مكافأة الإساءة بالإحسان











مکافأة الإساءة بالإحسان



2453- الکامل في التاريخ- في ذکر القتال علي الماء-: قاتلوهم حتي خلّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليّ، فقالوا: واللَّه، لا نسقيه أهل الشام!

فأرسل عليّ إلي أصحابه: أن خذوا من الماء حاجتکم، وخلّوا عنهم، فإنّ اللَّه نصرکم ببغيهم وظلمهم.[1] .

[صفحه 90]

2454- مروج الذهب- بعد أن کشف جند الإمام عليّ عليه السلام جند معاوية عن الماء-: قال معاوية لعمرو بن العاص: يا أباعبد اللَّه، ما ظنّک بالرجل،أتراه يمنعنا الماء لمنعنا إيّاه؟ وقد کان انحاز بأهل الشام إلي ناحية في البرّ نائية عن الماء.

فقال له عمرو: لا، إنّ الرجل جاء لغير هذا، وإنّه لا يرضي حتي تدخل في طاعته، أو يقطع حبل عاتقک.

فأرسل إليه معاوية يستأذنه في وروده مشرعته، واستقاء الناس مِن طريقه، ودخول رسله في عسکره. فأباحه عليّ کلَّ ما سأل وطلب منه.[2] .

2455- الأخبار الطوال- بعد منع معاوية الماء علي جيش الإمام عليّ عليه السلام-: فلمّا أصبح زاحف أباالأعور، فاقتتلوا، وصدقهم الأشتر والأشعث حتي نفيا أباالأعور وأصحابه عن الشريعة، وصارت في أيديهما.

فقال عمرو بن العاص لمعاوية: ما ظنّک بالقوم اليوم إن منعوک الماء کما منعتهم أمس؟

فقال معاوية: دع ما مضي، ما ظنّک بعليّ؟

قال: ظنّي أنّه لا يستحلّ منک ما استحللت منه؛ لأنّه أتاک في غير أمر الماء.

ثمّ توادع الناس، وکفّ بعضهم عن بعض، وأمر عليّ ألّا يُمنع أهل الشام من الماء، فکانوا يسقون جميعاً.[3] .

2456- شرح نهج البلاغة- في ذکر القتال علي الماء واستيلاء أصحاب الإمام عليه-: فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أميرالمؤمنين! کما منعوک،

[صفحه 91]

ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجة لک إلي الحرب.

فقال: لا واللَّه، لا اُکافئُهم بمثل فعلهم، أفسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلک.[4] .



صفحه 90، 91.





  1. الکامل في التاريخ: 365:2، تاريخ الطبري: 572:4؛ وقعة صفّين: 162 کلاهما نحوه وراجع الفتوح: 10 و 11.
  2. مروج الذهب: 386:2.
  3. الأخبار الطوال: 169، الفتوح: 11:3، الإمامة والسياسة: 126:1؛ وقعة صفّين: 186 کلّها نحوه.
  4. شرح نهج البلاغة: 24:1 وج331:3 نحوه، ينابيع المودّة: 451:1؛ بحارالأنوار: 443:32.