سرعة دمارهم











سرعة دمارهم



2728- تاريخ الطبري عن أبي سلمة الزهري: وبعث عليّ الأسود بن يزيد المرادي في ألفي فارس، حتي أتي حمزة بن سنان وهو في ثلاثمائة فارس من خيلهم... وأقبلت الخوارج، فلمّا أن دنوا من الناس نادوا يزيد بن قيس فکان يزيد بن قيس علي إصبهان فقالوا: يا يزيد بن قيس لا حکم إلّا للَّه وإن کرهت إصبهان، فناداهم عباس بن شريک وقبيصة بن ضُبيعة العبسيان يا أعداء اللَّه، أليس فيکم شُريح بن أوفي المسرف علي نفسه؟ هل أنتم إلّا أشباهه؟! قالوا: وما حجّتکم علي رجل کانت فيه فتنة وفينا توبة؟ ثمّ تنادوا: الرواح الرواح إلي الجنّة! فشدّوا علي الناس والخيل أمام الرجال، فلم تثبت خيل المسلمين لشدّتهم، وافترقت الخيل فرقتين: فرقة نحو الميمنة، واُخري نحو الميسرة، وأقبلوا نحو الرجال، فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف، فواللَّه ما لبّثوهم أن أناموهم.

[صفحه 378]

ثمّ إنّ حمزة بن سنان صاحب خيلهم لمّا رأي الهلاک، نادي أصحابه أن انزلوا، فذهبوا لينزلوا فلم يتقارّوا حتي حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي، وجاءتهم الخيل من نحو عليّ فأُهمِدوا في الساعة.[1] .

2729- تاريخ الطبري عن حکيم بن سعد- في وصف حرب النهروان-: ما هو إلّا أن لقينا أهل البصرة، فما لبثناهم، فکأنّما قيل لهم:موتوا، فماتوا قبل أن تشتدّ شوکتهم، وتعظم نکايتهم.[2] .

2730- الإمامة والسياسة عن الثعلبي: لقد رأيت الخوارج حين استقبلتهم الرماح والنبل کأنّهم معز اتّقت المطر بقرونها، ثمّ عطفت الخيل عليهم من الميمنة والميسرة، ونهض عليّ في القلب بالسيوف والرماح، فلا واللَّه ما لبثوا فُواقاً،[3] حتي صرعهم اللَّه، کأنّما قيل لهم: موتوا فماتوا.[4] .

2731- الأخبار الطوال- في ذکر بدء القتال-: قال عليّ لأصحابه:

لا تبدؤوهم بالقتال حتي يبدؤوکم.

فتنادت الخوارج: لا حکم إلّا للَّه وإن کره المشرکون، ثمّ شدّوا علي أصحاب عليّ شدّة رجل واحد، فلم تثبت خيل عليّ لشدّتهم، وافترقت الخوارج فرقتين: فرقة أخذت نحو الميمنة، وفرقة اُخري نحو الميسرة.

وعطف عليهم أصحاب عليّ، وحمل قيس بن معاوية البُرْجُمِي من أصحاب

[صفحه 379]

عليّ علي شريح بن أبي أوفي، فضربه بالسيف علي ساقه فأبانها فجعل يقاتل برجل واحدة وهو يقول: الفحل يحمي شَوْلَه معقولاً. فحمل عليه قيس بن سعد فقتله وقُتلت الخوارج کلّها ربضة واحدة.[5] .



صفحه 378، 379.





  1. تاريخ الطبري: 86:5، الکامل في التاريخ: 406:2، البداية والنهاية: 289:7 کلاهما نحوه من «ثمّ تنادوا».
  2. تاريخ الطبري: 87:5.
  3. الفواق: هو ما بين الحلْبَتين من الراحة (النهاية: 479:3).
  4. الإمامة والسياسة: 169:1.
  5. الأخبار الطوال: 210.