استنصار الإمام الخوارج في قتال معاوية











استنصار الإمام الخوارج في قتال معاوية



2695- تاريخ الطبري عن عبد الملک بن أبي حرّة: کتب [عليّ عليه السلام] إلي الخوارج بالنهر:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم. من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلي زيد بن حصين، وعبد اللَّه بن وهب، ومن معهما من الناس.

أمّا بعد، فإنّ هذين الرجلين اللذين ارتضينا حکمهما قد خالفا کتاب اللَّه، واتّبعا أهواءهما بغير هديً من اللَّه، فلم يعملا بالسنّة، ولم يُنفذا للقرآن حکماً، فبرئ اللَّه ورسوله منهما والمؤمنون، فإذا بلغکم کتابي هذا فأقبِلوا؛ فإنّا سائرون إلي عدوّنا وعدوّکم، ونحن علي الأمر الأوّل الذي کنّا عليه. والسلام.

وکتبوا إليه: أمّا بعد، فإنّک لم تغضب لربّک، إنّما غضبت لنفسک، فإن شهدت علي نفسک بالکفر واستقبلت التوبة نظرنا فيما بيننا وبينک، وإلّا فقد نابذناک علي سواء، إنّ اللَّه لا يحبّ الخائنين.

[صفحه 351]

فلمّا قرأ کتابهم أيس منهم، فرأي أن يدَعهم ويمضي بالناس إلي أهل الشام حتي يلقاهم فيناجزهم.[1] .

2696- أنساب الأشراف عن أبي مجلز: بعث عليّ إلي الخوارج أن سيروا إلي حيث شئتم، ولا تفسدوا في الأرض؛ فإنّي غير هائجکم ما لم تحدثوا حدثاً.

فساروا حتي أتوا النهروان، وأجمع عليّ علي إتيان صفّين، وبلغ معاوية فسار حتي أتي صفّين.

وکتب عليّ إلي الخوارج- بالنهروان-: أمّا بعد، فقد جاءکم ما کنتم تريدون، قد تفرّق الحکمان علي غير حکومة ولا اتّفاق، فارجعوا إلي ما کنتم عليه، فإنّي اُريد المسير إلي الشام.

فأجابوه: أنّه لا يجوز لنا أن نتّخذک إماماً وقد کفرت حتي تشهد علي نفسک بالکفر، وتتوب کما تبنا، فإنّک لم تغضب للَّه، إنّما غضبت لنفسک.

فلمّا قرأ جواب کتابه إليهم يئس منهم، فرأي أن يمضي من معسکره بالنخيلة وقد کان عسکرَ بها حين جاء خبر الحکمين إلي الشام، وکتب إلي أهل البصرة في النهوض معه.[2] .



صفحه 351.





  1. تاريخ الطبري: 77:5، الکامل في التاريخ: 401:2، الأخبار الطوال: 206 نحوه وراجع البداية والنهاية: 287:7.
  2. أنساب الأشراف: 141:3.