في صفات المؤمن















في صفات المؤمن‏



1/10873- قال علي عليه‏السلام: إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سکت تفکر، وإذا تکلم ذکر، وإذا استغني شکر، وإذا أصابته شدة صبر، فهو قريب الرضي، بعيد السخط، يرضيه عن اللَّه اليسير ولا يسخطه الکثير، ولا يبلغ بنيته إرادته في الخير، ينوي کثيراً من الخير ويعمل بطائفة منه، ويتلهف علي ما فاته من الخير کيف لم يعمل به.

والمنافق إذا نظر لَها، وإذا سکت سَها، وإذا تکلم لَغا، وإذا استغني طغا، وإذا أصابته شدة ضَغا، فهو قريب السخط بعيد الرضي، يسخطه علي اللَّه اليسير ولا يرضيه الکثير، ينوي کثيراً من الشر ويعمل بطائفة منه، ويتلهف علي ما فاته من الشر کيف لم يعمل به.[1].

2/10874- قال علي عليه‏السلام: إن للَّه عباداً عاملوه بخالص من سرّه، فشکر لهم بخالص من شکره، فاُولئک تمر صحفهم يوم القيامة فرغاً، فاذا وقفوا بين يديه

[صفحه 178]

ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه.[2].

3/10875- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن من صفات الأولياء الثقة به في کل شي‏ء، والغني به عن کل شي‏ء، والافتقار اليه في کل شي‏ء.[3].

4/10876- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن للَّه عباداً کسرت قلوبهم من خشية اللَّه فأسکتهم عن النطق، وانهم لفصحاء أَلبّاء نبلاء، يسبقون اليه بالأعمال الصالحة الزکية لا يستکثرون له الکثير ولا يرضون له القليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار وأنهم لأکياس أبرار.[4].

5/10877- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: لا يصبح المؤمن ولا يمسي إلّا ونفسه عند ظنون،- يعني يتهما ويزري عليها.[5].

6/10878- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام لکميل بن زياد: تبذل ولا تشهر، ودار شخصک ولا تذکر، وتعلم واعمل واسکت تسلم، تسرّ الأبرار وتغيظ الفجار، ولا عليک إذا علمت معالم دينک أن لا تعرف الناس ولا يعرفوک، ومن ألزم قلبه الفکر ولسانه الذکر ملأ اللَّه قلبه إيماناً ورحمة ونوراً وحکمة، وإن الفکر والاعتبار يخرجان من قلب المؤمن عجائب المنطق في الحکمة، فتسمع له أقوالاً يرضاها العلماء وتخشع له العقلاء وتعجب منه الحکماء.[6].

7/10879- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضل، قال: حدثنا أبوعبداللَّه جعفر بن محمد العلوي الحسيني رحمه الله سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن

[صفحه 179]

الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‏طالب عليهم‏السلام، قال: حدثنا حسين بن زيد بن علي عليهما السلام، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي‏طالب أميرالمؤمنين عليه‏السلام قال: سمعت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: المؤمن غرّ کريم، والفاجر خبّ لئيم، وخير المؤمنين من کان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.[7].

8/10880- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضل، قال: حدثنا أبوأحمد عبيداللَّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدثني محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أميرالمؤمنين علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحکمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرک، تکونوا أحق بها وأهلها.[8].

9/10881- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضل، قال: حدثنا أبوعبداللَّه جعفر بن محمد العلوي الحسيني، قال: حدثنا أحمد بن عبدالمنعم بن النصر أبونصر الصيداوي، قال: حدثنا حماد بن عثمان، عن حمران بن أعين، قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: لا تحقّر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الکِبا الخسيسة، فإن أبي‏حدثني، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه‏السلام يقول: إن الکلمة من الحکمة تتلجلج في صدر المنافق نزوعاً إلي مظانها حتي يلفظ بها، فيسمعها المؤمن فيکون أحق بها وأهلها، فيلقفها.[9].

[صفحه 180]

10/10882- محمد بن يعقوب، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبداللَّه بن داهر، عن الحسن بن يحيي، عن قثم أبي‏قتادة، عن عبداللَّه بن يونس، عن أبي‏عبداللَّه، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام في وصف المؤمن: ياهمام المؤمن هو الکيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، إلي أن قال: هشاش بشاش لا بعبّاس.[10].

11/10883- الامام العسکري عليه‏السلام: عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنه قال في حديث: ألم تعلموا إن للَّه عباداً قد أسکتتهم خشيته من غير عيٍ ولا بُکم، وإنهم لهم الفصحاء العقلاء الألبّاء العالمون باللَّه وأيامه، ولکنهم إذا ذکروا عظمة اللَّه انکسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم وهامت حلومهم، إعزازاً للَّه وإعظاماً واجلالاً، له فاذا أفاقوا من ذلک استبقوا إلي اللَّه بالأعمال الزاکية يعدّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وانهم براء من المقصرين والمفرطين، إلّا أنهم لا يرضون للَّه بالقليل ولا يستکثرون للَّه الکثر، ولا يدّلون عليه بالأعمال فهم متي رأيتهم مهمومون مروّعون، خائفون، مشفقون، وجلون.[11].

