دعاؤه في طلب العفو و الاعتراف بالذنب















دعاؤه في طلب العفو و الاعتراف بالذنب



اَللَّهُمَّ يا ذَاالْمُلْکِ الْمَتَاَبَّدِ بِالْخُلُودِ، وَ السُّلْطانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُودٍ، وَ الْعِزِّ الْباقي عَلي مَرِّ الدُّهُورِ، عَزَّ سُلْطانُکَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ وَ لا مُنْتَهي لِاخِرِهِ، وَ اسْتَعْلي مُلْکُکَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الْاَشْياءُ دُونَ بُلُوغِ اَمَدِهِ، وَ لايَبْلُغُ اَدْني مَا اسْتَأْثَرْتَ بِهِ مِنْ ذلِکَ نُعُوتَ اَقْصي نَعْتِ النَّاعِتينَ.

ضَلَّتْ فيکَ الصِّفاتُ، وَ تَفَسَّخَتْ دُونَکَ النُّعُوتُ، وَ حارَتْ في کِبْرِيائِکَ لَطائِفُ الْاَوْهامِ، کَذلِکَ اَنْتَ اللَّهُ في اَوَّلِيَّتِکَ، وَ عَلي ذلِکَ اَنْتَ دائِمٌ لاتَزُولُ، وَ کَذلِکَ اَنْتَ اللَّهُ في اخِرِيَّتِکَ، وَ کَذلِکَ اَنْتَ ثابِتٌ لاتَحُولُ، وَ اَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفُ عَمَلاً، الْجَسيمُ اَمَلاً.

خَرَجَتْ مِنْ يَدَيَّ اَسْبابُ الْوُصُلاتِ اِلي رَحْمَتِکَ، وَ تَقَطَّعَتْ عَنّي عِصَمُ الْامالِ اِلاَّ ما اَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِکَ، قَلَّ عِنْدي مَا اَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طاعَتِکَ، وَ کَثُرَ عِنْدي ما اَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِکَ، وَ لَنْ يَفُوتَکَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِکَ وَ اِنْ اَساءَ فَاعْفُ عَنّي.

اَللَّهُمَّ قَدْ اَشْرَفَ عَلي کُلِّ خَفايَا الْاَعْمالِ عِلْمُکَ، وَ انْکَشَفَ کُلُّ مَسْتُورٍ عِنْدَ خُبْرِکَ، فَلا يَنْطَوي عَنْکَ دَقائِقُ الْاُمُورِ، وَ لايَعْزُبُ عَنْکَ خَفايَا السَّرائِرِ، وَ قَدْ هَرَبْتُ اِلَيْکَ مِنْ صَغائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ وَ کَبائِرِ اَعْمالٍ مُرْدِيَةٍ، فَلا شَفيعَ يَشْفَعُ لي اِلَيْکَ، وَ لا خَفيرَ يُؤْمِنُني مِنْکَ، وَ لا حِصْنَ يَحْجُبُني عَنْکَ، وَ لا مَلاذَ اَلْجَأُ اِلَيْهِ غَيْرُکَ.

هذا مَقامُ الْعائِذِ بِکَ وَ مَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَکَ، فَلايَضيقَنَّ عَنّي فَضْلُکَ، وَ لايَقْصُرَنَّ دُوني عَفْوُکَ وَ لاأَکُونَ اَخْيَبَ عِبادِکَ التَّائِبينَ، وَ لااَقْنَطَ وُفُودِکَ الْامِلينَ، وَ اغْفِرْلي اِنَّکَ خَيْرُ الْغافِرينَ.

اَللَّهُمَّ اِنَّکَ اَمَرْتَني فَغَفَلْتُ، وَ نَهَيْتَني فَرَکِبْتُ، وَ هذا مَقامُ مَنِ اسْتَحْيا لِنَفْسِهِ مِنْکَ، وَ سَخِطَ عَلَيْها وَ رَضِيَ عَنْکَ، وَ تَلَقَّاکَ بِنَفْسٍ خاشِعَةٍ، وَ عَيْنٍ خاضِعَةٍ، وَ ظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَ الْخَطايا، واقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ اِلَيْکَ وَ الرَّهْبَةِ مِنْکَ، وَ اَنْتَ اَوْلي مَنْ رَجاهُ وَ اَحَقُّ مَنْ خَشِيَهُ وَ اتَّقاهُ، فَاَعْطِني يا رَبِّ ما رَجَوْتُ، وَ امِنّي ما حَذِرْتُ، وَ عُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِکَ وَ رَحْمَتِکَ، اِنَّکَ اَکْرَمُ الْمَسْئُولينَ.

