سوره آل عمران















سوره آل عمران



«هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْکَ الْکِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْکَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْکِتَابِ»[1].

1/728- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس قال: المحکمات ناسِخُهُ، وحَلالُهُ وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به، والمتشابهات منسوخة ومقدّمه ومؤخّره وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به.[2].

«فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ»[3].

2/729- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس: «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ» يعني أهل الشک، فيحملون المحکم علي المتشابه، والمتشابه علي المحکم، ويلبسون، فلبّس اللَّه عليهم، «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ» قال: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلّا اللَّه.[4].

[صفحه 39]

3/730- أخرج ابن النجار في (تاريخ بغداد)، عن علي رضي الله عنه، أنّ النبي صلي الله عليه وسلم قال في خطبته: أيّها الناس قد بيّن اللَّه لکم في محکم کتابه ما أحلّ لکم وما حرّم عليکم، فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه واعملوا بمحکمه واعتبروا بأمثاله.[5].

«وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ»[6].

4/731- عن أمير المؤمنين عليه‏السلام قال: اعلم أنّ الراسخين في العلم هم الذين أغناهم اللَّه عن الإقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فقالوا: «آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا»، فمدح اللَّه عزّ وجلّ اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، وسمّي ترکهم التعمّق فيما لم يکلّفهم البحث عنه منهم رسوخاً، فاقتصر علي ذلک، ولا تقدّر عظمة اللَّه علي قدر عقلک فتکون من الهالکين.[7].

«شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِکَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ»[8].

5/732- ابن‏السني، حدّثنا أبوجعفر بکر، حدّثنا محمّد بن زنبور المکّي، حدّثنا الحارث بن عمير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي‏طالب‏رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: إنّ فاتحة الکتاب وآية الکرسي والآيتين من آل عمران «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِکَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَکِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ» و «قُلِ اللَّهُمَّ مَالِکَ الْمُلْکِ تُؤْتِي الْمُلْکَ مَنْ

[صفحه 40]

تَشَاءُ وَتُنْزِعُ الْمُلْکَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ- إلي قوله- بِغَيْرِ حِسَابٍ»[9] (هنّ) معلقات (بالعرش) ما بينهنّ وبين اللَّه حجاب، لما أراد اللَّه أن ينزلهنّ تعلقن بالعرش، قلن: يا رب تهبطنا إلي أرضک وإلي من يعصيک، فقال اللَّه: وعزّتي حلفت لا يقرؤکنّ أحد من عبادي دبر کلّ صلاة- يعني المکتوبة- إلّا جعلت الجنّة مثواه علي ما کان فيه، وإلّا أسکنته حظيرة القدس، وإلّا نظرت إليه بعيني المکنونة کلّ يوم سبعين نظرة، وإلّا قضيت له کلّ يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلّا أعذته من کلّ عدوٍّ ونصرته منه ولا يمنعه من دخول الجنّة إلّا الموت.[10].

«لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونُ الْکَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ»[11].

6/733- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس قال: نهي اللَّه المؤمنين أن يلاطفوا الکفّار ويتّخذوهم وليجة من دون المؤمنين، إلّا أن يکون الکفّار عليهم ظاهرين أولياء فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين، وذلک قوله: «إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً».[12] [13].

«إِنَّ اللَّهَ‏اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ‏إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»[14].

7/734- أخرج ابن‏سعد، وابن أبي‏حاتم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن

[صفحه 41]

جدّه، أنّ علياً رضي الله عنه قال للحسن: قم فاخطب الناس، قال: إنّي أهابک أن أخطب وأنا أراک، فتغيّب عنه حيث يسمع کلامه ولا يراه، فقام الحسن عليه‏السلام فحمد اللَّه وأثني عليه وتکلّم، ثمّ نزل، فقال علي رضي الله عنه: «ذُرِّيَّةَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».[15].

«قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثي وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ»[16].

