كتاب معاوية إلي الإمام يهدّده بالقتال











کتاب معاوية إلي الإمام يهدّده بالقتال



2536- کنز الفوائد: نسخة کتاب معاوية بن أبي سفيان إلي أميرالمؤمنين عليّ بن

[صفحه 153]

أبي طالب عليه السلام: أمّا بعد، فإنّ الهوي يُضلّ من اتّبعه، والحرص يُتعب الطالب المحروم، وأحمد العاقبتين ما هدي إلي سبيل الرشاد. ومن العجب العجيب ذامّ ومادح، وزاهد وراغب، ومتوکّل وحريص، کلاماً ضربته لک مثلاً لتدبّر حکمته بجميع الفهم، ومباينة الهوي، ومناصحة النفس.

فلعمري يابن أبي طالب، لولا الرحم التي عطفتني عليک، والسابقة التي سلفت لک، لقد کان اختطفتک بعض عقبان أهل الشام، فصعد بک في الهواء ثمّ قذفک علي دکادک شوامخ الأبصار، فاُلفيتَ کسحيق الفِهر[1] علي صن[2] الصلابة لايجد الذرّ[3] فيک مرتعاً.

ولقد عزمت عزمة من لايعطفه رقّة الإنذار، إن لم تباين ما قربتَ به أملک وطال له طلبُک، لاُوردنّک[4] مورداً تستمرّ الندامة إن فُسح لک في الحياة، بل أظنّک قبل ذلک من الهالکين، وبئس الرأي رأي يورد أهله إلي المهالک، ويُمنّيهم العطب إلي حين لات مناص. وقد قذف بالحقّ علي الباطل، وظهر أمر اللَّه وهم کارهون، وللَّه الحجّة البالغة والمنّة الظاهرة. والسلام.[5] .



صفحه 153.





  1. الفِهر: الحجر قدر ما يدقّ به الجوز ونحوه (لسان العرب: 66:5).
  2. کذا في المصدر، وفي بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: «مسنّ».
  3. الذرّ: صغار النمل (لسان العرب: 304:4).
  4. في المصدر: «ولاُوردنّک»، والتصحيح من بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.
  5. کنز الفوائد: 42:2، بحارالأنوار: 415:127:33.