صدقاته
[صفحه 377] بطني من الجوع، وإنّ صدقتي اليوم لأربعون ألفاً[1] . 4648- الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهماالسلام: قد أعتق عليّ عليه السلام ولداناً کثيرة[2] . 4649 - الإمام الصادق عليه السلام- في الإمام عليّ عليه السلام-: واللَّه، لقد أعتق ألف مملوک لوجه اللَّه عزّ وجلّ، دبِرت[3] فيهم يداه[4] . 4650- عنه عليه السلام: أعتق عليّ عليه السلام ألف مملوک ممّا عملت يداه وإن کان عندکم، إنّما حلواه التمر واللبن، وثيابه الکرابيس[5] . 4651- عنه عليه السلام: کان أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه يضرب بالمرّ[6] ويستخرج [صفحه 378] الأرضين، وکان رسول الله صلي الله عليه و آله يمص النوي بفيه ويغرسه فيطلع من ساعته، وإن أميرالمؤمنين عليه السلام أعتق ألف مملوک من ماله وکد يده[7] . 4652- الغارات عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام: أعتق علي عليه السلام ألف أهل بيت بما مجلت[8] يداه وعرق جبينه[9] . 4653- دعائم الإسلام- في الإمام علي عليه السلام-: إنه أعتق عبدا له نصرانيا، فأسلم حين أعتقه[10] . 4654- شرح نهج البلاغة- في ذکر صدقات أميرالمؤمنين عليه السلام-: کان يعمل بيده، ويحرث الأرض؛ ويستقي الماء، ويغرس النخل، کل ذلک يباشره بنفسه الشريفة، ولم يستبق منه لوقته ولا لعقبه قليلا ولا کثيرا، وإنما کان صدقة[11] . 4655- الإمام الصادق عليه السلام: تصدق أميرالمؤمنين عليه السلام بدار له بالمدينة في بني زريق فکتب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما تصدق به علي بن أبي طالب وهو حي سوي، تصدق بداره التي في بني زريق، صدقة لا تباع ولا توهب حتي يرثها الله الذي يرث السماوات والأرض، وأسکن هذه الصدقة خالاته ما عشن وعاش عقبهن، [صفحه 379] فإذا انقرضوا فهي لذوي الحاجة من المسلمين[12] . 4656- عنه عليه السلام: قسم نبي الله صلي الله عليه و آله الفي ء، فأصاب عليا عليه السلام أرضا، فاحتفر فيها عينا، فخرج ماء ينبع في السماء کهيئة عنق البعير فسماها ينبع، فجاء البشير يبشر، فقال عليه السلام: بشر الوارث؛ هي صدقة بتة بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله، لاتباع ولا توهب ولا تورث، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائکة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا[13] . 4657- الإمام الباقر عليه السلام: إن عمر قطع لعلي رضي الله عنه ينبع، ثم اشتري علي رضي الله عنه إلي قطيعة عمر أشياء فحفر فيها عينا، فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء، فاتي علي رضي الله عنه فبشر بذلک، فقال: يسر[14] الوارث. ثم تصدق بها علي الفقراء والمساکين وفي سبيل الله وأبناء السبيل، القريب والبعيد، في السلم والحرب، ليوم تبيض فيه وجوه وتسود وجوه، ليصرف الله بها وجهي عن النار، ويصرف النار عن وجهي[15] . 4658- الکامل للمبرد عن أبي نيزر: جاءني علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين وأنا أقوم بالضيعتين؛ عين أبي نيزر والبغيبغة، فقال لي: هل عندک من طعام؟ فقلت: طعام لا أرضاه لأمير المؤمنين؛ قرع من قرع الضيعة، صنعته بإهالة [صفحه 380] سنخة[16] فقال: علي به، فقام إلي الربيع- وهو جدول- فغسل يديه، ثم أصاب من ذلک شيئا، ثم رجع إلي الربيع، فغسل يديه بالرمل حتي أنقاهما، ثم ضم يديه کل واحدة منهما إلي اختها وشرب بهما حسي[17] من الربيع، ثم قال: يا أبانيزر، إن الأکف أنظف الآنية. ثم مسح ندي ذلک الماء علي بطنه، وقال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله! ثم أخذ المعول وانحدر في العين، فجعل يضرب، وأبطأ عليه الماء، فخرج وقد تفضج[18] جبينه عرقا، فانتکف العرق عن جبينه،[19] ثم أخذ المعول وعاد إلي العين، فأقبل يضرب فيها، وجعل يهمهم، فانثالت کأنها عنق جزور، فخرج مسرعا، فقال: اشهد الله أنها صدقة، علي بدواة وصحيفة. قال: فعجلت بهما إليه، فکتب: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ماتصدق به عبدالله علي أميرالمؤمنين، تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر والبغيبغة علي