ذكري دعوة الإمام إلي المبارزة











ذکري دعوة الإمام إلي المبارزة



2543- الأمالي للصدوق عن عدي بن أرطاة: قال معاوية يوماً لعمرو بن العاص: يا أباعبد اللَّه، أيّنا أدهي؟ قال عمرو أنا للبديهة، وأنت للرويّة. قال معاوية: قضيت لي علي نفسک، وأنا أدهي منک في البديهة. قال عمرو: فأين کان دهاؤک يوم رفعت المصاحف؟ قال: بها غلبتني يا أباعبد اللَّه، فلا أسألک عن شي ء تصدّقني فيه. قال: واللَّه إنّ الکذب لقبيح، فسَل عمّا بدا لک أصدقک.

فقال: هل غششتَني منذ نصحتَني؟

قال: لا.

قال: بلي واللَّه، لقد غششتني، أما إنّي لا أقول في کلّ المواطن ولکن في موطن واحد. قال: وأيّ موطن هذا؟ قال: يوم دعاني عليّ بن أبي طالب للمبارزة، فاستشرتُک، فقلتُ: ما تري يا أباعبد اللَّه، فقلتَ: کفؤ کريم، فأشرت عليّ بمبارزته، وأنتَ تعلم من هو، فعلمتُ أنّک غششتَني.

[صفحه 160]

قال: يا أميرالمؤمنين، دعاک رجل إلي مبارزته، عظيم الشرف، جليل الخطر، فکنتَ من مبارزته علي إحدي الحسنيين؛ إمّا أن تقتَله فتکون قد قتلت قتّال الأقران، وتزداد به شرفاً إلي شرفک وتخلو بملکک، وإمّا أن تعجّل إلي مرافقة الشهداء والصالحين وحسن اُولئک رفيقاً.

قال معاوية: هذه شرّ من الأول، واللَّه إنّي لأعلم أنّي لو قتلته دخلت النار، ولو قتلني دخلت النار.

قال عمرو: فما حملک علي قتاله؟ قال: الملک عقيم، ولن يسمعها منّي أحد بعدک.[1] .



صفحه 160.





  1. الأمالي للصدوق: 125:132، بحارالأنوار: 393:49:33.