اصرار الجيش علي قتال الخوارج قبل المسير











اصرار الجيش علي قتال الخوارج قبل المسير



2699- مروج الذهب: نزل عليّ الأنبار،[1] والتأمَت إليه العساکر، فخطب الناس، وحرّضهم علي الجهاد، وقال: سيروا إلي قتلة المهاجرين والأنصار قدماً؛ فإنّهم طالما سعوا في إطفاء نور اللَّه، وحرّضوا علي قتال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ومن معه.

ألا إنّ رسول اللَّه أمرني بقتال القاسطين؛ وهم هؤلاء الذين سرنا إليهم، والناکثين؛ وهم هؤلاء الذين فرغنا منهم، والمارقين؛ ولم نلقَهم بعد.

فسيروا إلي القاسطين؛ فهم أهمّ علينا من الخوارج، سيروا إلي قوم يقاتلونکم کيما يکونوا جبّارين، يتّخذهم الناس أرباباً، ويتّخذون عباد اللَّه خَولاً،[2] ومالهم دولاً.

فأبوا إلّا أن يبدؤوا بالخوارج، فسار عليّ إليهم.[3] .

2700- تاريخ الطبري عن أبي الصلت التيمي: بلغ عليّاً أنّ الناس يقولون: لو سار بنا إلي هذه الحروريّة فبدأنا بهم، فإذا فرغنا منهم وجهنا من وجّهنا ذلک إلي المحلّين. فقام في الناس، فحمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّه قد بلغني

[صفحه 354]

قولکم: لو أنّ أميرالمؤمنين سار بنا إلي هذه الخارجة التي خرجت عليه فبدأنا بهم، فإذا فرغنا منهم وجّهنا إلي المحلّين، وإنّ غير هذه الخارجة أهمّ إلينا منهم، فدعوا ذکرهم، وسيروا إلي قوم يقاتلونکم کيما يکونوا جبّارين ملوکاً، ويتّخذوا عباد اللَّه خَولاً.

فتنادي الناس من کلّ جانب: سِر بنا يا أميرالمؤمنين حيث أحببت.[4] .

2701- الإمامة والسياسة: قام عليّ فيهم [أهل الکوفة] خطيباً، فقال: أمّا بعد، فقد بلغني قولکم: لو أنّ أميرالمؤمنين سار بنا إلي هذه الخارجة التي خرجت علينا، فبدأنا بهم، إلّا أنّ غير هذه الخارجة أهمّ علي أميرالمؤمنين، سيروا إلي قوم يقاتلونکم کيما يکونوا في الأرض جبّارين ملوکاً، ويتّخذهم المؤمنون أرباباً، ويتّخذون عباد اللَّه خَولاً، ودعوا ذکر الخوارج.

قال: فنادي الناس من کلّ جانب: سِر بنا يا أميرالمؤمنين حيث أحببت، فنحن حزبک وأنصارک؛ نعادي من عاداک، ونُشايع من أناب إليک وإلي طاعتک، فسِر بنا إلي عدوّک کائناً من کان، فإنّک لن تؤتي من قلّة ولا ضعف؛ فإنّ قلوب شيعتک کقلب رجل واحد في الاجتماع علي نصرتک، والجدّ في جهاد عدوّک، فأبشر يا أميرالمؤمنين بالنصر، واشخص إلي أيّ الفريقين أحببت، فإنّا شيعتک التي ترجو في طاعتک وجهاد من خالفک صالح الثواب من اللَّه، تخاف من اللَّه في خذلانک والتخلّف عنک شديد الوبال.

فبايعوه علي التسليم والرضا، وشرط عليهم کتاب اللَّه وسنّة رسوله صلي الله عليه و آله.[5] .

[صفحه 355]



صفحه 354، 355.





  1. الأنْبار: من نواحي بغداد علي شاطئ الفرات علي بعد عشرة فراسخ، کان بها مقام السفّاح أوّل خلفاء بني العبّاس (تقويم البلدان: 301).
  2. أي خَدَماً وعبيداً (لسان العرب: 225:11).
  3. مروج الذهب: 415:2، مسند ابن حنبل: 706:198:1 وفيه «عن زيد بن وهب: لمّا خرجت الخوارج بالنهروان قام عليّ رضي الله عنه في أصحابه فقال: إنّ هؤلاء القوم قد سفکوا الدم الحرام، وأغاروا في سَرْح الناس، وهم أقرب العدوّ إليکم، وإن تسيروا إلي عدوّکم أنا أخاف أن يخلفکم هؤلاء في أعقابکم».
  4. تاريخ الطبري: 80:5، الکامل في التاريخ: 402:2.
  5. الإمامة والسياسة: 166:1.