8/735- عن علي عليه‏السلام قال: إنّ اللَّه أوحي إلي عمران إنّي واهب لک ذکراً سوياً مبارکاً يبرئ الأکمه والأبرص، ويحيي الموتي بإذن اللَّه، وجاعله رسولاً إلي بني إسرائيل، فحدّث عمران امرأته حنّة بذلک وهي اُمّ مريم، فلما حملت بها کان حملها عند نفسها غلاماً، فلما وضعتها قالت: ربّ إنّي وضعتها اُنثي وليس الذکر کالاُنثي، لا تکون البنت رسولاً، يقول اللَّه تعالي: «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ» فلمّا وهب اللَّه لمريم عيسي کان هو الذي بشّر به عمران ووعده إيّاه، فإذا قلنا في الرجل منّا شيئاً وکان في ولده أو ولد ولده فلا تنکروا ذلک.[17].

«وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ»[18].

9/736- أخرج ابن‏جرير، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» يقول: أدّوا فرائضي «فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ» يقول: فيعطيهم جزاء أعمالهم الصالحة کاملاً لا يبخسون منه شيئاً ولا ينقصونه.[19].

[صفحه 42]

«فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ»[20].

10/737- عن المنذر، قال: حدّثنا علي عليه‏السلام قال: لمّا نزلت هذه الآية «فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَکُمْ» الآية، قال: أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما عليهماالسلام، فقال رجل من النصاري: لا تفعلوا فيصيبکم عَنَت فلم يدعوا.[21].

«مَا کَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَا نَصْرَانِيّاً وَلکِنْ کَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً»[22].

11/738- عن عبداللَّه الحلبي، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: «مَا کَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَا نَصْرَانِيّاً» لا يهودياً يصلّي إلي المغرب، ولا نصرانياً يصلّي إلي المشرق، «وَلکِنْ کَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً» يقول: کان حنيفاً مسلماً علي دين محمّد صلي الله عليه و آله.[23].

12/739- عن عبيد اللَّه الحلبي، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: «مَا کَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلَا نَصْرَانِيّاً» لا يهوديّاً يصلّي إلي المغرب، ولا نصرانياً يصلّي إلي المشرق، ولکن کان حنيفاً مسلماً، (يقول کان علي دين محمّد).[24].

«إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ»[25].

13/740 - قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ أولي الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به،

[صفحه 43]

ثمّ تلا هذه الآية قال: إنّ وليّ محمّد صلي الله عليه و آله من أطاع اللَّه وإن بعدت لحمته، وإنّ عدوّ محمّد صلي الله عليه و آله من عصي اللَّه وإن قربت قرابته.[26].

«وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[27].

14/741- عن أبي‏معمّر السعدي، قال: قال عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام في قوله «وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يعني لا ينظر إليهم بخير، أي لا يرحمهم.[28].

«مَا کَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْکِتَابَ وَالْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُواعِبَاداً لِي»[29].

15/742- عن الرضا عليه‏السلام في حديث طويل، قال له المأمون: يا أباالحسن بلغني أنّ قوماً يغلون فيکم ويتجاوزون فيکم الحد؟ فقال الرضا عليه‏السلام: حدّثني أبي‏موسي ابن‏جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول اللَّه لا ترفعوني فوق حقي فإنّ اللَّه تعالي اتّخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً، قال اللَّه تعالي: «مَا کَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْکِتَابَ وَالْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلکِنْ کُونُوا رَبَّانِيِّنَ بِمَا کُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْکِتَابَ وَبِمَا کُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلَا يَأْمُرَکُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِکَةَ وَالنَّبِيِّنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُکُمْ بِالْکُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ».[30].

وقال علي عليه‏السلام: يهلک فيّ إثنان ولا ذنب لي: محبّ مفرط، ومبغض مفرط، وإنّا

[صفحه 44]

لنبرأ إلي اللَّه تعالي ممّن يغلو فينا، ويرفعنا فوق حدّنا، کبراءة عيسي بن مريم عليه‏السلام من النصاري.[31].

