في إمهال العدو ودعوتهم للقرآن















في إمهال العدو ودعوتهم للقرآن‏



1/4325- نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، وحدّثني رجل، عن عبداللَّه بن جندب، عن أبيه، أنّ علياً عليه‏السلام کان يأمرنا في کلّ موطن لقينا مع عدوّه يقول:

[صفحه 308]

لا تقاتلوا القوم حتّي يبدؤوکم، فإنّکم بحمد اللَّه علي حجّة وترککم إيّاهم حتّي يبدأوکم حجّة اُخري لکم عليهم، فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً، ولا تجهزوا علي جريح، ولا تکشفوا عوراتکم، ولا تمثّلوا بقتيل، فإذا وصلتم إلي رحال القوم فلا تهتکوا الستر ولا تدخلوا داراً إلّا بإذني، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلّا ما وجدتم في عسکرهم، ولا تهيّجوا امرأة إلّا بإذني، وإن شتمن أعراضکم وتناولن اُمراءکم وصلحاءکم، فإنّهنّ ضعاف القوي والأنفس والعقول، لقد کنّا وإنّا لنؤمر بالکفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشرکات، وإن کان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة والحديد فيعيّر بها عقبه بعده.[1].

2/4326- البيهقي، أخبرنا أبوالحسين بن بشران العدل ببغداد، أنبأ أبوجعفر محمّد بن عمرو الرزّاز، ثنا يحيي بن جعفر، ثنا وهب بن جرير، ثنا جويرية بن أسماء، قال: أراه (أو رواه) عن يحيي بن سعيد، قال: حدّثني عمّي أو عمّ لي، قال: لمّا تواقفنا يوم الجمل وقد کان علي رضي الله عنه حين صفَّنا نادي في الناس: لا يرمينّ رجل بسهم ولا يطعن برمح ولا يضرب بسيف، ولا تبدؤوا القوم بالقتال وکلّموهم بألطف الکلام، وأظنّه قال: فإنّ هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة، فلم نزل وقوفاً حتّي تعالي النهار، حتّي نادي القوم بأجمعهم: يا ثارات عثمان، فنادي علي رضي الله عنه محمّد بن الحنفية وهو أمامنا ومعه اللواء، فقال: يا ابن‏الحنفية ما يقولون؟ فأقبل علينا محمّد ابن‏الحنفية فقال: يا أمير المؤمنين يا ثارات عثمان، فرفع علي رضي الله عنه يديه فقال: اللّهمّ کبّ اليوم قتلة عثمان لوجوههم.[2].

3/4327- وعنه، وأخبرنا عبداللَّه الحافظ، ثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب، ثنا الحسن بن عليّ بن عفّان العامري، ثنا عبداللَّه بن موسي، أنبأ أبوميمونة، عن أبي

[صفحه 309]

بشير الشيباني في قصة حرب الجمل، قال: فاجتمعوا بالبصرة، فقال علي رضي الله عنه: من يأخذ المصحف ثمّ يقول لهم ماذا تنقمون تريقون دماءنا ودماءکم؟ فقال رجل: أنا يا أميرالمؤمنين، فقال: إنّک مقتول، فقال: لا اُبالي، قال: خُذ المصحف، قال: فذهب إليهم فقتلوه، ثمّ قال من الغد مثل ما قال بالأمس، فقال رجل: أنا، قال: إنّک مقتول کما قتل صاحبک، قال: لا اُبالي، قال: فذهب فقتل، ثمّ قتل آخر کلّ يوم واحد، فقال علي رضي الله عنه: قد حلّ لکم قتالهم الآن، قال: فبرز هؤلاء وهؤلاء فاقتتلوا قتالاً شديداً.[3].


صفحه 308، 309.








  1. کتاب صفين: 204؛ مستدرک الوسائل 86:11 ح 12481.
  2. سنن البيهقي 180:8.
  3. سنن البيهقي 181:8.