اضطراب جيش معاوية بعد استشهاد عمّار











اضطراب جيش معاوية بعد استشهاد عمّار



2511- شرح نهج البلاغة: قال معاوية لمّا قُتل عمّار- واضطرب أهل الشام لرواية عمرو بن العاص کانت لهم: «تقتله الفئة الباغية»-: إنّما قتله من أخرجه إلي الحرب وعرّضه للقتل!

فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: فرسول اللَّه صلي الله عليه و آله إذَن قاتل حمزة!![1] .

2512- الکامل في التاريخ عن أبي عبد الرحمن السلمي: قال عبد اللَّه لأبيه [عمرو بن العاص]: يا أبه، قتلتم هذا الرجل في يومکم هذا، وقد قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ما قال!

قال: وما قال؟

قال:ألم يکن المسلمون والناس ينقلون في بناء مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله لبنة لبنة،

[صفحه 136]

وعمّار لبنتين لبنتين، فغُشي عليه، فأتاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: ويحک يابن سميّة! الناس ينقلون لبنة لبنة، وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر! وأنت مع ذلک تقتلک الفئة الباغية.

فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد اللَّه!

قال: وما يقول؟ فأخبره.

فقال معاوية: أنحن قتلناه؟ إنّما قتله من جاء به.

فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون: إنّما قتل عمّاراً من جاء به. فلا أدري من کان أعجب أهو أم هم.[2] .

2513- الکامل في التاريخ: قد کان ذو الکلاع سمع عمرو بن العاص يقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعمّار بن ياسر: «تقتلک الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن»، فکان ذو الکلاع يقول لعمرو:ما هذا ويحک يا عمرو؟

فيقول عمرو: إنّه سيرجع إلينا.

فقُتل ذو الکلاع قبل عمّار مع معاوية، واُصيب عمّار بعده مع عليّ. فقال عمرو لمعاوية: ما أدري بقتل أيّهما أنا أشدّ فرحاً؛ بقتل عمّار، أو بقتل ذي الکلاع! واللَّه لو بقي ذو الکلاع بعد قتل عمّار لمال بعامّة أهل الشام إلي عليّ.[3] .

[صفحه 137]



صفحه 136، 137.





  1. شرح نهج البلاغة: 835:334:20، العقد الفريد: 337:3 وفيه «فلمّا بلغ عليّاً عليه السلام قال: ونحن قتلنا أيضاً حمزة لأنّا أخرجناه»، الفتوح: 159:3 کلاهما نحوه وفيه «فقال عبد اللَّه بن عمرو: وکذلک حمزة بن عبد المطّلب يوم اُحد إنّما قتله النبيّ صلي الله عليه و آله ولم يقتله وحشي؟!» بدل «فقال أميرالمؤمنين عليه السلام...».
  2. الکامل في التاريخ: 382:2، تاريخ الطبري: 41:5، البداية والنهاية: 270:7 کلاهما نحوه وزاد فيهما «فقال معاوية: إنّک شيخ أخرق، ولا تزال تحدّث بالحديث وأنت تدحض في بولک؟» قبل «أنحن قتلناه؟»، وقد وردت قضيّة عمّار وبناء المسجد في صحيح البخاري: 436:172:1 ومسند ابن حنبل: 11011:11:4 والمستدرک علي الصحيحين: 2653:162:2.
  3. الکامل في التاريخ: 381:2البداية والنهاية: 268:7 عن الأحنف بن قيس؛ وقعة صفّين: 341 عن عمر بن سعد وراجع المناقب للخوارزمي: 240:233.