«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُکُمْ مِنْ کِتَابٍ وَحِکْمَةٍ ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسُولٌ‏مَصَدِّقٌ»[32].

16/743- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ اللَّه أخذ الميثاق علي الأنبياء قبل نبيّنا أن يخبروا اُممهم بمبعثه ويبشّروهم به ويأمروهم بتصديقه.[33].

17/744- عن علي عليه‏السلام أنّه قال: لم يبعث اللَّه نبياً، آدم ومن بعده إلّا أخذ عليه العهد، لئن بعث محمّداً صلي الله عليه و آله وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه، وأمره أن يأخذ العهد بذلک علي قومه.[34].

18/745- عن علي [عليه‏السلام] قال: لم يبعث اللَّه نبيّاً، آدم فمن بعده إلّا أخذ عليه العهد في محمّد صلي الله عليه وسلم لئن بعث وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه، ويأمره فيأخذ العهد علي قومه ثمّ تلا: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُکُمْ مِنْ کِتَابٍ وَحِکْمَةٍ ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مَصَدِّقٌ» الآية، إلي قوله: «قَالَ فَاشْهَدُوا» يقول: فاشهدوا علي اُممکم بذلک «وَأَنَا مَعَکُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ» عليکم وعليهم، «فَمَنْ تَوَلَّي» عنک يا محمّد بعد هذا العهد من جميع الاُمم «فَأُولئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»[35] هم العاصون في الکفر.[36].

19/746- في کتاب (الواحدة) عن الباقر عليه‏السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إنّ اللَّه

[صفحه 45]

تعالي أحد واحد تفرّد في وحدانيّته تعالي، ثمّ تکلّم بکلمة فصارت نوراً، ثمّ خلق من ذلک النور محمّداً صلي الله عليه و آله وخلقني وذريّتي، ثمّ تکلّم بکلمة فصارت روحاً فأسکنه اللَّه في ذلک النور وأسکنه في أبداننا، فنحن روح اللَّه وکلماته، فبنا احتجب علي خلقه، فما زلنا في ظلّة خضراء لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف، نعبده ونقدّسه ونسبّحه وذلک قبل أن يخلق خلقه، وأخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا وذلک قوله عزّ وجلّ: «وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لِمَا آتَيْتُکُمْ مِنْ کِتَابٍ وَحِکْمَةٍ ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَکُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ» يعني لتؤمننّ بمحمّد صلي الله عليه و آله ولتنصرنّ وصيّه، وسينصرونه جميعاً، وإنّ اللَّه أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد صلي الله عليه و آله بنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمّداً وجاهدت بين يديه وقتلت عدوّه ووفيت للَّه بما أخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمّد صلي الله عليه و آله، ولم ينصرني أحد من أنبياء اللَّه ورسله، وذلک لما قبضهم اللَّه إليه، وسوف ينصروني ويکون لي ما بين مشرقها إلي مغربها، وليبعثهم اللَّه أحياء من آدم إلي محمّد صلي الله عليه و آله، الحديث.[37].

«لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّي تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ»[38].

20/747- اشتري علي عليه‏السلام ثوباً فأعجبه فتصدّق به وقال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: من آثر علي نفسه آثره اللَّه يوم القيامة بالجنّة، ومن أحبّ شيئاً فجعله للَّه قال اللَّه يوم القيامة: قد کان العباد يکافؤون فيما بينهم بالمعروف، وأنا اُکافيک اليوم بالجنّة.[39].

[صفحه 46]

«إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَکَّةَ»[40].

21/748- عن الشعبي، عن علي [عليه‏السلام] في قوله: «إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَکَّةَ مُبَارَکاً» قال: کانت البيوت قبله ولکنّه کان أوّل بيت وضع لعبادة اللَّه.[41].

