سوره نساء















سوره نساء



«وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَيْکُمْ رَقِيباً»[1].

1/763- فرات، قال: حدّثني عبدالرحمن بن محمّد بن الحسن التيمي البزاز، معنعناً عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، عن أبيه، عن جدّه، قال: خطب علي عليه‏السلام علي منبر الکوفة وکان فيما قال:

واللَّه إنّي لديّان الناس يوم الدين، وقسيم الجنة والنار لا يدخلها الداخل إلّا علي أحد قسمي، وانّي الفاروق الأکبر، وإنّ جميع الرسل والملائکة والأرواح خلقوا لخلقنا، ولقد أعطيت التسع التي لم يسبقني إليها أحد، علّمت فصل الخطاب، وبصرت سبيل الکتاب، وأدخل إلي السبحات، وعلمت علم المنايا والبلايا والقضايا، وبي کمال الدين، وأنا النعمة التي أنعمها اللَّه علي خلقه، کلّ ذلک مِن مَنّ اللَّه به عليّ، ومنّا الرقيب علي الخلق، ونحن قسم اللَّه وحجّته بين العباد إذ يقول اللَّه:

[صفحه 53]

«وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَيْکُمْ رَقِيباً» فنحن أهل البيت عصمنا اللَّه من أن نکون فتّانين أو کذّابين أو ساحرين أو زيّافين، فمن کان فيه شي‏ء من هذه الخصال فليس منّا ولا نحن منه، إنّا أهل البيت طهّرنا اللَّه من کلّ نجس، نحن الصادقون إذا نطقنا والعالمون إذا سئلنا، أعطانا اللَّه عشر خصال لم تکن لأحد قبلنا ولا تکون لأحد بعدنا: الحلم والعلم، واللب النبوّة، والشجاعة والسخاوة، والصبر والعفاف والطهارة، فنحن کلمة التقوي وسبيل الهدي والمثل الأعلي والحجة العظمي والعروة الوثقي، والحقّ الذي أقرّ اللَّه به «فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّي تُصْرَفُونَ».[2] [3].

«وَإِنْ خِفْتُمْ‏أَلَّا تُقْسِطُوا فِي‏الْيَتَامي فَانْکِحُوا مَا طَابَ لَکُمْ مِنَ النِّسَاءِ»[4].

2/764- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديث طويل، وفيه يقول عليه‏السلام لبعض الزنادقة: وأما ظهورک علي تناکر قوله: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامي فَانْکِحُوا مَا طَابَ لَکُمْ مِنَ النِّسَاءِ» وليس يشبه القسط في اليتامي نکاح النساء، ولا کلّ النساء يتامي، فهو مما قدمت ذکره من إسقاط المنافقين من القرآن، وبين القول في اليتامي وبين نکاح النساء من الخطاب والقصص أکثر من ثلث القرآن، وهذا وما أشبه ممّا ظهرت حوادث المنافقين فيه لأهل النظر والتأمّل، ووجد المعطّلون وأهل الملل المخالفة للإسلام مساغاً إلي القدح في القرآن، ولو شرحت لک کلما أسقط وحرّف وبدّل مما يجري هذا المجري، لطال وظهر ما تحظر التقيّة إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء.[5].

[صفحه 54]

«مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصي بِهَا أَوْ دَيْنٍ»[6].

3/765- أخرج أحمد، والترمذي، وابن ماجة، والحاکم، وغيرهم، ما جاء في هذه الآية، عن علي کرّم اللَّه وجهه قال: إنّکم تقرؤون هذه الآية، وأنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قضي بالدين قبل الوصيّة، وإنّ أعيان بني الاُم يتوارثون دون بني العلّات.[7].

«وَالاَّتِي يَأْتِينَ‏الْفَاحِشَةَ مِنْ‏نِسَائِکُمْ‏فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْکُمْ»[8].

4/766- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، والنحّاس في ناسخه، والبيهقي في سننه، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في الآية، قال: کانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتّي تموت، ثمّ أنزل اللَّه بعد ذلک «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ»[9] فإن کانا محصنين رجماً، فهذا السبيل الذي جعله اللَّه لهما.[10].

«وَالَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْکُمْ فَآذُوهُمَا»[11].

5/767- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «وَالَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنْکُمْ» الآية، قال: کان الرجل إذا زني اُوذي بالتعيير وضرب بالنعال، فأنزل بعد هذه الآية «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ»[12] وإن کانا محصنين رجماً في سنّة رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم.[13].

[صفحه 55]

«ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِکَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ»[14].

6/768- أخرج ابن‏جرير، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ» قال: القريب ما بينه وبين أن ينظر إلي ملک الموت.[15].

«وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّي إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ»[16].

7/769- أخرج أبوداود في ناسخه، وابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ» الآية، قال: فأنزل اللَّه بعد ذلک «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَکَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِکَ لِمَنْ يَشَاءُ»[17] فحرّم اللَّه المغفرة علي من مات وهو کافر، وأرجأ أهل التوحيد إلي مشيئته فلم يؤيسهم من المغفرة.[18].

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَکُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ کَرْهاً»[19].

8/770- أخرج ابن‏جرير، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في هذه الآية، قال: کان الرجل إذا مات وترک جارية ألقي عليها حميمه ثوبه فمنعها من الناس، فإن کانت جميلة تزوّجها وإن کانت ذميمة حبسها حتّي تموت فيرثها، وهي قوله: «وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ» يعني لا تقهروهنّ «لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ»

[صفحه 56]

يعني الرجل تکون له المرأة وهو کاره لصحبتها ولها عليه مهر فيضربها لتفتدي.[20].

«وَلَا تَنْکِحُوا مَا نَکَحَ آبَاؤُکُمْ مِنَ النِّسَاءِ»[21].

9/771- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «وَلَا تَنْکِحُوا مَا نَکَحَ آبَاؤُکُمْ مِنَ النِّسَاءِ» يقول: کل امرأة تزوّجها أبوک أو ابنک دخل أو لم يدخل بها، فهي عليک حرام.[22].

«وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَکَتْ أَيْمَانُکُمْ»[23].

10/772- عن علي [عليه‏السلام]، قال في قوله تعالي: «وَالُْمحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَکَتْ أَيْمَانُکُمْ» قال: المشرکات إذا سبين حلّت له.[24].

«وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلي بَعْضٍ»[25].

11/773- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلي بَعْضٍ» يقول: لا يتمنّي الرجل فيقول: ليت لي مال فلان وأهله، فنهي اللَّه سبحانه عن ذلک، ولکن ليسأل اللَّه من فضله.[26].

[صفحه 57]

«وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَکَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَکَماً مِنْ أَهْلِهَا»[27].

12/774- البيهقي، أخبرنا أبوعبداللَّه الحافظ، حدّثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا بحر بن نصر، حدّثنا محمّد بن إدريس الشافعي، حدّثنا عبدالوهّاب بن عبدالمجيد الثقفي، وأخبرنا أبوبکر زکريّا بن أبي‏إسحاق، وأبوبکر أحمد بن الحسن، قالا: حدّثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب، حدّثنا الربيع بن سليمان، حدّثنا الشافعي، أنا الثقفي، عن أيوب، عن ابن‏سيرين، عن عبيدة أنّه قال في هذه الآية: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَکَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَکَماً مِنْ أَهْلِهَا» قال: جاء رجل وامرأة إلي علي رضي الله عنه ومع کلّ واحدة منها فئام من الناس، فأمرهم علي رضي الله عنه فبعثوا حَکَماً من أهله وحَکَماً من أهلها، ثمّ قال للحکمين: تدريان ما عليکما، عليکما إن رأيتما أن تجمعا أن تجمعا، وإن رأيتما أن تفرّقا أن تفرّقا، قالت المرأة: رضيت بکتاب اللَّه بما عليّ فيه ولي، وقال الرجل: أما الفرقة فلا، فقال علي رضي الله عنه: کذبت واللَّه حتّي تقرّ بمثل الذي أقرّت به.[28].

