فضيحة عمرو بن العاص











فضيحة عمرو بن العاص



2532- الإمامة والسياسة: ذکروا أنّ عمراً قال لمعاوية:أتجبن عن عليّ، وتتّهمني في نصيحتي إليک؟! واللَّه لاُبارزنّ عليّاً ولو متّ ألف موتة في أوّل لقائه. فبارزه عمرو، فطعنه عليّ فصرعه، فاتّقاه بعورته، فانصرف عنه عليّ، وولّي بوجهه دونه.

وکان عليّ رضي الله عنه لم ينظر قطّ إلي عورة أحد؛ حياءً وتکرّماً، وتنزّهاً عمّا لا يحلّ ولا يجمل بمثله.[1] .

2533- البداية والنهاية: ذکروا أنّ عليّاً حمل علي عمرو بن العاص يوماً فضربه

[صفحه 151]

بالرمح، فألقاه إلي الأرض، فبدت سَوءته، فرجع عنه. فقال له أصحابه: ما لک يا أميرالمؤمنين رجعت عنه؟

فقال:أتدرون ما هو؟

قالوا: لا!

قال: هذا عمرو بن العاص تلقّاني بسَوءته، فذکّرني بالرحم، فرجعت عنه. فلمّا رجع عمرو إلي معاوية قال له: احمد اللَّه واحمد إستک.[2] .

2534- وقعة صفّين: حمل عمرو بن العاص معلّماً وهو يقول:


شدّوا عَلَيَّ شکَّتي لا تَنکشِف
بَعدَ طُليح والزبير فأتلف


يَومٌ لهَمدان ويَومٌ للصدف
وفي تَميم نَخوةٌ لا تَنحرف


أضرِبُها بالسيف حتي تَنصرِف
إذا مَشيتُ مشيةَ العودِ الصَّلف


ومثلها لحِمير، أو تنحرف
والربعيّون لهم يومٌ عَصف


فاعترضه عليّ وهو يقول:


قد عَلِمت ذاتُ القرونِ المِيل
والخُصر والأنامل الطفولِ


أنّي بنَصلِ السيفٍ خنشَليل
أحمي وأرمي أوّلَ الرعيلِ


بِصارمٍ ليسَ بذي فلولِ

ثمّ طعنه فصرعه، واتّقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف عليّ وجهه عنه وارتثّ، فقال القوم: أفلت الرجل يا أميرالمؤمنين.

قال: وهل تدرون من هو؟

[صفحه 152]

قالوا: لا.

قال: فإنّه عمرو بن العاص تلقّاني بعورته فصرفت وجهي عنه.

ورجع عمرو إلي معاوية فقال له: ما صنعت يا عمرو؟

قال: لقيني عليّ فصرعني.

قال: احمد اللَّه وعورتک، أما واللَّه أن لو عرفته ما أقحمت عليه.[3] .

2535- عيون الأخبار عن المدائني: رأي عمرو بن العاص معاوية يوماً يضحک، فقال له: ممّ تضحک يا أميرالمؤمنين، أضحک اللَّه سنّک؟ قال: أضحک من حضور ذهنک عند إبدائک سَوءتک يوم ابن أبي طالب! أما واللَّه لقد وافقته منّاناً کريماً، ولو شاء أن يقتلک لقتلک.

قال عمرو: يا أميرالمؤمنين، أما واللَّه إنّي لعن يمينک حين دعاک إلي البراز فاحوَلَّت عيناک، وربا سحرک، وبدا منک ما أکره ذکره لک، فمن نفسک فاضحک أو دَع!!.[4] .



صفحه 151، 152.





  1. الإمامة والسياسة: 127:1.
  2. البداية والنهاية: 264:7، الأخبار الطوال: 177، المناقب للخوارزمي: 240:236، الفصول المهمّة: 89، کلّها نحوه وراجع مروج الذهب: 397:2.
  3. وقعة صفّين: 406 و 407، شرح نهج البلاغة: 60:8 عن ابن عبّاس وليس فيه الشعر.
  4. عيون الأخبار لابن قتيبة: 169:1، العقد الفريد: 334:3 عن أبي الحسن وفيه «ولولا ذلک لخرم رفغيک بالرمح» بدل «ولو شاء أن يقتلک لقتلک»، شرح نهج البلاغة: 107:6، المحاسن والمساوئ: 53 عن الشعبي نحوه وراجع الأمالي للطوسي: 217:134.