَمَتِکَ إلاَّ اَنَّا نَعْلَمُ اَنَّکَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لاتَأْخُذُکَ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ، لَمْ يَنْتَهِ اِلَيْکَ نَظَرٌ وَ لَمْ يُدْرِکْکَ بَصَرٌ، اَدْرَکْتَ الْاَبْصارَ وَ أحْصَيْتَ الْاَعْمالَ، وَ اَخَذْتَ بِالنَّواصي وَ الْاَقْدامِ، وَ مَا الَّذي نَري مِنْ خَلْقِکَ، وَ نَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِکَ، وَ نَصِفُهُ مِنْ عَظيم سُلْطانِکَ،[1] وَ ما تَغَيَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَ قَصُرَتْ اَبْصارُنا عَنْهُ، وَ انْتَهَتْ عُقُولُنا دُونَهُ، وَ حالَتْ سُتُورُ الْغُيُوبِ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ اَعْظَمُ. فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ وَ اَعْمَلَ فِکْرَهُ، لِيَعْلَمَ کَيْفَ اَقَمْتَ عَرْشَکَ، وَ کَيْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَکَ، وَ کَيْفَ عَلَّقْتَ فِي الْهَواءِ سَماواتِکَ، وَ کَيْفَ مَدَدْتَ عَلي مَوْرِ الْماءِ اَرْضَکَ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسيراً وَ عَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَ سَمْعُهُ والِهاً، وَ فِکْرُهُ حائِراً.
اَللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلي ما تَأْخُذُ وَ تُعْطي، وَ عَلي ما تُعافي وَ تَبْتَلي، حَمْداً يَکُونُ اَرْضَي الْحَمْدِ لَکَ، وَ اَحَبَّ الْحَمْدِ اِلَيْکَ، وَ اَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَکَ، حَمْداً يَمْلَأُ ما خَلَقْتَ وَ يَبْلُغُ ما اَرَدْتَ، حَمْداً لايُحْجَبُ عَنْکَ وَ لايَقْصُرُ دُونَکَ، حَمداً لايَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَ لايَفْني مَدَدُهُ.