13/775- أخرج ابن‏جرير، عن محمّد بن کعب القرظي، قال: کان علي بن أبي‏طالب يبعث الحکمين حکماً من أهله وحکماً من أهلها، فيقول الحکم من أهلها: يا فلان ما تنقم من زوجتک؟ فيقول: أنقم منها وکذا وکذا، فيقول: أرأيت إن نزعت عمّا تکره إلي ما تحب هل أنت متّقي اللَّه فيها ومعاشرها بالذي يحقّ عليک في نفقتها وکسوتها؟ فإذا قال: نعم، قال الحکم من أهله: يا فلانة ما تنقمين من زوجک؟ فتقول مثل ذلک، فإن قالت: نعم، جمع بينهما، قال: وقال علي: الحکمان بهما يجمع اللَّه وبهما يفرّق.[29].

[صفحه 58]

14/776- أخرج البيهقي، عن علي رضي الله عنه قال: إذا حکم أحد الحکمين ولم يحکم الآخر، فليس حکمه بشي‏ء حتّي يجتمعا.[30].

«فَکَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلي هؤُلَاءِ شَهِيداً»[31].

15/777- سعد بن عبداللَّه، عن المعلّي بن محمّد البصري، قال: حدّثنا أبوالفضل المدني، عن ابن‏مريم الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن زيد بن حبش، عن أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه، قال:

الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم عليهم‏السلام عند أخذهم المواثيق عليهم، ووصفهم في کتابه فقال عزّ وجلّ: «يَعْرِفُونَ کُلاًّ بِسِيَماهُمْ»[32] وهم الشهداء علي أوليائهم، والنبي صلي الله عليه و آله الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ للنبي صلي الله عليه و آله الميثاق بالطاعة، فجرت نبوّته عليهم، وذلک قول اللَّه عزّ وجلّ: «فَکَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلي هؤُلَاءِ شَهِيداً».[33].

«وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ»[34].

16/778- عن علي [عليه‏السلام] في قوله تعالي: «وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ» قال: نزلت هذه الآية في المسافر، تصيبه الجنابة فيتيمّم ويصلّي، حتّي يجد الماء.[35].

[صفحه 59]

«إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَکَ بِهِ»[36].

17/779- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: ما في القرآن آية أحبّ إليّ من هذه الآية «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَکَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِکَ لِمَنْ يَشَاءُ».[37].

18/780- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في حديث: وقد سمعت حبيبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لکان الموت کفّارة لتلک الذنوب ثمّ قال: من قال لا إله إلّا اللَّه بإخلاص فهو بري‏ء من الشرک، ومن خرج من الدنيا لا يشرک باللَّه شيئاً دخل الجنّة، ثمّ تلا هذه الآية «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَکَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِکَ لِمَنْ يَشَاءُ» من شيعتک ومحبّوک يا علي، (قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:) فقلت: يا رسول اللَّه هذا لشيعتي؟ قال: إي وربّي إنّه لشيعتک.

وإنّهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه، عليّ ابن أبي‏طالب حجّة اللَّه، فيؤتون بحلل خضر من الجنّة، وتيجان من الجنّة، ونجائب من الجنّة، فيلبس کل واحد منهم حلّة خضراء ويوضع علي رأسه تاج الملک وإکليل الکرامة، ثمّ يرکبون النجائب فتطير بهم إلي الجنّة، «لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ هَذَا يَوْمُکُمُ الَّذِي کُنْتُمْ تُوعَدُونَ».[38] [39].

«أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُم»[40].

19/781- روي الثقة الجليل إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي، کتاب علي عليه‏السلام إلي

[صفحه 60]

معاوية، وهو طويل يقول فيه: إنّ اللَّه يقول: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُم» هي لنا أهل البيت ليست لکم، إلي أن قال: ألم تعلم يا معاوية أنّ الأئمة منّا ليس منکم، وقد أخبرکم اللَّه أنّ اُولي الأمر المستنبطوا العلم، وأخبرکم أنّ الأمر کلّه الذي تختلفون فيه يردّ إلي اللَّه وإلي الرسول وإلي اُولي الأمر المستنبطي العلم.[41].

