كتاب معاوية إلي الإمام في أثناء الحرب











کتاب معاوية إلي الإمام في أثناء الحرب



2547- شرح نهج البلاغة: کتب معاوية إليه [الإمام عليّ عليه السلام]في أثناء حرب

[صفحه 163]

صفّين، بل في أواخرها: من عبد اللَّه معاوية بن أبي سفيان إلي عليّ بن أبي طالب:

أمّا بعدُ؛ فإنّ اللَّه تعالي يقول في محکم کتابه: « وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْکَ وَ إِلَي الَّذِينَ مِن قَبْلِکَ لَل-ِنْ أَشْرَکْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُکَ وَ لَتَکُونَنَّ مِنَ الْخَسِرِينَ »[1] وإنّي اُحذّرک اللَّه أن تُحبِط عملک وسابقتک بشقّ عصا هذه الاُمّة، وتفريق جماعتها، فاتّقِ اللَّه، واذکر موقف القيامة، واقلع عمّا أسرفت فيه من الخوض في دماء المسلمين، وإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «لو تمالأ أهل صنعاء وعدن علي قتل رجل واحد من المسلمين لأکبّهم اللَّه علي مناخرهم في النار» فکيف يکون حال من قتل أعلام المسلمين وسادات المهاجرين، بَلْهَ[2] ما طحنت رحا حربه من أهل القرآن وذي العبادة والإيمان؛ من شيخ کبير، وشابّ غرير،[3] کلّهم باللَّه تعالي مؤمن، وله مخلص، وبرسوله مقرّ عارف، فإن کنتَ أباحسنٍ إنّما تحارب علي الإمرة والخلافة، فلعمري لو صحّت خلافتک لکنت قريباً من أن تُعذر في حرب المسلمين، ولکنّها ما صحّت لک، أنّي بصحّتها وأهل الشام لم يدخلوا فيها، ولم يرتضوا بها؟ وخَفِ اللَّه وسطواته، واتّقِ بأسه ونکاله، واغمد سيفک عن الناس، فقد واللَّه أکلتهم الحرب، فلم يبق منهم إلّا کالثَّمَد[4] في قرارة الغدير، واللَّه المستعان.[5] .

[صفحه 164]



صفحه 163، 164.





  1. الزمر: 65.
  2. بَلْهَ: مِن أسماء الأفعال بمعني دَعْ واتْرُکْ (النهاية: 155:2).
  3. وَجْهٌ غَرِير: حَسَن. والغَرير: الشابّ الذي لا تجربة له (لسان العرب: 16:5).
  4. الثَّمَد: الماء القليل (النهاية: 221:1).
  5. شرح نهج البلاغة: 42:14؛ بحارالأنوار: 80:33.