صحيفة أخري في ذؤابة السيف
روي عن أبان بن تغلب وعن أبي بصير عن أبي عبداللّه (عليه السلام): أنه کان في ذؤابة سيف رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) صحيفة صغيرة فيها الأحرف التي يفتح کل حرف منها ألف حرف. قال أبو بصير: قال أبو عبداللّه (عليه السلام): فما خرج منها إلاّ حرفان حتي الساعة[1]. فالذي يبدو أنها کتبت بالرموز، أو بما يسمي بعلم الحروف، ولولا قوله (عليه السلام): فما خرج منها إلا حرفان، لأمکن القول بأن المراد من الأحرف کبريات المسائل وکلياتها التي تتفرع عليها الأحکام. والتعبير عن المسألة الکلية بالحرف وارد في کلامهم کما في النص الوارد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): قال: ذکر عليّ (عليه السلام) أنه وجد في قائمة سيف من سيوف رسول اللّه صحيفة فيها ثلاثة أحرف: صل من قطعک، وقل الحق ولو علي نفسک، وأحسن إلي من أساء إليک.. الخبر[2]. وکون هذه الصحيفة في ذؤابة سيف رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) لا يوجب القطع بالاتحاد مع الصحيفة السابقة لأنا لا نستبعد أن يکون في ذؤابة السيف صحيفتان، کما أنه من الممکن تعدد السيف. ويدلّ علي التعدد ما رواه البيهقي عن عائشة أنها قالت: وجد في قائم سيف رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) کتابان..[3]. وأما تعدد السيف فيدل عليه ما ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الرواية السابقة: أن رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) کان له سيفان يقال لأحدهما ذو الفقار وللآخر العون، وکان له سيفان آخران يقال لأحدهما المخذوم وللآخر الرسوم[4]. ولعل هذه الصحيفة هي نفسها التي عرضها أمير المومنين (عليه السلام) علي أولاده الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ولم يستطع محمد أن يستخرج منها شيئاً[5]، مما يؤيد أنها کانت قد کتبت بالرموز والاشارات. وهو غير بعيد.
فقد وردت نصوص تتحدث عن صحيفة وجدت في ذؤابة سيف رسول اللّه (صلي الله عليه وآله) إلاّ أنها بمضمون مغاير تماماً للصحيفة المتقدمة سابقاً.