20/782- عن سليم، عن علي عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله في حديث طويل في قوله تعالي: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُم» قال: الأوصياء إلي أن يردوا عليّ حوضي کلّهم هادٍ، فقلت: يا رسول اللَّه سمّهم لي، فقال: إبني هذا ووضع يده علي رأس الحسن، ثمّ إبني هذا ووضع يده علي رأس الحسين، ثمّ إبن إبني هذا ووضع يده علي رأس الحسين، ثمّ إبن له علي إسمه إسمي محمّد الباقر لعلمي، ثمّ تکمله اثني عشر إماماً من ولدک يا أخي، فقلت: يا رسول اللَّه سمّهم لي، فسمّاهم لي رجلاً رجلاً، منهم واللَّه يا أخا بني هلال مهدي هذه الاُمّة.[42].

21/783- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: وقد جعل اللَّه للعلم أهلاً وفرض علي العباد طاعتهم بقوله: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُم» وبقوله: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ».[43] [44].

22/784- عن علي عليه‏السلام قد ذکر الحجج، قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول اللَّه ومن حلّ محلّه من أصفياء اللَّه، وهم ولاة الأمر الذين قال اللَّه فيهم: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُم» وقال فيهم: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَي الرَّسُولِ وَإِلي أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ»، قال السائل: ما ذاک الأمر؟ قال علي عليه‏السلام: الذي به تنزل الملائکة في الليلة التي يفرق فيها کلّ أمرٍ حکيم،

[صفحه 61]

من خلق أو رزق وأجل وعمل وحياة وموت، وعلم غيب السماوات والأرض، والمعجزات التي لا تنبغي إلّا للَّه وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه، وهم وجه اللَّه الذي قال: «فَأَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»[45] هم بقيّة اللَّه يعني المهدي عليه‏السلام الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، ومن آياته الغيبية والإکتتام عند عموم الطغيان وحلول الإنتقام، ولو کان هذا الأمر الذي عرّفتک بيانه للنبيّ صلي الله عليه و آله دون غيره لکان الخطاب يدلّ علي فعل ماض غير دائم ولا مستقبل، ولقال: نزلت الملائکة وفرق کلّ أمر حکيم، ولم يقل: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ»،[46] «فِيهَا يُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِيمٍ»[47] [48].

23/785- عن سليم، عن علي عليه‏السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله في حديث طويل أنّه قال: ليس عند اللَّه أحد أفضل منّي وأخي ووزيري وخليفتي في اُمّتي عليّ بن أبي‏طالب، فإذا هلک فابني الحسن من بعده، فإذا هلک فابني الحسين من بعده، وثمّ الأئمة من عقب الحسين. وفي رواية: ثمّ الأئمة التسعة من عقب الحسين عليه‏السلام.[49].

«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلّي فَمَا أَرْسَلْنَاکَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً»[50].

24/786- محمّد بن يعقوب، بإسناده عن جابر بن يزيد، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام:

[صفحه 62]

قال اللَّه في محکم کتابه: «مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلّي فَمَا أَرْسَلْنَاکَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً» فقرن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته، فکان ذلک دليلاً علي ما فوّض إليه وشاهداً له علي من اتّبعه وعصا، وبيّن ذلک في غير موضع من الکتاب العظيم، فقال تبارک وتعالي في التحريض علي اتّباعه، والترغيب في تصديقه، والقبول بدعوته: «قُلْ إنْ کُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْکُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَکُمْ ذُنُوبَکُمْ»[51] فاتّباعه صلي الله عليه و آله من محبّة اللَّه، ورضاه غفران الذنوب، وکمال الفوز، ووجوب الجنّة، وفي التولي عنه والإعراض محادة اللَّه وغضبه وسخطه والبُعد منه مُسکن النار، وذلک قوله: «وَمَنْ يَکْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ»[52] يعني الجحود والعصيان له.[53].

«فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُکَلَّفُ إِلَّا نَفْسَکَ»[54].

25/787- عن علي عليه‏السلام في حديث طويل: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: يا علي أنت لست مثلي، إنّ اللَّه أمرني أن أصدع بالحق، وأخبرني أنّه يعصمني من الناس، وأمرني أن اُجاهد ولو بنفسي، فقال: جاهد في سبيل اللَّه لا تکلّف إلّا نفسک، إلي أن قال: وإنّ الناس من بعدي يَدَعُون ما أمرهم اللَّه به وما أمرهم فيک من ولايتک وما أظهر من حجّتک، معتمدين غير جاهلين ولا مشتبه عليهم فيه، فإن وجدت يا أخي أعواناً فجاهدهم، وإن لم تجد أعواناً فکفّ يدک واحقن دمک، فأنت إن نابذتهم قتلوک.[55].

