نزول الإمام علي فرسخين من النهروان











نزول الإمام علي فرسخين من النهروان



2705- الفتوح: سار عليّ رضي الله عنه حتي نزل علي فرسخين من النهروان، ثمّ دعا بغلامه فقال له: ارکب إلي هؤلاء القوم، وقل لهم عنّي: ما الذي حملکم علي الخروج عليَّ، ألم أقصد في حکمکم؟ ألم أعدل في قسمکم؟ ألم أقسم فيکم فيئکم؟ ألم أرحم صغيرکم؟ ألم اُوقّر کبيرکم؟ ألم تعلموا أنّي لم أتّخذکم خَولاً، ولم أجعل مالکم نفلاً؟ وانظر ماذا يردّون عليک، وإن شتموک فاحتمل، وإيّاک أن تردّ علي أحد منهم شيئاً.

فأقبل غلام عليّ حتي أشرف علي القوم بالنهروان، فقال لهم ما أمره به، فقالت له الخوارج: ارجع إلي صاحبک؛ فلسنا نجيبه إلي شي ء يريده أبداً، وإنّا

[صفحه 358]

نخاف أن يردّنا بکلامه الحسن کما ردّ إخواننا بحروراء عبد اللَّه بن الکوّاء وأصحابه، واللَّه تعالي يقول: «بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ»،[1] ومولاک عليّ منهم، فارجع إليه وخبّره بأنّ اجتماعنا هاهنا لجهاده ومحاربته، لا لغير ذلک.[2] .



صفحه 358.





  1. الزخرف: 58.
  2. الفتوح: 261:4.