بداية القتال











بداية القتال



2459- تاريخ الطبري عن عبد الملک بن أبي حرّة الحنفي- في بيان ابتداء الحرب في ذي الحجّة-: أخذ عليّ يأمر الرجل ذا الشرف فيخرج معه جماعة، ويخرج اليه من أصحاب معاوية آخر معه جماعة، فيقتتلان في خيلهما ورجالهما ثمّ ينصرفان، وأخذوا يکرهون أن يلقوا بجمع أهل العراق أهل الشام لما يتخوّفون أن يکون في ذلک من الاستئصال والهلاک، فکان عليّ يُخرج مرّة الأشتر، ومرّة حجر بن عديّ الکندي، ومرّة شبث بن ربعي، ومرّة خالد بن المعمر، ومرّة زياد بن النضر الحارثي، ومرّة زياد بن خصفة التيمي، ومرّة سعيد بن قيس، ومرّة معقل بن قيس الرياحي، ومرّة قيس بن سعد، وکان أکثر القوم خروجاً اليهم الأشتر، وکان معاوية يُخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد المخزومي وأباالأعور السلمي، ومرّة حبيب بن مسلمة الفهري، ومرّة ابن ذي الکلاع الحميري، ومرّة عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب، ومرّة شرحبيل بن السمط الکندي، ومرّة حمزة بن

[صفحه 94]

مالک الهمداني، فاقتتلوا من ذي الحجّة کلّها وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرّتين أوّله وآخره.

قال أبومخنف: حدّثني عبد اللَّه بن عاصم الفائشي قال: حدثني رجل من قومي أنّ الأشتر خرج يوماً يقاتل بصفّين في رجال من القراء ورجال من فرسان العرب، فاشتدّ قتالهم فخرج علينا رجل واللَّه لقلّما رأيت رجلاً قطّ هو أطول ولا أعظم منه، فدعا إلي المبارزة فلم يخرج إليه أحد إلّا الأشتر، فاختلفا ضربتين فضربه الأشتر فقتله، وايمُ اللَّه، لقد کنا أشفقنا عليه، وسألناه ألّا يخرج إليه، فلمّا قتله الأشتر نادي منادٍ من أصحابه:


يا سهمُ سهم بن أبي العيزار
يا خير مَن نعلمه من زار


وزارة: حيّ من الأزد. وقال: أقسم باللَّه لأقتلنّ قاتلک أو ليقتلني. فخرج فحمل علي الأشتر وعطف عليه الأشتر فضربه، فإذا هو بين يدي فرسه، وحمل عليه أصحابه فاستنقذوه جريحاً. فقال أبورفيقة الفهمي: هذا کان ناراً فصادف إعصاراً. واقتتل الناس ذا الحجّة کلّه، فلما انقضي ذو الحجّة تداعي الناس إلي أن يکفّ بعضهم عن بعض المحرم، لعلّ اللَّه أن يجري صلحاً أو اجتماعاً، فکفّ بعضهم عن بعض.[1] .



صفحه 94.





  1. تاريخ الطبري: 574:4؛ وقعة صفّين: 195.