[صفحه 63]

«إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ»[56].

26/788- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه سئل عن قول اللَّه تعالي: «اللَّهُ يَتَوَفَّي الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا»[57] وقوله: «قُلْ يَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ»[58] وقوله عزّ وجلّ: «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا»[59] وقوله «الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِکَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ» فمرّة يجعل الفعل لنفسه، ومرّة لملک الموت، ومرّة للرسل، ومرّة للملائکة، فقال: إنّ اللَّه تعالي أجلّ وأعظم من أن يتولّي ذلک بنفسه، وفعل رسله وملائکته فعله؛ لأنّهم بأمره يعملون، فاصطفي من الملائکة رسلاً وسفرة بينه وبين خلقه وهم الذين قال اللَّه فيهم: «اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِکَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ» فمن کان من أهل الطاعة تولّت قبض روحه ملائکةالرحمة، ومن کان من أهل‏المعصية تولّت قبض روحه ملائکة النقمة، ولملک الموت أعوان من ملائکة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله، وکل ما يأتونه منسوب إليه، فإذا کان فعلهم فعل ملک الموت ففعل ملک الموت فعل اللَّه؛ لأنّه يتوفّي الأنفس علي يد من يشاء ويعطي ويمنع ويُثيب ويعاقب علي يد من يشاء، وإنّ فعل اُمنائه فعله، کما قال: «وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ».[60] [61].

«وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً»[62].

27/789- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في

[صفحه 64]

قوله: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً» قال: أخبر اللَّه عباده بحلمه وعفوه وکرمه وسعة رحمته ومغفرته، فمن أذنب ذنباً صغيراً کان أو کبيراً، ثمّ استغفر اللَّه يجد اللَّه غفوراً رحيماً، ولو کانت ذنوبه أعظم من السماوات والأرض والجبال.[63].

«وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً»[64].

28/790- البيهقي، أخبرنا محمّد بن عبداللَّه الحافظ، أنا عبدالرحمن بن الحسن القاضي، حدّثنا إبراهيم بن الحسين، حدّثنا آدم بن أبي‏أياس، أنا حمّاد بن سلمة، عن سمّاک بن حرب، عن خالد بن عرعرة، قال: سمعت عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه يقول في قوله: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً» قال: هو الرجل تکون عنده امرأتان فتکون إحداهما قد عجزت، أو تکون دميمة فيريد فراقها، فتصالحه علي أن يکون عندها ليلة، وعند الاُخري ليالي ولا يفارقها، فما طابت به نفسها، فلا بأس به، فإن رجعت سوّي بينهما.[65].

«وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْکَافِرِينَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً»[66].

29/791- عن علي [عليه‏السلام]،إنّه قيل له: أرأيت هذه الآية «وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْکَافِرِينَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً» وهم يقاتلون فيظهرون ويقاتلون، فقال: أدنه أدنه، ثمّ قال:

[صفحه 65]

«فَاللَّهُ يَحْکُمُ بَيْنَکُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْکَافِرِينَ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً».[67].

«يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً»[68].

30/792- محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمر، عن أبي‏المعزّا الخصّاف رفعه، قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: من ذکر اللَّه عزّ وجلّ في السرّ فقد ذکر اللَّه کثيراً، إنّ المنافقين کانوا يذکرون اللَّه علانية ولا يذکرونه في السرّ، فقال اللَّه عزّوجلّ: «يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً».[69].

«وَکَلَّمَ اللَّهُ مُوسي تَکْلِيماً»[70].

31/793- عن أمير المؤمنين عليه‏السلام: کلّم اللَّه موسي تکليماً بلا جوارح وأدوات وشفّة، ولا لَهوات، سبحانه وتعالي عن الصفات.[71].

