استشهاد هاشم بن عتبة











استشهاد هاشم بن عتبة



2501- وقعة صفّين عن حبيب بن أبي ثابت: لمّا کان قتال صفّين والراية مع هاشم بن عتبة- قال:- جعل عمّار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول: أقدم يا أعور!

لا خير في أعور لا يأتي الفزع

فجعل يستحيي من عمّار، وکان عالماً بالحرب، فيتقدّم فيرکز الراية، فإذا تتامّت إليه الصفوف قال عمّار: أقدم يا أعور!

لا خير في أعور لا يأتي الفزع

فجعل عمرو بن العاص يقول: إنّي لأري لصاحب الراية السوداء عملاً، لئن دام علي هذا لتُفنَينّ العرب اليوم.

فاقتتلوا قتالاً شديداً، وجعل عمّار يقول: صبراً عباد اللَّه! الجنّة تحت ظلال البيض، وکان لواء الشام مع أبي الأعور السلمي.

ولم يزل عمّار بهاشم ينخسه حتي اشتدّ القتال، وزحف هاشم بالراية يرقل بها إرقالاً، وکان يسمّي: المرقال.[1] .

2502- وقعة صفّين: إنّ عليّاً دعا في هذا اليوم هاشم بن عتبة ومعه لواؤه- وکان أعور- فقال له: يا هاشم، حتي متي تأکل الخبز، وتشرب الماء؟

فقال هاشم: لأجهدنّ علي ألّا أرجع إليک أبداً.

[صفحه 129]

قال عليّ: إنّ بإزائک ذا الکلاع، وعنده الموت الأحمر؟

فتقدّم هاشم، فلمّا أقبل قال معاوية: من هذا المقبل؟ فقيل: هاشم المرقال. فقال: أعور بني زهرة؟ قاتله اللَّه! وقال: إنّ حماة اللواء ربيعة، فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبّيته لهم، فخرج سهم ذي الکلاع لبکر بن وائل، فقال: ترّحک اللَّه من سهم کرهت الضراب.

وإنّما کان جلّ أصحاب عليّ أهل اللواء من ربيعة؛ لأنّه أمر حماة منهم أن يحاموا عن اللواء.

فأقبل هاشم... وحمل صاحب لواء ذي الکلاع وهو رجل من عذرة... فاختلفا طعنتين، فطعنه هاشم فقتله، وکثرت القتلي، وحمل ذو الکلاع فاجتلد الناس، فقتلا جميعاً، وأخذ ابن هاشم اللواء.[2] .

2503- مروج الذهب: صمد هاشم بن عتبة المرقال لذي الکلاع وهو في حمير، فحمل عليه صاحب لواء ذي الکلاع... فاختلفا طعنتين، فطعنه هاشم المرقال فقتله، وقتل بعده تسعة عشر رجلاً.

وحمل هاشم المرقال وحمل ذو الکلاع، ومع المرقال جماعة من أسلم قد آلوا ألّا يرجعوا أو يفتحوا أو يقتلوا.

فاجتلد الناس، فقُتل هاشم المرقال، وقُتل ذو الکلاع جميعاً، فتناول ابن المرقال اللواء حين قُتل أبوه في وسط المعرکة.[3] .

2504- مروج الذهب: إنّ هاشماً المرقال لمّا وقع إلي الأرض وهو يجود بنفسه

[صفحه 130]

رفع رأسه، فإذا عبيد اللَّه بن عمر مطروحاً إلي قربه جريحاً، فحَبا حتي دنا منه، فلم يَزل يعضّ علي ثدييه حتي ثبتت فيه أسنانه لعدم السلاح والقوّة.[4] .

2505- الأخبار الطوال: دفع [عليّ عليه السلام] رايته العظمي إلي هاشم بن عتبة، فقاتل بها نهاره کلّه، فلمّا کان العشي انکشف أصحابه انکشافة، وثبت هاشم في أهل الحفاظ منهم والنجدة، فحمل عليهم الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه طعنة جائفة، فلم ينتهِ عن القتال.

ووافاه رسول عليّ يأمره أن يقدّم رايته، فقال للرسول: انظر إلي ما بي! فنظر إلي بطنه فرآه منشقّاً، فرجع إلي عليّ فأخبره، ولم يلبث هاشم أن سقط.[5] .

2506- مروج الذهب: وقف عليّ رضي الله عنه عند مصرع المرقال ومن صرع حوله من الأسلميّين وغيرهم، فدعا لهم، وترحّم عليهم، وقال من أبيات:


جزَي اللَّهُ خَيراً عُصبةً أسلميّة
صِباح الوجوهِ صُرّعوا حولَ هاشمِ


يَزيدُ وعبدُ اللَّهِ بشرُ بن معبدٍ
وسُفيانُ وابنا هاشمٍ ذي المکارِمِ


وعروةُ لا ينفد ثَناهُ وذِکرهُ
إذا اختُرطت يوماً خِفافُ الصوارمِ[6] .



صفحه 129، 130.





  1. وقعة صفّين: 328، الدرجات الرفيعة: 378، بحارالأنوار: 380:26:33؛ شرح نهج البلاغة: 12:8 وليس فيه «يرقل بهاء إرقالاً...».
  2. وقعة صفّين: 346، الدرجات الرفيعة: 38 نحوه، بحارالأنوار: 380:34:33؛ شرح نهج البلاغة: 28:8.
  3. مروج الذهب: 393:2.
  4. مروج الذهب: 397:2؛ وقعة صفّين: 355، الدرجات الرفيعة: 381 کلاهما نحوه، بحارالأنوار: 380:37:33.
  5. الأخبار الطوال: 183؛ وقعة صفّين: 355 نحوه.
  6. مروج الذهب: 393:2، شرح نهج البلاغة: 35:8؛ وقعة صفّين: 356، الدرجات الرفيعة: 381 کلّها نحوه.