اتّهام الإمام بقتل عثمان
[صفحه 38] باتّجاه تمهيد الأجواء للاصطدام العسکري المباشر معه بذريعة الطلب بدم عثمان، ومن ثمّ تهيئة المناخ اللازم لوصول معاوية نفسه إلي السلطة. کثيرة هي الوثائق التأريخيّة التي تثبت صحّة هذا الادّعاء.[1] فقد انتهج معاوية هذه السياسة الشيطانيّة بوضوح حتي قبل مقتل عثمان، حينما تباطأ عن نصرته. وقد بلغ من شدّة جلاء هذا الأمر أنّ عثمان حينما رأي إهمال معاوية لمؤازرته برغم إصراره في أن يبعث إليه بقوّة تحميه في مقابل الثائرين؛ قال له صراحة: «أردت أن اُقتل فتقول: أنا وليّ الثأر»![2] .
يرکّز الشطر الأعظم من کتب معاوية إلي الإمام علي هذا الموضوع. أمّا البواعث التي أملت علي معاوية اتّهام الإمام بالتورّط بقتل عثمان، فقد تمثّلت- من جهة- بالطعن بأهليّة الإمام في تسنّم الخلافة، کما تحرّکت- من جهة ثانية-
صفحه 38.