استغلال قميص عثمان











استغلال قميص عثمان



2414- تاريخ الطبري عن محمّد وطلحة: کان أهل الشام لمّا قدم عليهم النعمان بن بشير بقميص عثمان الذي قتل فيه مخضّباً بدمه، وبأصابع نائلة زوجته مقطوعة بالبراجم؛ إصبعان منها، وشي ء من الکفّ، وإصبعان مقطوعتان من اُصولهما، ونصف الإبهام، وضع معاوية القميص علي المنبر، وکتب بالخبر إلي الأجناد.

وثاب إليه الناس، وبکوا سنة[1] وهو علي المنبر والأصابع معلّقة فيه، وآلي الرجال من أهل الشام ألّا يأتوا النساء، ولا يمسّهم الماء للغسل إلّا من احتلام، ولا يناموا علي الفرش حتي يقتلوا قتلة عثمان، ومن عرض دونهم بشي ء أو تفني أرواحهم. فمکثوا حول القميص سنة، والقميص يوضع کلّ يوم علي المنبر ويجلّله أحياناً فيلبسه، وعلّق في أردانه أصابع نائلة.[2] .

2415- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: لمّا بلغ معاوية بن أبي سفيان مکان عليّ عليه السلام بالنخيلة ومعسکره بها- ومعاوية بدمشق قد ألبس منبر دمشق قميص عثمان-

[صفحه 50]

وهو مخضّب بالدم، وحول المنبر سبعون ألف شيخ يبکون حوله لا تجفّ دموعهم علي عثمان- خطب معاوية أهل الشام فقال:

يا أهل الشام! قد کنتم تکذّبوني في عليّ، وقد استبان لکم أمره، واللَّه، ما قتل خليفتکم غيره، وهو أمر بقتله، وألّب الناس عليه، وآوي قتلته، وهم جنده وأنصاره وأعوانه، وقد خرج بهم قاصداً بلادکم وديارکم لإبادتکم.

يا أهل الشام! اللَّهَ اللَّهَ في عثمان! فأنا وليّ عثمان وأحقّ من طلب بدمه، وقد جعل اللَّه لوليّ المظلوم سلطاناً، فانصروا خليفتکم المظلوم؛ فقد صنع به القوم ما تعلمون، قتلوه ظلماً وبغياً، وقد أمر اللَّه بقتال الفئة الباغية حتي تفي ء إلي أمر اللَّه. ثمّ نزل.[3] .

راجع:أهداف معاوية في حرب الدعاية وحکمة أجوبة الإمام.



صفحه 50.





  1. في الکامل في التاريخ: «فبکوا علي القميص مدّة»، وهو الأصحّ.
  2. تاريخ الطبري: 562:4، الکامل في التاريخ: 359:2 نحوه وراجع البداية والنهاية: 228:7.
  3. وقعة صفّين: 127 وراجع البداية والنهاية: 230:7.