جواب ابن عبّاس عنه











جواب ابن عبّاس عنه



2555- وقعة صفّين: لمّا انتهي الکتاب إلي ابن عبّاس أسخطه ثمّ قال: حتي متي يخطب ابن هند إليّ عقلي، وحتي متي اُجمجَم علي ما في نفسي؟! فکتب إليه:

أمّا بعد؛ فقد أتاني کتابک وقرأته، فأمّا ما ذکرت من سرعتنا إليک بالمساءة في أنصار ابن عفّان، وکراهيتنا لسلطان بني اُميّة، فلعمري لقد أدرکت في عثمان

[صفحه 172]

حاجتک حين استنصرک فلم تنصره، حتي صرت إلي ما صرت إليه، وبيني وبينک في ذلک ابن عمّک وأخو عثمان الوليدُ بن عقبة. وأمّا طلحة والزبير؛ فإنّهما أجلبا عليه، وضيّقا خناقه، ثمّ خرجا ينقضان البيعة ويطلبان الملک، فقاتلناهما علي النکث، وقاتلناک علي البغي. وأمّا قولک: إنّه لم يبقَ من قريش غير ستّة؛ فما أکثر رجالها وأحسن بقيّتها، وقد قاتلک من خيارها من قاتلک، لم يخذلنا إلّا من خذلک. وأمّا إغراؤک إيّانا بعديّ وتَيم؛ فأبو بکر وعمر خير من عثمان، کما أنّ عثمان خير منک، وقد بقي لک منّا يومٌ يُنسيک ما قبله، ويُخاف ما بعده. وأمّا قولک: إنّه لو بايع الناس لي لاستقامت لي، فقد بايع الناس عليّاً وهو خير منّي فلم يستقيموا له، وإنّما الخلافة لمن کانت له في المشورة. وما أ نت يا معاوية والخلافة، وأنت طليق؟! وابن طليق، والخلافة للمهاجرين الأوّلين، وليس الطلقاء منها في شي ء. والسلام.[1] .

[صفحه 173]



صفحه 172، 173.





  1. وقعة صفّين: 415، الدرجات الرفيعة: 113؛ الفتوح: 153:3، شرح نهج البلاغة: 66:8، المناقب للخوارزمي: 240:257، الإمامة والسياسة: 133:1 نحوه.