مرور الجيش بالأنبار











مرور الجيش بالأنبار



2431- وقعة صفّين عن حبّة العُرَني: وجاء عليّ حتي مرّ بالأنبار، فاستقبله

[صفحه 63]

بنو خُشنوشک[1] دهاقنتها. فلما استقبلوه نزلوا ثمّ جاؤوا يشتدّون معه قال: ما هذه الدوابّ التي معکم؟ وما أردتم بهذا الذي صنعتم؟

قالوا: أمّا هذا الذي صنعنا فهو خُلق منّا نعظّم به الاُمراء. وأمّا هذه البراذين فهديّة لک. وقد صنعنا لک وللمسلمين طعاماً، وهيّأنا لدوابّکم علفاً کثيراً.

قال: أمّا هذا الذي زعمتم أنّه منکم خُلق تعظّمون به الاُمراء فواللَّه، ما ينفع هذا الاُمراء، وإنّکم لتشقّون به علي أنفسکم وأبدانکم، فلا تعودوا له. وأمّا دوابّکم هذه فإن أحببتم أن نأخذها منکم فنحسبها من خراجکم أخذناها منکم. وأمّا طعامکم الذي صنعتم لنا فإنّا نکره أن نأکل من أموالکم شيئاً إلّا بثمن.

قالوا: يا أميرالمؤمنين، نحن نقوِّمه ثمّ نقبل ثمنه.

قال: إذاً لا تقوّمونه قيمته، نحن نکتفي بما دونه.

قالوا: يا أميرالمؤمنين، فإنّ لنا من العرب مواليَ ومعارفَ، فتمنعنا أن نهدي لهم وتمنعهم أن يقبلوا منا؟

قال: کلّ العرب لکم موالٍ، وليس ينبغي لأحد من المسلمين أن يقبل هديّتکم. وإن غصبکم أحدٌ فأعلمونا.

قالوا: يا أميرالمؤمنين، إنّا نحبّ أن تقبل هديّتنا وکرامتنا.

قال لهم: ويحکم، نحن أغني منکم. فترکهم ثمّ سار.[2] .

[صفحه 64]



صفحه 63، 64.





  1. قال سليمان بن الربيع بن هشام النهدي أحد رواة کتاب صفّين: خُشْ: طيب. نُوشَک: راض. يعني بني الطيّب الراضي، بالفارسيّة (انظر وقعة صفّين: 144).
  2. وقعة صفّين: 143، بحارالأنوار: 424:32.