اعلان الحرب
[صفحه 53] أمّا بعد؛ فإذا أتاک کتابي هذا، فاحمل معاوية علي الفصل، وخذه بالأمر الجزم، ثمّ خيّره بين حرب مجلية، أو سلم محظية، فإن اختار الحرب فانبذ له، وإن اختار السلم فخذ بيعته. فلمّا انتهي الکتاب إلي جرير أتي معاوية فأقرأه الکتاب، فقال له: يا معاوية، إنّه لا يُطبع علي قلب إلّا بذنب، ولا يُشرح صدر إلّا بتوبة، ولا أظنّ قلبک إلّا مطبوعاً. أراک قد وقفت بين الحقّ والباطل کأنّک تنتظر شيئاً في يدي غيرک. فقال معاوية: ألقاک بالفيصل أوّل مجلس إن شاء اللَّه. فلمّا بايع معاوية أهل الشام وذاقهم قال: يا جرير! الحق بصاحبک. وکتب إليه بالحرب، وکتب في أسفل کتابه بقول کعب بن جعيل: أري الشامَ تکره مُلکَ العراقِ وکلّ لصاحبه مُبغضٌ [صفحه 55]
2420- وقعة صفّين عن محمّد وصالح بن صدقة: کتب عليّ عليه السلام إلي جرير [رسوله إلي معاوية] بعد ذلک:
وأهلُ العراقِ لها کارهونا
يري کلّ ما کان من ذاک دينا[1] .
صفحه 53، 55.