جواب ابن عبّاس عنه











جواب ابن عبّاس عنه



2553- أنساب الأشراف عن عيسي بن يزيد: فلمّا قرأ ابن عبّاس الکتاب والشعر أقرأهما عليّاً، فقال عليّ: قاتل اللَّه ابن العاص! ما أغرّه بک؟ يابن عبّاس أجِبه، وليردّ عليه شعره فضل بن عبّاس بن أبي لهب. فکتب إليه عبد اللَّه بن عبّاس:

أمّا بعد: فإنّي لا أعلم رجلاً من العرب أقلّ حياء منک! إنّه مالَ بک إلي معاوية الهوي، وبعته دينک بالثمن اليسير، ثمّ خبطت للناس في عشواء طخياء طمعاً في هذا الملک، فلمّا لم ترَ شيئاً أعظمت الدماء إعظامَ أهل الدين، وأظهرت فيها

[صفحه 170]

زهادة أهل الورع، ولا تريد بذلک إلّا تهييب الحرب وکسر أهل العراق؛ فإن کنت أردت اللَّه بذلک، فدع مصر وارجع إلي بيتک؛ فإنّ هذه حرب ليس معاوية فيها کعليّ؛ بدأها عليّ بالحقّ وانتهي فيها إلي العذر، وابتدأها معاوية بالبغي فانتهي منها إلي السرف، وليس أهل الشام فيها کأهل العراق؛ بايع عليّاً أهل العراق وهو خير منهم، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه، ولستَ وأنا فيها سواء. أردتُ اللَّه، وأردتَ مصر، فإن تُرِد شرّاً لا يَفُتْنا، وإن تُرِد خيراً لا تسبقنا.

ثمّ دعا الفضل بن العبّاس بن عتبة فقال: يابن عمّ أجب عمرو بن العاص، قال:


يا عمرو حسبک من خدع ووسواسِ
فاذهب فما لک في ترک الهدي آسِ


إلّا بوادر طعنٍ[1] في نحورکمُ
ووشک ضرب يُفزّي[2] جلدة الراسِ


هذا لکم عندنا في کلّ معرکةٍ
حتي تُطيعوا عليّاً وابن عبّاسِ


أمّا عليٌّ فإنّ اللَّه فضّلهُ
فضلاً له شرف عالٍ علي الناسِ


لا بارک اللَّه في مصر فقد جلبت
شرّاً وحظّک منها حسوة الحاسي[3] .



صفحه 170.





  1. في المصدر: «يطعن»، والصحيح ما أثبتناه کما في شرح نهج البلاغة.
  2. کذا في المصدر، ولعلّه مصحّف عن «يفري».
  3. أنساب الأشراف: 88:3، شرح نهج البلاغة: 64:8، الإمامة والسياسة: 132:1؛ وقعة صفّين: 412، الدرجات الرفيعة: 111 کلّها نحوه.