وعد المؤازرة المشروطة











وعد المؤازرة المشروطة



2410- تاريخ الطبري: خرج عمرو بن العاص ومعه ابناه حتي قدم علي معاوية، فوجد أهل الشام يحضّون معاوية علي الطلب بدم عثمان، فقال عمرو بن العاص: أنتم علي الحقّ، اطلبوا بدم الخليفة المظلوم. ومعاوية لا يلتفت إلي قول عمرو.[1] .

2411- تاريخ اليعقوبي- في ذکر قدوم عمرو بن العاص علي معاوية وبيعته له-: فقدم علي معاوية، فذاکره أمره، فقال له: أمّا عليّ، فواللَّه، لا تساوي العرب بينک وبينه في شي ء من الأشياء، وإنّ له في الحرب لحظّاً ما هو لأحد من قريش إلّا أن تظلمه.

قال: صدقت، ولکنّا نقاتله علي ما في أيدينا، ونلزمه قتل عثمان.

قال عمرو: واسوءتاه! إنّ أحقّ الناس ألّا يذکر عثمان لا أنا ولا أنت.

قال: ولِمَ ويحک؟ قال: أمّا أنت فخذلته ومعک أهل الشام حتي استغاث بيزيد بن أسد البجلي، فسار إليه؛ وأمّا أنا فترکته عياناً، وهربت إلي فلسطين.

فقال معاوية: دعني من هذا مدّ يدک فبايعني!

قال: لا، لعمر اللَّه، لا اُعطيک ديني حتي آخذ من دنياک.

قال له معاوية: لک مصر طعمة، فغضب مروان بن الحکم، وقال: ما لي لا اُستشار؟

[صفحه 48]

فقال معاوية: اسکت، فانما يستشار بک.

فقال له معاوية: يا أباعبد اللَّه، بت عندنا الليلة. وکره أن يُفسد عليه الناس، فبات عمرو، وهو يقول:


مُعاوِيَ لا أعطيکَ ديني، ولم أنل
به منک دنيا، فانظُرَن کيف تصنعُ


فإن تُعطني مِصراً فأربح بصفقة
أخذتَ بها شيخاً يضرّ وينفعُ


وَما الدينُ والدنيا سواءٌ، وإنّني
لآخذ ما اُعطي، ورأسي مُقنعُ


ولکنّني اُعطيک هذا، وإنني
لأخدع نفسي، والمخادع يُخدعُ


أاُعطيک أمراً فيه للملک قوّةٌ
وأبقي له، إن زلّت النعل اُخدعُ؟


وتمنعُني مِصراً، وليست برغبة
وإنّ ثري القَنُوع يوماً لَمُولَعُ


فکتب له بمصر شرطاً، وأشهد له شهوداً، وختم الشرط، وبايعه عمرو، وتعاهدا علي الوفاء.[2] .

2412- سير أعلام النبلاء عن يزيد بن أبي حبيب وعبد الواحد بن أبي عون: لمّا صار الأمر في يد معاوية، استکثر مصر طعمة لعمرو ما عاش، ورأي عمرو أنّ الأمر کلّه قد صلح به وبتدبيره، وظنّ أنّ معاوية سيزيده الشام، فلم يفعل، فتنکّر له عمرو. فاختلفا وتغالظا، فأصلح بينهما معاوية بن حديج، وکتب بينهما کتاباً بأنّ: لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وأشهد عليهما شهوداً، وسار عمرو إلي مصر سنة تسع وثلاثين، فمکث نحو ثلاث سنين، ومات.[3] .

2413- الإمام عليّ عليه السلام- في ذکر عمرو بن العاص-: إنّه لم يبايع معاوية حتي

[صفحه 49]

شرط أن يؤتيه أتيّة، ويرضخ له علي ترک الدين رضيخة.[4] .

راجع: أهداف معاوية في حرب الدعاية وحکمة أجوبة الإمام.



صفحه 48، 49.





  1. تاريخ الطبري: 560:4، الکامل في التاريخ: 358:2.
  2. تاريخ اليعقوبي: 186:2 وراجع وقعة صفّين: 38 وتاريخ دمشق: 170:46 والعقد الفريد: 339:3.
  3. سير أعلام النبلاء: 15:73:3.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 84، الاحتجاج: 96:434:1، شرح المائة کلمة: 162، بحارالأنوار: 509:221:33.