دفع الإمام للحديث ضدّ الخلفاء











دفع الإمام للحديث ضدّ الخلفاء



يعرف معاوية جيّداً أنّ عليّاً عليه السلام يعدّ نفسه هو الخليفة بلا فصل بعد النبيّ صلي الله عليه و آله وأنّ الإمام يعتقد بأنّه قد أصابه الظلم في هذه الواقعة، ولذلک اعتصم بالمقاومة وامتنع عن بيعة أبي بکر ما کانت زوجته فاطمة الزهراء عليهاالسلام بضعة النبي صلي الله عليه و آله علي قيد الحياة. بيدَ أنّ الإمام لم يکن يري من المصلحة أن يجهر بهذا الأمر، لما يفضي إليه ذلک من وقوع الفرقة في المجتمع الإسلامي، وتصدّع الکيان السياسي للمسلمين.

[صفحه 39]

وفي هذا الاتّجاه کانت إحدي أهداف معاوية من حربه الدعائيّة أن يدفع الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام للتعريض بالخليفتين الأوّل والثاني، لکي يصيِّر ذلک ذريعة إلي محاصرته أمام الرأي العام وإحراجه، ووسيلة إلي بثّ الفرقة بين أنصاره وأتباعه.

يقول النقيب أبوجعفر بهذا الشأن: «کان معاوية يتسقّط علياً وينعي عليه ما عساه يذکره من حال أبي بکر وعمر، وأنّهما غصباه حقّه، ولا يزال يکيده بالکتاب يکتبه، والرسالة يبعثها يطلب غِرّته، لينفث بما في صدره من حال أبي بکر وعمر، إمّا مکاتبة أو مراسلة، فيجعل ذلک حجّة عليه عند أهل الشام...

فکانت هذه الطامّة الکبري ليست مقتصرة علي فساد أهل الشام عليه، بل وأهل العراق الذين هم جنده وبطانته وأنصاره؛ لأنّهم کانوا يعتقدون إمامة الشيخين، إلّا القليل الشاذّ من خواصّ الشيعة».[1] .



صفحه 39.





  1. شرح نهج البلاغة: 184:15.