فقراء أهل المدينة وابن السبيل؛ ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة، لا تباعا ولا توهبا حتي يرثهما الله وهو خير الوارثين، إلا أن يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق[20] لهما، وليس لأحد غيرهما[21] . [صفحه 381] 4659- تاريخ المدينة عن أبي غسان: کانت أموال علي رضي الله عنه عيونا متفرقة بينبع، منها عين يقال لها: عين البحير، وعين يقال لها: عين أبي نيزر، وعين يقال لها: عين نولا، وهي اليوم تدعي العدر، وهي التي يقال[22] إن عليارضي الله عنه عمل فيها بيده... وعمل علي رضي الله عنه أيضا بينبع البغيبغات؛ وهي عيون، منها عين يقال لها خيف الأراک، ومنها عين يقال لها: خيف ليلي، ومنها عين يقال لها: خيف بسطاس،فيها خليج من النخل مع العين. وکانت البغيبغات مما عمل علي رضي الله عنه وتصدق به، فلم تزل في صدقاته حتي أعطاها حسين بن علي عبدالله بن جعفر بن أبي طالب؛ يأکل ثمرها، ويستعين بها علي دينه ومؤونته، علي أن لا يزوج ابنته يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. فباع عبدالله تلک العيون من معاوية، ثم قبضت حتي ملک بنو هاشم الصوافي، فکلم فيها عبدالله بن حسن بن حسن أباالعباس- وهو خليفة- فردها في صدقة علي رضي الله عنه، فأقامت في صدقته حتي قبضها أبو جعفر في خلافته. وکلم فيها الحسن بن زيد المهدي حين استخلف وأخبره خبرها، فکتب إلي زفر بن عاصم الهلالي- وهو والي المدينة- فردها مع صدقات علي رضي الله عنه. ولعلي رضي الله عنه أيضا ساقي علي عين يقال لها: عين الحدث بينبع، وأشرک علي عين يقال لها العصيبة موات بينبع. وکان له أيضا صدقات بالمدينة: الفقيرين بالعالية،[23] وبئر الملک بقناة،[24] [صفحه 382] والأدبية بالإضم،[25] فسمعت أن حسنا أو حسينا ابن علي باع ذلک کله فيما کان من حربهم، فتلک الأموال اليوم متفرقة في أيدي ناس شتي. ولعلي رضي الله عنه في صدقاته عين ناقة بوادي القري[26] يقال لها: عين حسن بالبيرة من العلا، کانت حديثا من الدهر بيد عبدالرحمن بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي، فخاصمه فيها حمزة بن حسن بن عبيدالله بن العباس بن علي- بولاية أخيه العباس بن حسن- الصدقة حتي قضي لحمزة بها، وصارت في الصدقة. وله بوادي القري أيضا عين موات خاصم فيها أيضا حمزة بن حسن- بولاية أخيه العباس- رجلين من أهل وادي القري کانت بأيديهما، يقال لهما: مصدر کبير مولي حسن بن حسن، ومروان بن عبدالملک بن خارست، حتي قضي حمزة بها، فصارت في الصدقة. ولعلي رضي الله عنه أيضا حق علي عين سکر. وله أيضا ساقي علي عين بالبيرة، وهو في الصدقة. وله بحرة الرجلاء[27] من ناحية شعب زيد واد يدعي الأحمر، شطره في الصدقة، وشطره بأيدي آل مناع من بني عدي، منحة من علي، وکان کله بأيديهم حتي خاصمهم فيه حمزة بن حسن فأخذ منهم نصفه. [صفحه 383] وله أيضا بحرة الرجلاء واد يقال له: البيضاء، فيه مزارع، وعفا، وهو في صدقته. وله أيضا بحرة الرجلاء أربع[28] آبر يقال لها: ذات کمات، وذوات العشراء، وقعين، ومعيد، ورعوان، فهذه الآبر في صدقته. وله بناحية فدک[29] واد بين لابتي حرة يدعي: رعية، فيه نخل ووشل من ماء، يجري علي سقا بزرنوق،[30] فذلک في صدقته. وله أيضا بناحية فدک واد يقال له: الأسحن، وبنو فزارة تدعي فيه ملکا ومقاما، وهو اليوم في أيدي ولاة الصدقة في الصدقة. وله أيضا بناحية فدک مال بأعلي حرة الرجلاء يقال له: القصيبة، کان عبدالله بن حسن بن حسن عامل عليه بني عمير مولي عبدالله بن جعفر بن أبي طالب علي أنه إذا بلغ ثمره ثلاثين صاعا بالصاع الأول فالصدقة علي الثلث، فإذا انقرض بنو عمير فمرجعه إلي الصدقة. فذلک اليوم علي هذه الحال بأيدي ولاة الصدقة[31] . 