دعاءُ الإمام قبل القتال











دعاءُ الإمام قبل القتال



2465- تاريخ الطبري عن زيد بن وهب الجهني: إنّ عليّاً خرج إليهم غداة الأربعاء فاستقبلهم فقال: اللهمّ! ربّ السقف المرفوع المحفوظ المکفوف، الذي جعلته مَغيضاً[1] للّيل والنهار، وجعلت فيه مجري الشمس والقمر ومنازل النجوم، وجعلت سکّانه سِبطاً[2] من الملائکة، لا يسأمون العبادة. وربّ هذه الأرض التي جعلتها قراراً للأنام والهوامّ والأنعام، وما لا يُحصي ممّا لا يُري وممّا يُري من خلقک العظيم. وربّ الفلک التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وربّ السحاب المسخَّر بين السماء والأرض، وربّ البحر المسجور المحيط بالعالم،

[صفحه 104]

وربّ الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتاداً، وللخلق متاعاً؛ إن أظهرتنا علي عدوّنا فجنّبنا البغي، وسدّدنا للحقّ، وإن أظهرتهم علينا فارزقني الشهادة، واعصم بقيّة أصحابي من الفتنة.[3] .

وزاد في البداية والنهاية: ثمّ تقدّم عليّ وهو في القلب في أهل المدينة، وعلي ميمنته يومئذٍ عبد اللَّه بن بديل، وعلي الميسرة عبد اللَّه بن عبّاس، وعلي القرّاء عمّار ابن ياسر وقيس بن سعد، والناس علي راياتهم فزحف بهم إلي القوم.[4] .

2466- الإمام عليّ عليه السلام- يوم صفّين-: اللهمّ إليک رُفعت الأبصار، وبُسطت الأيدي، ونُقلت الأقدام، ودعت الألسن، وأفضت القلوب، وتحوکم إليک في الأعمال، فاحکم بيننا وبينهم بالحقّ وأنت خير الفاتحين. اللهمّ إنّا نشکو إليک غيبة نبيّنا وقلّة عددنا وکثرة عدوّنا وتشتّت أهوائنا وشدّة الزمان وظهور الفتن. أعنّا عليهم بفتح تعجّله، ونصر تُعزّ به سلطان الحقّ وتظهره.[5] .

2467- عنه عليه السلام- في دعائه عند ابتداء القتال يوم صفّين لمّا زحفوا باللواء-: بسم اللَّه الرحمن الرحيم

لا حول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم، اللهمّ إيّاک نعبد وإيّاک نستعين، يا اللَّه يا رحمن يا رحيم، يا أحد يا صمد يا إله محمّد، إليک نقلت الأقدام، وأفضت

[صفحه 105]

القلوب، وشخصت الأبصار، ومدّت الأعناق، وطلبت الحوائج، ورفعت الأيدي، اللهمّ افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين.

ثمّ قال: لا إله إلّا اللَّه واللَّه أکبر- ثلاثاً-.[6] .



صفحه 104، 105.





  1. غاضَه: أي نَقَصَهُ (لسان العرب: 201:7).
  2. السِّبْطُ: الاُمّة والطائفَةُ (النهاية: 334:2).
  3. تاريخ الطبري: 14:5؛ نهج البلاغة: الخطبة 171 وليس فيه من «وربّ الفلک» إلي «بالعالم»، مهج الدعوات: 133 عن يعقوب بن شعيب، المصباح للکفعمي: 403 کلاهما عن الإمام الصادق عنه عليهم السلام، وقعة صفّين: 232، بحارالأنوار: 241:94.
  4. البداية والنهاية: 263:7.
  5. وقعة صفّين: 231، بحارالأنوار: 399:461:32؛ شرح نهج البلاغة: 176:5 کلّها عن عبد الواحد بن حسّان العجلي عمّن حدّثه.
  6. مهج الدعوات: 127، وقعة صفّين: 477 عن جابر بن عُمير الأنصاري؛ شرح نهج البلاغة: 211:2، ينابيع المودّة: 11:2 وزاد فيها «اللهمّ إنّا نشکو إليک غيبة نبيّنا وکثرة عدوّنا وتشتّت أهوائنا» قبل «اللهمّ افتح» وراجع کتاب سليم بن قيس: 59:902:2.