كتاب معاوية إلي ابن عبّاس











کتاب معاوية إلي ابن عبّاس



2554- وقعة صفّين: کتب معاوية إلي ابن عبّاس:

أمّا بعدُ؛ فإنّکم يا معشر بني هاشم لستم إلي أحد أسرع بالمساءة منکم إلي

[صفحه 171]

أنصار عثمان بن عفّان، حتي إنّکم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما دمه، واستعظامهما ما نيل منه، فإن يکن ذلک لسلطان بني اُميّة فقد وليها عديّ وتَيْم، فلم تنافسوهم، وأظهرتم لهم الطاعة. وقد وقع من الأمر ما قد تري، وأکلت هذه الحروب بعضها من بعض حتي استوينا فيها، فما أطمعکم فينا أطمعنا فيکم، وما آيسکم منّا آيسنا منکم. وقد رجونا غير الذي کان، وخشينا دون ما وقع، ولستم بملاقينا اليوم بأحدَّ من حدِّ أمسِ، ولا غداً بأحدَّ من حدِّ اليوم، وقد قنعنا بما کان في أيدينا من ملک الشام فاقنعوا بما في أيديکم من ملک العراق، وأبقوا علي قريش؛ فإنّما بقي من رجالها ستّة؛ رجلان بالشام، ورجلان بالعراق، ورجلان بالحجاز؛ فأمّا اللذان بالشام فأنا وعمرو، وأمّا اللذان بالعراق فأنت وعليّ، وأمّا اللذان بالحجاز فسعد وابن عمر، واثنان من الستّة ناصبان لک، واثنان واقفان فيک، وأنت رأس هذا الجمع اليوم. ولو بايع لک الناس بعد عثمان کنّاإليک أسرع منّا إلي عليّ.[1] .



صفحه 171.





  1. وقعة صفّين: 414، الدرجات الرفيعة: 112؛ الفتوح: 152:3، شرح نهج البلاغة: 65:8، الإمامة والسياسة: 133:1، المناقب للخوارزمي: 240:256.