ايها الناس
الاحتکار مطيه النصب، و الحرص داع للتقحم في الذنوب، و الشره جامع لمساويء العيوب. ايها الناس، لا کنز انفع من العلم، و لا عز ارفع من الحلم، و لا سواه اسوا من الکذب، و لا غائب اقرب من الموت! ايها الناس، من نظر في عيب نفسه شغل عن عيب غيره، و من سل سيف البغي قتل به، و من حفر بئرا وفع فيها، و من نسي زلله استعظم زلل غيره، و من اعجب برايه ضل، و من استغني بعقله زل، و من تکبر علي الناس ذل. في تقلب الاحوال علم جواهر الرجال، و الايام توضح السرائر الکامنه، و کفاک ادبا لنفسک ما تکرهه من غيرک. و من استقبل وجوه الاراء عرف [صفحه 88] مواقع الخطا. و الموده قرابه مستفاده. و عليک لاخيک مثل الذي لک عليه. و لا تنال نعمه الا بزوال اخري. و لکل ذي رمق قوت، و لکل حبه آکل، و انت قوت الموت. ايها الناس، اياکم و الخديعه فانها من خلق اللئام. تصفيه العمل اشد من العمل[1] و تخليص النيه من الفساد اشد علي العاملين من طول الجهاد، هيهات! لولا التقي لکنت ادهي العرب! عليکم بکلمه الحق في الرضا و الغضب، و بالقصد في الغني و الفقر،[2] و بالعدل علي الصديق و العدو، و بالرضا في الشده و الرخاء، و من ترک الشهوات کان حرا، و اعجاب المرء بنفسه دليل ضعف عقله. و بئس الزاد الي المعاد: العدوان علي العباد!
من خطبه له في المدينه:
صفحه 88.