22/749- عن علي رضي الله عنه أنّ رجلاً قال له: أهو أوّل بيت؟ قال: لا، قد کان قبله بيوت، ولکنّه أوّل بيت وضع للناس مبارکاً، فيه الهدي والرحمة والبرکة.[42].

239/750- عن علي رضي الله عنه: هو أوّل بيت خصّ بالبرکة، وبأنّ من دخله کان آمناً.[43].

«وَللَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»[44].

24/751- عن علي [عليه‏السلام] قال: لما نزلت هذه الآية «وَللَّهِ عَلَي النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» قالوا: يا رسول اللَّه أفي کلّ عام؟ فسکت، فقالوا: أفي کلّ عام؟ فسکت، ثمّ قالوا: أفي کلّ عام؟ قال: لا، ولو قلت: نعم لوجبت، فأنزل اللَّه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَکُمْ تَسُؤْکُمْ»[45] إلي آخر الآية.[46].

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ»[47].

25/752- وکيع، حدّثنا سفيان بن مرّة الهمداني، عن عبد خير، قال: سألت عليّ

[صفحه 47]

ابن أبي‏طالب عليه‏السلام عن قوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» قال: واللَّه ما عمل بها غير أهل بيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله نحن ذکرنا اللَّه فلا ننساه، ونحن شکرناه فلا نکفره، ونحن أطعناه فلا نعصيه، فلما نزلت هذه الآية قالت الصحابة: لا نطيق ذلک، فأنزل اللَّه تعالي: «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ».[48] [49].

26/753- أخرج ابن‏جرير، وابن المنذر، وابن أبي‏حاتم، والنحّاس في ناسخه، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس في قوله: «اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ» قال: لم تنسخ ولکن حقّ تقاته أن يجاهدوا في اللَّه حقّ جهاده ولا تأخذهم في اللَّه لومة لائم، ويقوموا بالقسط ولو علي أنفسهم وآبائهم واُمّهاتهم.[50].

«وَلَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا»[51].

27/754- أخرج ابن‏جرير، وابن أبي‏حاتم، من طريق علي، عن ابن‏عباس في قوله: «وَلَا تَکُونُوا کَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا» قال: أمر اللَّه المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم إنّما هلک من کان قبلکم بالمراء والخصومات في دين اللَّه.[52].

«وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ»[53].

28/755- عن وکيع الثوري، عن السدي، قال: کنت عند عمر بن الخطاب، إذا أقبل کعب بن الأشرف ومالک بن الصيفي وحيّ بن أخطب، فقالوا: إنّ في کتابکم

[صفحه 48]

«وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ» إذا کانت سعة جنة واحدة کسبع سماوات وسبع أرضين، فالجنان کلّها يوم القيامة أين تکون؟ فقال عمر: لا أعلم، فبينما هم في ذلک إذ دخل علي عليه‏السلام فقال: في أيّ شي‏ء أنتم؟ فالتفت اليهودي وذکر المسألة، فقال عليه‏السلام لهم: خبروني إنّ النهار إذا أقبل الليل أين يکون، والليل إذا أقبل النهار أين يکون؟ فقال له: في علم اللَّه يکون، قال علي عليه‏السلام: کذلک الجنان تکون في علم اللَّه، فجاء علي إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وأخبره بذلک، فنزل «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ».[54] [55].

«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ»[56].

29/756- قال علي [عليه‏السلام]: وحدّثني أبوبکر (وصدق أبوبکر رضي الله عنه)، أنّ رسول اللَّه‏صلي الله عليه وسلم يقول: ما من عبدٍ يذنب ذنباً، فيحسن الطهور ثمّ يقوم فيصلّي رکعتين، ثمّ يستغفر اللَّه إلّا غفر اللَّه له، ثمّ قرأ هذه الآية: «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَکَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ» الآية، والاُخري: «وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ»[57] الآية.[58].

«فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَي اللَّهِ»[59].

