اليوم الثالث من القتال











اليوم الثالث من القتال



2476- تاريخ الطبري عن القاسم مولي يزيد بن معاوية: خرج اليوم الثالث عمّار بن ياسر، وخرج إليه عمرو بن العاص، فاقتتل الناس کأشدّ القتال، وأخذ عمّار يقول: يا أهل العراق!أتريدون أن تنظروا إلي من عادي اللَّه ورسوله وجاهدهما، وبغي علي المسلمين، وظاهر المشرکين، فلمّا رأي اللَّه عزّ وجلّ يعزّ دينه ويظهر رسوله أتي النبيّ صلي الله عليه و آله فأسلم، وهو فيما نري راهب غير راغب؟ ثمّ قبض اللَّه عزّ وجلّ رسوله صلي الله عليه و آله! فواللَّه، إن زال بعده معروفاً بعداوة المسلم، وهوادة المجرم. فاثبتوا له وقاتلوه فإنّه يطفئ نور اللَّه، ويظاهر أعداء اللَّه عزّ وجلّ.

فکان مع عمّار زياد بن النضر علي الخيل، فأمره أن يحمل في الخيل، فحمل، وقاتله الناس وصبروا له، وشدّ عمّار في الرجال، فأزال عمرو بن العاص عن موقفه.[1] .

2477- الأخبار الطوال: خرج يوماً آخر عمّار بن ياسر في خيل من أهل العراق، فخرج إليه عمرو بن العاص في ذلک، ومعه شُقّة سوداء علي قناة.

فقال الناس: هذا لواء عقده رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

[صفحه 111]

فقال عليّ رضي الله عنه: أنا مخبرکم بقصّة هذا اللواء: هذا لواء عقده رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقال: مَن يأخذه بحقّه؟

فقال عمرو: وما حقّه يا رسول اللَّه؟

فقال: لا تفرّ به من کافر، ولا تقاتل به مسلماً.

فقد فرّ به من الکافرين في حياة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقد قاتل به المسلمين اليوم.

فاقتتل عمرو وعمّار ذلک اليوم کلّه.[2] .



صفحه 111.





  1. تاريخ الطبري: 12:5، الکامل في التاريخ: 371:2؛ وقعة صفّين: 214 وراجع مروج الذهب: 388:2.
  2. الأخبار الطوال: 174؛ وقعة صفّين: 215 عن يونس بن الأرقم عن شيخ من بکر بن وائل نحوه.