12/10884- إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يحيي بن صالح، عن مالک بن خالد، عن عبداللَّه بن الحسن، عن عباية، قال: کتب أميرالمؤمنين عليه‏السلام إلي محمد بن أبي‏بکر وأهل مصر، وذکر الکتاب وفيه: قال النبي صلي الله عليه و آله: من سرته حسناته وسائته سيئاته فذلک المؤمن حقاً.[12].

13/10885- قال أبوعبيد: في حديثه عليه‏السلام: إن المرء المسلم من لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذکرت، وتغري به لئام الناس، کالياسر الفالج ينتظر فورة من قداحه أو داعي اللَّه، فما عند اللَّه خير للأبرار.[13].

[صفحه 181]

14/10886- الشيخ الطوسي، أخبرنا الحسين بن عبيداللَّه، عن هارون، عن أحمد ابن‏محمد بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا الحصين بن مخارق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن علياً عليه‏السلام وفد اليه رجل من أشراف العرب، فقال له علي عليه‏السلام: هل في بلادک قوم قد شهروا أنفسهم بالخير لا يعرفون إلّا به؟ قال: نعم، قال: فهل في بلادک قوم قد شهروا أنفسهم بالشر لا يعرفون إلّا به؟ قال: نعم، قال: فهل في بلادک قوم يجترجون السيئات ويکتسبون الحسنات؟ قال: نعم، قال: تلک خيار اُمة محمد صلي الله عليه و آله تلک النمرقة الوسطي، يرجع اليهم الغالي، وينتهي اليهم المقصّر.[14].

15/10887- قال علي عليه‏السلام: إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد، وصلة للأرحام، ورحمة للضعفاء، وقلّة مؤاتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتباع العلم، وما يقرب من اللَّه زلفي، فطوبي لهم وحسن مآب.[15].

16/10888- عماد الدين الطبري، أخبرنا الشيخ أبوالبقاء إبراهيم بن الحسين البصري بن إبراهيم البصري، قال: حدثنا أبوطالب محمد بن الحسن بن عتبة، قال: حدثنا أبوالحسن محمد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن وهبان الدبيلي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن کثير العسکري، قال: حدثنا أحمد بن المفضل أبوسلمة الاصفهاني، قال: أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي، قال: حدثني عبداللَّه بن حفص المدني، قال: أخبرني محمد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد، عن کميل قال: قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام ياکميل، المؤمن مرآة المؤمن (لأنه) يتأمله، ويسدّ فاقته، ويجمل (يحمل) حالته، ياکميل، المؤمنون

[صفحه 182]

اُخوة، ولا شي‏ء آثر عند کل أخ من أخيه، ياکميل، إن لم تحب أخاک فلست أخاه.[16].

17/10889- محمد بن يعقوب، باسناده عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام عن علي عليه‏السلام في خبر همام في صفات المؤمنين قال: ويقبل العذر.[17].

[صفحه 183]


صفحه 178، 179، 180، 181، 182، 183.








  1. تحف العقول: 147، البحار 50:78.
  2. تحف العقول: 157، البحار 64:78.
  3. إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 20:103، کنز الکراجکي: 288.
  4. إرشاد القلوب باب البکاء من خشية اللَّه: 95، البحار 286:69، وسائل الشيعة 539:8، مجموعة ورام 131:2، مستدرک الوسائل 131:1 ح181، تحف العقول:294.
  5. إرشاد القلوب باب الجهاد في سبيل اللَّه: 98، البحار 85:73، عدة الداعي: 175.
  6. إرشاد القلوب باب مدح الخمول والاعتزال: 100، البحار 37:2، إحياء الأحياء 108:6، مستدرک الوسائل 391:11 ح13345.
  7. أمالي الطوسي المجلس 462:16 ح1030، البحار 298:67، وسائل الشيعة 408:8، تفسير البرهان 92:2.
  8. أمالي الطوسي المجلس 625:30 ح1290، البحار 97:2، إثبات الهداة 47:1.
  9. أمالي الطوسي المجلس 625:30 ح1291، البحار 97:2.
  10. الکافي 179:2، مستدرک الوسائل 452:8 ح9977.
  11. تفسير الامام العسکري عليه‏السلام: 636 ح371، مستدرک الوسائل 133:1 ح189، البحار 265:3.
  12. الغارات 248:1، مستدرک الوسائل 142:1 ح212، تحف العقول: 121، البحار 588:33.
  13. غريب الحديث 468:3.
  14. أمالي الطوسي المجلس 648:33 ح1345، البحار 175:69، وسائل الشيعة 58:1.
  15. تحف العقول: 147، البحار 49:78، إحياء الأحياء 362:4، تفسير نور الثقلين 503:2.
  16. بشارة المصطفي: 26، البحار 271:77، مستدرک الوسائل 48:9 ح10165.
  17. الکافي 229:2، مستدرک الوسائل 57:9 ح10194، البحار 366:67.