استبشار الناس بظهور آية من آيات النبوّة











استبشار الناس بظهور آية من آيات النبوّة



2732- مسند ابن حنبل عن أبي کثير مولي الأنصار: کنت مع سيّدي مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قُتل أهل النهروان، فکأنّ الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم.

فقال عليّ رضي الله عنه: يا أيّها الناس! إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قد حدّثنا بأقوام يمرقون من الدين کما يمرق السهم من الرميّة، ثمّ لا يرجعون فيه أبداً حتي يرجع السهم علي فوقه، وإنّ آية ذلک أنّ فيهم رجلاً أسود مُخدَج[1] اليد، إحدي يديه کثدي المرأة، لها حلمة کحلمة ثدي المرأة، حوله سبع هلبات، فالتمسوه، فإنّي أراه فيهم.

فالتمسوه فوجدوه إلي شفير النهر تحت القتلي، فأخرجوه.

فکبّر عليّ رضي الله عنه فقال: اللَّه أکبر، صدق اللَّه ورسوله، وإنّه لمتقلّد قوساً له عربيّة، فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مُخدجته ويقول: صدق اللَّه ورسوله، وکبّر الناس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما کانوا يجدون.[2] .

2733- صحيح مسلم عن بسر بن سعيد عن عبيد اللَّه بن أبي رافع: إنّ الحروريّة لمّا

[صفحه 380]

خرجت- وهو مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه- قالوا: لا حکم إلّا للَّه.

قال عليّ: کلمة حقّ اُريد بها باطل، إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وصف ناساً إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم- وأشار إلي حلقه- من أبغض خلق اللَّه إليه منهم أسود، إحدي يديه طبي شاة أو حلمة ثدي.

فلمّا قتلهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئاً.

فقال: ارجعوا، فواللَّه! ما کذبت ولا کذبت- مرّتين أو ثلاثاً- ثمّ وجدوه في خربة، فأتوا به حتي وضعوه بين يديه.

قال عبيد اللَّه: وأنا حاضر ذلک من أمرهم، وقول عليّ فيهم.[3] .

2734- مروج الذهب: کان جملة من قتل من أصحاب عليّ تسعة، ولم يفلت من الخوارج إلّا عشرة، وأتي عليّ علي القوم، وهم أربعة آلاف، فيهم المخدج ذو الثديّة إلّا من ذکرنا من هؤلاء العشرة.

وأمر عليّ بطلب المخدج، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقام عليّ وعليه أثر الحزن لفقد المخدج، فانتهي إلي قتلي بعضهم فوق بعض.

فقال: أفرجوا. ففرجوا يميناً وشمالاً واستخرجوه.

فقال عليّ رضي الله عنه: اللَّه أکبر، ما کَذبتُ علي محمّد، وإنّه لناقص اليد ليس فيها عظم، طرفها حلمة مثل ثدي المرأة، عليها خمس شعرات أو سبع، رؤوسها معقفة، ثمّ قال: ائتوني به.

فنظر إلي عضده، فإذا لحم مجتمع علي منکبه کثدي المرأة عليه شعرات سود

[صفحه 381]

إذا مدت اللحمة امتدت، حتي تحاذي بطن يده الاُخري، ثمّ تترک فتعود إلي منکبه. فثني رجله ونزل، وخر للَّه ساجداً.[4] .

2735- تاريخ الطبري عن عبد الملک بن أبي حرّة: إنّ عليّاً خرج في طلب ذي الثديّة ومعه سليمان بن ثمامة الحنفي أبوجبرة، والريان بن صبرة بن هوذة، فوجده الريان ابن صبرة بن هوذة في حفرة علي شاطئ النهر في أربعين أو خمسين قتيلاً.

قال: فلمّا استخرج نظر إلي عضده، فإذا لحم مجتمع علي منکبه کثدي المرأة، له حلمة عليها شعرات سود، فإذا مدّت امتدّت حتي تحاذي طول يده الاُخري، ثمّ تترک فتعود إلي منکبه کثدي المرأة.

فلمّا استخرج قال عليّ: اللَّه أکبر! واللَّه ما کذبتُ ولا کُذبت، أما واللَّه لولا أن تنکلوا عن العمل، لأخبرتکم بما قضي اللَّه علي لسان نبيّه صلي الله عليه و آله لمن قاتلهم مستبصراً في قتالهم،عارفاً للحقّ الذي نحن عليه.[5] .

2736- الکامل في التاريخ: قد روي جماعة أنّ عليّاً کان يحدّث أصحابه قبل ظهور الخوارج ؛ أنّ قوماً يخرجون يمرقون من الدين کما يمرق السهم من الرمية، علامتهم رجل مُخدَج اليد، سمعوا ذلک منه مراراً.

فلمّا خرج أهل النهروان سار بهم إليهم عليّ وکان منه معهم ما کان، فلمّا فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج، فالتمسوه، فقال بعضهم: ما نجده، حتي قال

[صفحه 382]

بعضهم: ما هو فيهم، وهو يقول:

واللَّه، إنّه لفيهم، واللَّه، ما کَذبت ولا کُذبت!

ثمّ إنّه جاءه رجل فبشّره، فقال: يا أميرالمؤمنين، قد وجدناه.[6] .



صفحه 380، 381، 382.





  1. مُخدَج اليد: ناقص اليد (لسان العرب: 248:2).
  2. مسند ابن حنبل: 672:191:1، البداية والنهاية: 294:7 وراجع تاريخ بغداد: 38:199:1.
  3. صحيح مسلم: 157:749:2، تاريخ بغداد: 5453:305:10.
  4. مروج الذهب: 417:2 وراجع سنن أبي داود: 4768:244:4 و ص 4769:245، مسند ابن حنبل: 848:230:1.
  5. تاريخ الطبري: 88:5 وراجع تاريخ بغداد: 3729:237:7 والمحاسن والمساوئ: 385 وکشف الغمّة: 267:1.
  6. الکامل في التاريخ: 407:2.