اليوم الرابع من القتال
فقال: نعم. ثمّ خرج يمشي، فبصر به أميرالمؤمنين فقال: من هذان المتبارزان؟ فقيل: ابن الحنفيّة، وعبيد اللَّه بن عمر، فحرّک دابّته ثمّ نادي محمّداً، فوقف له. فقال: أمسک دابّتي، فأمسکها، ثمّ مشي إليه عليّ فقال: أبرز لک، هلمّ إليَّ. فقال: ليست لي في مبارزتک حاجة، فقال: بلي، فقال: لا. [صفحه 112] فرجع ابن عمر. فأخذ ابن الحنفيّة يقول لأبيه: يا أبتِ! لِمَ منعتني من مبارزته؟ فواللَّه، لو ترکتني لرجوتُ أن أقتله. فقال: لو بارزتَه لرجوتُ أن تقتله، وما کنت آمن أن يقتلک.[1] . 2479- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: إنّ عبيد اللَّه بن عمر تقدّم في اليوم الرابع، ولم يترک فارساً مذکوراً، وجمع من استطاع. فقال له معاوية: إنّک تلقي أفاعي أهل العراق فارفق واتّئد. فلقيه الأشتر أمام الخيل مُزبداً- وکان الأشتر إذا أراد القتال أزبد-... وشدّ علي الخيل خيل الشام فردّها، فاستحيا عبيد اللَّه فبرز أمام الخيل- وکان فارساً شجاعاً-... فحمل عليه الأشتر فطعنه، واشتدّ الأمر، وانصرف القوم وللأشتر الفضل، فغمّ ذلک معاوية.[2] . 2480- الفتوح- في ذکر وقائع صفّين-: خرج الأشتر... فخرج إليه عبيد اللَّه بن عمر ابن الخطّاب... ثمّ دنا الأشتر وليس يعرفه. فقال له: من أنت أيّها الفارس؟! فإنّي لا اُبارز إلّا کفؤاً. قال: أنا مالک بن الحارث النخعي. قال: فصمت عبيد اللَّه بن عمر ساعة ثمّ قال: يا مالک! واللَّه لو علمتُ أنّک الداعي إلي البراز لما خرجتُ إليک، فإن رأيتَ أن أرجع عنک فعلت منعماً. فقال الأشتر: ألا تخاف العار أن ترجع عنّي وأنا رجل من اليمن وأنت فتي من قريش؟! [صفحه 113] فقال: لا واللَّه ما أخاف العار إذا رجعتُ عن مثلک. فقال له الأشتر: فارجع إذاً ولا تخرج إلّا إلي من تعرفه.[3] .
2478- تاريخ الطبري عن القاسم مولي يزيد بن معاوية- في ذکر أحداث اليوم الرابع من الحرب-: خرج محمّد بن عليّ وعبيد اللَّه بن عمر في جمعين عظيمين، فاقتتلوا کأشدّ القتال. ثمّ إنّ عبيد اللَّه بن عمر أرسل إلي ابن الحنفيّة: أن اخرج إليَّ.
صفحه 112، 113.