4660- الکافي عن عبدالرحمن بن الحجاج: بعث إلي أبو الحسن موسي عليه السلام بوصية أميرالمؤمنين عليه السلام وهي: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصي به وقضي به في ماله عبدالله علي [صفحه 384] ابتغاء وجه الله؛ ليولجني به الجنة، ويصرفني به عن النار، ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، أن ما کان لي من مال بينبع يعرف لي فيها وما حولها صدقة، ورقيقها، غير أن رباحا وأبانيزر وجبيرا عتقاء ليس لأحد عليهم سبيل، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج وفيه نفقتهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم، ومع ذلک ما کان لي بوادي القري کله من مال لبني فاطمة ورقيقها صدقة، وما کان لي بديمة وأهلها صدقة، غير أن زريقا له مثل ما کتبت لأصحابه،وما کان لي باذينة[32] وأهلها صدقة، والفقيرين[33] - کما قد علمتم- صدقة في سبيل الله. وإن الذي کتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة، حيا أنا أو ميتا، ينفق في کل نفقة يبتغي بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد، فإنه يقوم علي ذلک الحسن بن علي، يأکل منه بالمعروف، وينفقه حيث يراه الله عزوجل في حل محلل لا حرج عليه فيه، فإن أراد أن يبيع نصيبا من المال فيقضي به الدين فليفعل إن شاء ولا حرج عليه فيه، وإن شاء جعله سري[34] الملک. وإن ولد علي ومواليهم وأموالهم إلي الحسن بن علي. [صفحه 385] وإن کانت دار الحسن بن علي غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء لا حرج عليه فيه، وإن باع فإنّه يقسّم ثمنها ثلاثة أثلاث؛ فيجعل ثلثاً في سبيل اللَّه، وثلثاً في بني هاشم وبني المطّلب، ويجعل الثلث في آل أبي طالب، وإنّه يضعه فيهم حيث يراه اللَّه. وإن حدث بحسن حدث وحسين حيٌّ فإنّه إلي الحسين بن عليّ، وإنّ حسيناً يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسناً؛ له مثل الذي کتبت للحسن، وعليه مثل الذي علي الحسن. وإنّ لبني ابني فاطمة من صدقة عليّ مثل الذي لبني عليّ. وإنّي إنّما جعلت الذي جعلت لابني فاطمة ابتغاء وجه اللَّه عزّ وجلّ، وتکريم حرمة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وتعظيمهما، وتشريفهما، ورضاهما. وإن حدث بحسن وحسين حدث فإنّ الآخر منهما ينظر في بني عليّ؛ فإن وجد فيهم من يرضي بهداه وإسلامه وأمانته فإنّه يجعله إليه إن شاء، وإن لم يرَ فيهم بعض الذي يريده فإنّه يجعله إلي رجل من آل أبي طالب يرضي به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب کبراؤهم وذووا آرائهم فإنّه يجعله إلي رجل يرضاه من بني هاشم، وأنه يشترط علي الذي يجعله إليه أن يترک المال علي اُصوله وينفق ثمره حيث أمرته به؛ من سبيل اللَّه ووجهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطّلب، والقريب والبعيد، لايباع منه شي ء، ولا يوهب، ولا يورث. وإنّ مال محمّد بن عليّ علي ناحيته، وهو إلي ابني فاطمة. وإنّ رقيقي- الذين في صحيفة صغيرة التي کتبت لي- عتقاء. [صفحه 386] هذا ما قضي به عليّ بن أبي طالب في أمواله هذه، الغد من يوم قدِم مسکِن[35] ابتغاء وجه اللَّه والدار الآخرة، واللَّه المستعان علي کلّ حال، ولا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يقول في شي ء قضيته من مالي، ولا يخالف فيه أمري، من قريب أو بعيد. أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللائي أطوف عليهنّ السبعة عشر- منهنّ اُمُهات أولاد معهنّ أولادهنّ، ومنهنّ حُبالي، ومنهنّ من لا ولد له- فقضاي فيهنّ إن حدث بي حدث أنّه من کان منهنّ ليس لها ولد وليست بحُبلي فهي عتيق لوجه اللَّه عزّ وجلّ، ليس لأحد عليهنّ سبيل، ومن کان منهنّ لها ولد أو حُبلي فتُمسک علي ولدها وهي من حظّه؛ فإن مات ولدها وهي حيّة فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل. هذا ما قضي به عليّ في ماله، الغد من يوم قدم مسکن. شهد أبوسمر بن أبرهة، وصعصعة بن صوحان، ويزيد بن قيس، وهياج بن أبي هياج. وکتب عليّ بن أبي طالب بيده لعشر خلونَ من جمادي الاُولي سنة سبع وثلاثين[36] . راجع: الخصائص الأخلاقيّة/کمال الإيثار، وسماحة الکفّ. القسم التاسع/عليّ عن لسان القرآن/الوليّ المتصدّق في الرکوع، والذي ينفق ماله بالليل والنهار. [صفحه 387]
4647- الإمام عليّ عليه السلام: لقد رأيتني مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وإنّي لأربط الحجر علي
صفحه 377، 378، 379، 380، 381، 382، 383، 384، 385، 386، 387.
وأهل المدينة اليوم ينطقون مفرداً مصغّراً (مرآة العقول: 83:23).