32/794- عن علي صلوات اللَّه عليه في حديث، وقد سأله رجل عمّا اشتبه عليه من الآيات: وکلام اللَّه ليس بنحوٍ واحد: منه ما کلّم اللَّه به الرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم، ومنه رؤيا يراها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يتلي ويقرأ، فهو کلام اللَّه، فاکتف بما وصفت لک من کتاب اللَّه فإنّ معني کلام اللَّه ليس بنحوٍ واحد، فإنّ منه ما تبلغ رسل السماء رسل الأرض.[72].

[صفحه 66]


صفحه 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65، 66.








  1. النساء:1.
  2. يونس:32.
  3. تفسير فرات:178 ح230؛ البحار 35:39.
  4. النساء:3.
  5. الاحتجاج 598:1 ح137؛ تفسير نور الثقلين 438:1.
  6. النساء:12.
  7. مسند أحمد 79:1؛ سنن الترمذي 179:4؛ حسن الاُسوة بما ثبت من اللَّه ورسوله في النسوة:69.
  8. النساء:15.
  9. النور:2.
  10. تفسير السيوطي 129:2؛ سنن البيهقي 211:8.
  11. النساء:16.
  12. النور: 2.
  13. تفسير السيوطي130:2.
  14. النساء:17.
  15. تفسير السيوطي 130:2.
  16. النساء:18.
  17. النساء:116 و 48.
  18. تفسير السيوطي 131:2.
  19. النساء:19.
  20. تفسير السيوطي 131:2.
  21. النساء:22.
  22. تفسير السيوطي 134:2.
  23. النساء:24.
  24. کنز العمال 391:2 ح4338.
  25. النساء:32.
  26. تفسير السيوطي 149:2.
  27. النساء:35.
  28. سنن البيهقي 305:7.
  29. تفسير السيوطي 157:2.
  30. تفسير السيوطي 157:2.
  31. النساء:41.
  32. الأعراف:46.
  33. تفسير البرهان 369:1.
  34. النساء:43.
  35. کنز العمال 389:2 ح4332.
  36. النساء:116 و 48.
  37. تفسير الصافي 458:1؛ التوحيد، باب الأمر والنهي:409؛ کنز العمال 384:2 ح4319.
  38. الأنبياء:103.
  39. تأويل الآيات:147؛ تفسير الصافي 458:1؛ البحار 140:68؛ تفسير نور الثقلين 462:3؛ من لا يحضره الفقيه 411:4 ح5896.
  40. النساء:59.
  41. الغارات 196:1؛ اثبات الهداة 96:3.
  42. اثبات الهداة 120:3؛ کتاب سليم بن قيس:64.
  43. النساء:83.
  44. الاحتجاج 581:1 ح137؛ تفسير نور الثقلين 520:1.
  45. البقرة:115.
  46. القدر:4.
  47. الدخان:4.
  48. الاحتجاج 594:1 ح137؛ تفسير نور الثقلين 626:4.
  49. اثبات الهداة 121:3؛ کتاب سليم بن قيس:134 ح27.
  50. النساء:80.
  51. آل عمران:31.
  52. هود: 17.
  53. الکافي 26:8؛ تفسير البرهان 276:1.
  54. النساء:84.
  55. اثبات الهداة 191:2؛ کتاب سليم بن قيس:154.
  56. النساء:97.
  57. الزمر:42.
  58. السجدة:11.
  59. الأنعام:61.
  60. الانسان:30.
  61. الاحتجاج 579:1 ح137؛ تفسير الصافي 488:1؛ تفسير البرهان 104:3.
  62. النساء:110.
  63. تفسير السيوطي 219:2.
  64. النساء:128.
  65. سنن البيهقي 297:7؛ کنز العمال 389:2 ح4334؛ تفسير السيوطي 233:2.
  66. النساء:141.
  67. کنز العمال 390:2 ح4336.
  68. النساء:142.
  69. الکافي 501:2؛ تفسير نور الثقلين 566:1.
  70. النساء:164.
  71. تفسير الصافي 522:1؛ التوحيد، باب الردّ علي الثنوية:264.
  72. تفسير الصافي 522:1؛ التوحيد، باب الردّ علي الثنوية:264.