اَللَّهُمَّ وَ اِذْ سَتَرْتَني بِعَفْوِکَ وَ تَغَمَّدْتَني بِفَضْلِکَ في‏دارِالْفَناءِ، فَاَجِرْني مِنْ فَضيحاتِ دارِالْبَقاءِ عِنْدَ مَواقِفِ الْاَشْهادِ مِنَ الْمَلائِکَةِ الْمُقَرَّبينَ، وَ الرُّسُلِ الْمُکَرَّمينَ، وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحينَ، مِنْ جارٍ کُنْتُ اُکاتِمُهُ سَيِّئاتي، وَ مِنْ ذي رَحِمٍ کُنْتُ اَحْتَشِمُ مِنْهُ لِسَريراتي.

لَمْ اَثِقْ بِهِمْ فِي السَّتْرِ عَلَيَّ، وَ وَثِقْتُ بِکَ فِي الْمَغْفِرَةِ لي، وَ اَنْتَ اَوْلي مَنْ وُثِقَ بِهِ، وَ اَعْطي مَنْ رُغِبَ اِلَيْهِ، وَ أَرْأَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ، فَارْحَمْني.

اَللَّهُمَّ اِنّي اَعُوذُ بِکَ مِنْ نارٍ تَغَلَّظْتَ بِها عَلي مَنْ عَصاکَ، وَ تَوَعَّدْتَ بِها مَنْ ضارَّکَ وَ ناواکَ وَ صَدَفَ عَنْ رِضاکَ، وَ مِنْ نارٍ نُورُها ظُلْمَةٌ، وَ هَيِّنُها صَعْبٌ، وَ قَريبُها بَعيدٌ، وَ مِنْ نارٍ يَأْکُلُ بَعْضُها بَعْضاً، وَ يَصُولُ بَعْضُها عَلي بَعْضٍ، وَ مِنْ نَارٍ تَذَرُ الْعِظامَ رَميماً، وَ تَسْقي اَهْلَها حَميماً، وَ مِنْ نارٍ لاتُبْقي عَلي مَنْ تَضَرَّعَ،وَ لاتَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَها، وَ لاتَقْدِرُ عَلَي التَّخْفيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَها، وَ اَلْقي سُکَّانَها بِأَحَرِّ ما لَدَيْها، مِنْ اَليمِ النَّکالِ وَ شَديدِ الْوَبالِ.

اَللَّهُمَّ بِکَ اَعُوذُ مِنْ عَقارِبِها الْفاغِرَةِ اَفْواهَها، وَ حَيَّاتِها النَّاهِشَةِ بِأَنْيابِها، وَ شَرابِهَا الَّذي يُقَطِّعُ الْاَمْعاءَ، وَ يُذيبُ الْاَحْشاءَ، وَ اَسْتَهْديکَ لِما باعَدَ عَنْها، وَ اَنْقَذَ مِنْها، فَاَجِرْني مِنْها بِفَضْلِ رَحْمَتِکَ، وَ اَقِلْني عَثْرَتي بِحُسْنِ اِقالَتِکَ، وَ لاتَخْذُلْني يا خَيْرَالُْمجيرينَ.

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ اِذا ذُکِرَ الْاَبْرارُ، وَ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ، صَلاةً لايَنْقَطِعُ مَدَدُها، وَ لايُحْصي عَدَدُها، صَلاةً تَشْحَنُ الْهَواءَ وَ تَمْلَأُ الْاَرْضَ وَ السَّماءَ.

صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ حَتّي تَرْضي، وَ صَلِّ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ بَعْدَ الرِّضا، صَلاةً لا حَدَّ لَها وَ لا مُنْتَهي، يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.