الاستعانة بعمرو بن العاص











الاستعانة بعمرو بن العاص



2409- وقعة صفّين عن عمر بن سعد ومحمّد بن عبيد اللَّه: کتب معاوية إلي عمرو وهو بالبيع من فلسطين: أمّا بعد؛ فإنّه کان من أمر علي وطلحة والزبير ما قد بلغک. وقد سقط إلينا مروان بن الحکم في رافضة أهل البصرة، وقدم علينا جرير بن عبد اللَّه في بيعة علي، وقد حبست نفسي عليک حتي تأتيني. أقبل اُذاکرک أمراً.

فلما قرئ الکتاب علي عمرو استشار ابنيه عبد اللَّه ومحمّداً فقال: ابنيَّ، ما تريان؟

فقال عبد اللَّه: أري أنّ نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله قُبض وهو عنک راضٍ، والخليفتان من بعده، وقُتل عثمان وأنت عنه غائب. فقرَّ في منزلک فلست مجعولاً خليفة، ولا تريد أن تکون حاشية لمعاوية علي دنيا قليلة، أوشک أن تهلک فتشقي فيها.

وقال محمّد: أري أنک شيخ قريش وصاحب أمرها، وإن تصرّم هذا الأمر وأنت فيه خامل تصاغر أمرک، فالحق بجماعة أهل الشام فکن يداً من أياديها، واطلب بدم عثمان، فإنّک قد استنمت فيه إلي بني اُميّة.

فقال عمرو: أمّا أنت يا عبد اللَّه فأمرتني بما هو خير لي في ديني، وأمّا أنت يا محمّد فأمرتني بما هو خير لي في دنياي، وأنا ناظر فيه.[1] .

[صفحه 47]



صفحه 47.





  1. وقعة صفّين: 34، بحارالأنوار: 370:32؛ شرح نهج البلاغة: 61:2.