30/757- أخرج ابن‏مردويه، عن علي رضي الله عنه قال: سئل رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم عن العزم،

[صفحه 49]

فقال: مشاورة أهل الرأي ثمّ اتّباعهم.[60].

«أَوَ لَمَّا أَصَابَتْکُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنّي هذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِکُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلي کُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ»[61].

31/758- أخرج ابن‏شيبة، والترمذي وحسّنه، وابن‏جرير، وابن‏مردويه، عن علي رضي الله عنه قال: جاء جبرئيل (يوم بدر) إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا محمّد إنّ اللَّه قد کره ما صنع قومک في أخذهم الفداء من الاُساري، وقد أمرک أن تخيّرهم بين أمرين: إمّا أن يقدّموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء علي أن يقتل منهم عدّتهم، فدعا رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم الناس فذکر ذلک لهم، فقالوا: يا رسول اللَّه عشائرنا وإخواننا نأخذ فداءهم فنقوي به علي قتال عدوّنا، ويستشهد منّا بعدّتهم، فليس في ذلک ما نکره، فقتل منهم يوم اُحد سبعون رجلاً، عدّة اُساري أهل بدر.[62].

«الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ»[63].

32/759- علي بن الحسين المرتضي، نقلاً عن تفسير النعماني، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في قوله سبحانه: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ اِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَکِيلُ» نزلت هذه الآية في نعيم بن مسعود الأشجعي، وذلک أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لمّا رجع من غزاة اُحد، وقد قتل عمّه حمزة، وقُتل من المسلمين من قُتِل وجُرح من جرح، وانهزم من انهزم ولم ينله القتل والجرح، أوحي اللَّه تعالي إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أن أخرج في وقتک هذا لطلب قريش

[صفحه 50]

ولا تُخرج معک من أصحابک إلّا من کانت به جراحة، فأعلمهم بذلک، فخرجوا معه علي ما کان بهم من الجراح حتّي نزلوا منزلاً يُقال له حمراء الأسد، وکانت قريش قد جدّت السير فرقاً، فلما بلغهم خروج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في طلبهم خافوا، فاستقبلهم رجل من أشجع يقال له نعيم بن مسعود يريد المدينة، فقال له أبوسفيان صخر بن حرب: يا نعيم هل لک أن أضمن لک عشر قلائص وتجعل طريقک علي حمراء الأسد فتخبر محمّداً أنه جاء مدد کثير من حلفائنا من العرب، کنانة وعشريتهم، والأحابيش، وتَهوّل عليهم ما استطعت فلعلّهم يرجعون عنّا، فأجابه إلي ذلک، وقصد حمراء الأسد، فأخبر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بذلک، قال: إنّ قريشاً يصبحونکم بجمعهم الذي لا قوام لکم به، فاقبلوا نصيحتي وارجعوا، فقال أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَکِيلُ» اعلم أنّا لا نبالي بهم، فأنزل اللَّه سبحانه علي رسوله «الَّذينَ اسْتَجَابُوا للَّهِِ وَالرَّسُولِ» إلي قوله: «وَنِعْمَ الْوَکِيلُ» وإنّما کان القائل نعيم بن مسعود، فسمّاه اللَّه باسم جميع الناس.[64].

«مَا کَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلي مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»[65].

33/760- أخرج ابن أبي‏حاتم، من طريق علي رضي الله عنه، عن ابن‏عباس قال: يقول للکفّار: «مَا کَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلي مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ» فيميّز أهل السعادة من أهل الشقاوة.[66].

[صفحه 51]

«نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ»[67].

34/761- عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه‏السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في قوله: «نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ» [ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[68] قال: أنت الثواب وأنصارک الأبرار.[69].

35/762- عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليه‏السلام في قوله تعالي: «نُزُلاً (ثَوَاباً) مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ» قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: أنت الثواب، وأنصارک (أصحابک) الأبرار.[70].

[صفحه 52]


صفحه 39، 40، 41، 42، 43، 44، 45، 46، 47، 48، 49، 50، 51، 52.








