خطبة الإمام قبل المسير إلي الشام
الحمد للَّه وإن أتي الدهر بالخطب الفادح، والحدثان الجليل، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول اللَّه. أمّا بعد، فإنّ المعصية تورث الحسرة، وتُعقب الندم، وقد کنت أمرتکم في هذين الرجلين وفي هذه الحکومة أمري، ونحلتکم رأيي، لو کان لقصير أمر! ولکن أبيتم إلّا ما أردتم، فکنت أنا وأنتم کما قال أخو هوازن: أمَرتُهم أمري بمُنعرجِ اللوي [صفحه 350] ألا إنّ هذين الرجلين اللذين اخترتموهما حکمين قد نبذا حکم القرآن وراء ظهورهما، وأحييا ما أمات القرآن، واتّبع کلّ واحد منهما هواه بغير هديً من اللَّه، فحکما بغير حجّة بيّنة، ولا سنّة ماضية، واختلفا في حکمهما، وکلاهما لم يرشد، فبرئ اللَّهُ منهما ورسولُه وصالحُ المؤمنين. استعدّوا وتأهّبوا للمسير إلي الشام، وأصبحوا في معسکرکم إن شاء اللَّه يوم الإثنين.[1] .
2694- تاريخ الطبري عن عبد الملک بن أبي حرّة: لمّا خرجت الخوارج وهرب أبوموسي إلي مکّة وردّ عليٌّ ابنَ عبّاس إلي البصرة، قام في الکوفة فخطبهم، فقال:
فلم يَستَبينوا الرُّشدَ إلّا ضُحَي الغَدِ
صفحه 350.