مرور الجيش بالمدائن
جرتِ الرياحُ علي مکان ديارِهم فقال عليّ: أفلا قلت: «کَمْ تَرَکُواْ مِن جَنَّتٍ وَ عُيُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقَامٍ کَرِيمٍ وَ نَعْمَةٍ کَانُواْ فِيهَا فَکِهِينَ کَذَ لِکَ وَ أَوْرَثْنَهَا قَوْمًاء َاخَرِينَ فَمَا بَکَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَآءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا کَانُواْ مُنظَرِينَ»؟[3] إنّ هؤلاء کانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إنّ هؤلاء لم يشکروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية. إيّاکم وکفر النعم لا تحلّ بکم النِّقم. ثمّ قال: انزلوا بهذه النَّجوة.[4] [5] . [صفحه 62] 2429- وقعة صفّين عن الأصبغ بن نباتة: إنّ رجلاً سأل عليّاً بالمدائن عن وضوء رسول اللَّه عليه الصلاة والسلام، فدعا بمِخْضَبٍ[6] من بِرامٍ قد نَصَفَه الماء. قال عليّ: مَن السائل عن وضوء رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقام الرجل، فتوضّأ عليٌّ ثلاثاً ثلاثاً، ومسح برأسه واحدة، وقال: هکذا رأيت رسول اللَّه يتوضّأ.[7] . 2430- وقعة صفّين عن حَبّة العُرَني: أمر عليّ بن أبي طالب الحارث الأعور فصاح في أهل المدائن: من کان من المقاتلة فليوافِ أميرالمؤمنين صلاة العصر. فوافوه في تلک الساعة، فحمد اللَّه وأثني عليه وقال: أمّا بعد فإنّي قد تعجبت من تخلّفکم عن دعوتکم، وانقطاعکم عن أهل مصرکم في هذه المساکن الظالم أهلُها، والهالک أکثر سکانها، لا معروفاً تأمرون به، ولا منکراً تنهون عنه. قالوا: يا أميرالمؤمنين! إنّا کنّا ننتظر أمرک ورأيک، مُرنا بما أحببت. فسار وخلّف عليهم عديّ بن حاتم، فأقام عليهم ثلاثاً ثمّ خرج في ثمانمائة، وخلّف ابنه يزيد فلحقه في أربعمائة رجل منهم، ثمّ لحق عليّاً.[8] .
2428- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: ثمّ مضي نحو ساباط[1] حتي انتهي إلي مدينة بهرسير،[2] وإذا رجل من أصحابه يقال له حرّ بن سهم بن طريف من بني ربيعة بن مالک، ينظر إلي آثار کسري، وهو يتمثّل قول ابن يعفر التميمي:
فکأنّما کانوا علي ميعاد
صفحه 62.