  1. آل عمران:7.
  2. تفسير السيوطي 4:2.
  3. آل عمران:7.
  4. تفسير السيوطي 5:2.
  5. تفسير السيوطي 6:2.
  6. آل عمران:7.
  7. تفسير الصافي 319:1؛ العياشي 163:1؛ تفسير البرهان 271:1؛ البحار 257:3.
  8. آل عمران:18.
  9. آل عمران:26 تا 27.
  10. عمل اليوم والليلة (ابن السني):48 ح125؛ تفسير السيوطي 101.12:2) آل عمران:28.
  11. آل عمران:28.
  12. آل عمران:28.
  13. تفسير السيوطي 16:2.
  14. آل عمران:33 تا 34.
  15. تفسير السيوطي 18:2.
  16. آل عمران:36.
  17. تفسير الصافي 330:1؛ مجمع البيان 435:1 عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام.
  18. آل عمران:57.
  19. تفسير السيوطي 37:2.
  20. آل عمران:61.
  21. تفسير العياشي 177:1؛ تفسير البرهان 290:1.
  22. آل عمران:67.
  23. تفسير العياشي 177:1؛ تفسير نور الثقلين 352:1؛ تفسير البرهان 290:1؛ البحار 652:6.
  24. تفسير العياشي 177:1؛ تفسير الصافي 346:1؛ البحار 11:12؛ تفسير البرهان 291:1.
  25. آل عمران:68.
  26. مجمع البيان 458:1؛ تفسير الصافي 347:1.
  27. آل عمران:77.
  28. تفسير العياشي 180:1؛ البحار 10:4؛ تفسير البرهان 293:1.
  29. آل عمران:79.
  30. آل عمران:79 تا 80.
  31. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام، باب الردّ علي الغلاة والمفوّضة 201:2؛ تفسير نور الثقلين 357:1؛ البحار 134:25.
  32. آل عمران:81.
  33. مجمع البيان 468:1؛ تفسير الصافي 351:1.
  34. مجمع البيان 468:1؛ تفسير الصافي 351:1.
  35. آل عمران:82.
  36. کنز العمال 377:2 ح4296؛ تفسير السيوطي 48:2.
  37. تفسير الصافي 351:1.
  38. آل عمران:92.
  39. تفسير الصافي 355:1.
  40. آل عمران:96.
  41. کنز العمال 378:2 ح4297.
  42. تفسير الرازي 154:8.
  43. تفسير الرازي 158:8.
  44. آل عمران:97.
  45. المائدة:101.
  46. کنز العمال 399:2 ح4352.
  47. آل عمران:102.
  48. التغابن:16.
  49. مناقب ابن‏شهر آشوب 177:2 باب قرابته؛ تفسير البرهان 304:1؛ البحار 63:38.
  50. تفسير السيوطي 59:2.
  51. آل عمران:105.
  52. تفسير السيوطي 62:2.
  53. آل عمران:133.
  54. النحل:43؛ الأنبياء:7.
  55. مناقب ابن‏شهر آشوب 352:2 باب قضاياه عليه‏السلام في حياة الرسول؛ تفسير البرهان 372:2.
  56. آل عمران:135.
  57. النساء:110.
  58. مسند أبي‏داود الطيالسي 86:2 ح1521.
  59. آل عمران:159.
  60. تفسير السيوطي 91:2.
  61. آل عمران:165.
  62. تفسير السيوطي 93:2؛ تفسير الرازي 82:9.
  63. آل عمران:173.
  64. رسالة المحکم والمتشابه:24؛ البحار 110:20.
  65. آل عمران:179.
  66. تفسير السيوطي 104:2.
  67. آل عمران:198.
  68. آل عمران:195.
  69. تفسير العياشي 212:1؛ تفسير البرهان 333:1؛ تفسير نور الثقلين 425:1؛ البحار 101:9.
  70. تفسير العياشي 212:1؛ تفسير البرهان 333:1؛ البحار 97:36.