اليوم الرابع من القتال











اليوم الرابع من القتال



2478- تاريخ الطبري عن القاسم مولي يزيد بن معاوية- في ذکر أحداث اليوم الرابع من الحرب-: خرج محمّد بن عليّ وعبيد اللَّه بن عمر في جمعين عظيمين، فاقتتلوا کأشدّ القتال. ثمّ إنّ عبيد اللَّه بن عمر أرسل إلي ابن الحنفيّة: أن اخرج إليَّ.

فقال: نعم. ثمّ خرج يمشي، فبصر به أميرالمؤمنين فقال: من هذان المتبارزان؟

فقيل: ابن الحنفيّة، وعبيد اللَّه بن عمر، فحرّک دابّته ثمّ نادي محمّداً، فوقف له.

فقال: أمسک دابّتي، فأمسکها، ثمّ مشي إليه عليّ فقال: أبرز لک، هلمّ إليَّ.

فقال: ليست لي في مبارزتک حاجة، فقال: بلي، فقال: لا.

[صفحه 112]

فرجع ابن عمر. فأخذ ابن الحنفيّة يقول لأبيه: يا أبتِ! لِمَ منعتني من مبارزته؟ فواللَّه، لو ترکتني لرجوتُ أن أقتله.

فقال: لو بارزتَه لرجوتُ أن تقتله، وما کنت آمن أن يقتلک.[1] .

2479- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: إنّ عبيد اللَّه بن عمر تقدّم في اليوم الرابع، ولم يترک فارساً مذکوراً، وجمع من استطاع.

فقال له معاوية: إنّک تلقي أفاعي أهل العراق فارفق واتّئد.

فلقيه الأشتر أمام الخيل مُزبداً- وکان الأشتر إذا أراد القتال أزبد-... وشدّ علي الخيل خيل الشام فردّها، فاستحيا عبيد اللَّه فبرز أمام الخيل- وکان فارساً شجاعاً-... فحمل عليه الأشتر فطعنه، واشتدّ الأمر، وانصرف القوم وللأشتر الفضل، فغمّ ذلک معاوية.[2] .

2480- الفتوح- في ذکر وقائع صفّين-: خرج الأشتر... فخرج إليه عبيد اللَّه بن عمر ابن الخطّاب... ثمّ دنا الأشتر وليس يعرفه.

فقال له: من أنت أيّها الفارس؟! فإنّي لا اُبارز إلّا کفؤاً.

قال: أنا مالک بن الحارث النخعي.

قال: فصمت عبيد اللَّه بن عمر ساعة ثمّ قال: يا مالک! واللَّه لو علمتُ أنّک الداعي إلي البراز لما خرجتُ إليک، فإن رأيتَ أن أرجع عنک فعلت منعماً.

فقال الأشتر: ألا تخاف العار أن ترجع عنّي وأنا رجل من اليمن وأنت فتي من قريش؟!

[صفحه 113]

فقال: لا واللَّه ما أخاف العار إذا رجعتُ عن مثلک.

فقال له الأشتر: فارجع إذاً ولا تخرج إلّا إلي من تعرفه.[3] .



صفحه 112، 113.





  1. تاريخ الطبري: 12:5، الأخبار الطوال: 174، الکامل في التاريخ: 371:2، البداية والنهاية: 262:7 کلاهما نحوه؛ وقعة صفّين: 221 عن عمرو بن شَمِر.
  2. وقعة صفّين: 429، بحارالأنوار: 436:513:32؛ شرح نهج البلاغة: 71:8.
  3. الفتوح: 45:3.