خروج بقايا من الخوارج











خروج بقايا من الخوارج



2745- الکامل في التاريخ: لمّا قُتل أهل النهروان، خرج أشرس بن عوف الشيباني علي عليّ- بالدسکرة- في مائتين، ثمّ سار إلي الأنبار، فوجّه إليه عليّ الأبرش بن حسّان في ثلاثمائة فواقعه، فقُتل أشرس في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج هلال بن عُلّفة- من تيم الرباب- ومعه أخوه مجالد، فأتي ماسَبَذان،[1] فوجّه إليه عليّ معقل بن قيس الرياحي فقتله وقتل أصحابه، وهم أکثر من مائتين، وکان قتلهم في جمادي الاُولي سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج الأشهب بن بشر، وقيل: الأشعث- وهو من بجيلة- في مائة وثمانين رجلاً، فأتي المعرکة التي اُصيب فيها هلال وأصحابه، فصلّي عليهم ودفن من

[صفحه 388]

قدر عليه منهم.

فوجّه إليهم عليّ جارية بن قدامة السعدي، وقيل: حجر بن عدي، فأقبل إليهم الأشهب، فاقتتلا بجرجرايا[2] من أرض جوخا،[3] فقُتل الأشهب وأصحابه في جمادي الآخرة سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج سعيد بن قفل التيمي- من تيم اللَّه بن ثعلبة- في رجب بالبندنيجين ومعه مائتا رجل فأتي درزنجان-[4] وهي من المدائن علي فرسخين- فخرج إليهم سعد بن مسعود فقتلهم في رجب سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج أبومريم السعدي التميمي، فأتي شهرزور،[5] وأکثر من معه من الموالي، وقيل: لم يکن معه من العرب غير ستّة نفر هو أحدهم، واجتمع معه مائتا رجل، وقيل: أربعمائة، وعاد حتي نزل علي خمسة فراسخ من الکوفة.

فأرسل إليه عليّ يدعوه إلي بيعته ودخول الکوفة، فلم يفعل، وقال: ليس بيننا غير الحرب.

فبعث إليه عليّ شريح بن هانئ في سبعمائة، فحمل الخوارج علي شريح

[صفحه 389]

وأصحابه فانکشفوا، وبقي شريح في مائتين، فانحاز إلي قرية، فتراجع إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الکوفة.

فخرج عليّ بنفسه وقدّم بين يديه جارية بن قدامة السعدي، فدعاهم جارية إلي طاعة عليّ وحذّرهم القتل فلم يجيبوا، ولحقهم عليّ أيضاً فدعاهم فأبوا عليه وعلي أصحابه، فقتلهم أصحاب عليّ ولم يسلم منهم غير خمسين رجلاً استأمنوا فآمنهم.

وکان في الخوارج أربعون رجلاً جرحي، فأمر عليّ بإدخالهم الکوفة ومداواتهم حتي برؤوا، وکان قتلهم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين؛ وکانوا من أشجع من قاتل من الخوارج، ولجرأتهم قاربوا الکوفة.[6] .

[صفحه 391]



صفحه 388، 389، 391.





  1. ماسَبَذان: مدينة من مدن پيشکوه في محافظة لرستان الإيرانيّة ويقال لها سِيْرَوان، وهي مدينة قديمة بين جبال وشعاب، وفيها عيون ماء تجري وسط المدينة (راجع تقويم البلدان: 415).
  2. جَرْجَرايا: بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط، من توابع النهروان السفلي (راجع تقويم البلدان: 305).
  3. جُوخا: اسم نهر عليه کورة واسعة في سواد بغداد، وهو بين خانقين وخوزستان (معجم البلدان: 179:2).
  4. کذا في المصدر، والصحيح کما في أنساب الأشراف ومعجم البلدان «دَرْزِيْجان»: وهي قرية کبيرة تحت بغداد علي ثلاثة فراسخ منها علي دجلة بالجانب الغربي، وهي من مدن الأکاسرة وإحدي المدائن السبع. وأصل اسمها درزبندان (راجع معجم البلدان: 450:2).
  5. شَهْرُزُور: بلدة بين الموصل وهمدان بناها زور بن الضحّاک، وتعرف اليوم باسم زوردر جنوب شرقي السليمانيّة قرب الحدود العراقيّة الإيرانيّة (راجع تقويم البلدان: 413).
  6. الکامل في التاريخ: 423:2، أنساب الأشراف: 248 -239:3.