قتلهم ابن خباب وامرأته وهي حبلي











قتلهم ابن خباب وامرأته وهي حبلي



2692- مسند ابن حنبل عن أيّوب عن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس کان من الخوارج ثمّ فارقهم قال: دخلوا قرية، فخرج عبد اللَّه بن خبّاب، ذعراً يجرّ رداءه، فقالوا: لم تُرَعْ؟ قال: واللَّه لقد رعتموني!

قالوا: أنت عبد اللَّه بن خبّاب صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

قال: نعم. قالوا:[1] فهل سمعت من أبيک حديثاً يحدّثه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تحدّثناه؟

قال: نعم، سمعته يحدّث عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّه ذکر فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدرکتَ ذلک فکُن عبد اللَّه المقتول- قال أيّوب: ولا أعلمه إلّا قال: ولا تکُن عبد اللَّه القاتل-.

قالوا: أأنت سمعت هذا من أبيک يحدّثه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟

قال: نعم.

قال: فقدّموه علي ضفّة النهر، فضربوا عنقه، فسال دمه کأنّه شراک نعل ما ابذقرّ،[2] وبقروا اُمّ ولده عمّا في بطنها.[3] .

[صفحه 347]

2693- تاريخ الطبري عن حميد بن هلال: إنّ الخارجة التي أقبلت من البصرت جاءت حتي دنت من إخوانها بالنهر، فخرجت عصابة منهم، فإذا هم برجل يسوف بامرأة علي حمار، فعبروا إليه، فدعوه، فتهدّدوه وأفزعوه، وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه بن خبّاب صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. ثمّ أهوي إلي ثوبه يتناوله من الأرض، وکان سقط عنه لمّا أفزعوه.

فقالوا له: أفزعناک؟

قال: نعم.

قالوا له: لا رَوع عليک، فحدّثنا عن أبيک بحديث سمعه من النبيّ صلي الله عليه و آله؛ لعلّ اللَّه ينفعنا به.

قال: حدّثني أبي عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّ فتنة تکون، يموت فيها قلب الرجل کما يموت فيها بدنه، يمسي فيها مؤمناً ويُصبح فيها کافراً، ويصبح فيها کافراً ويمسي فيها مؤمناً.

فقالوا: لهذا الحديث سألناک، فما تقول في أبي بکر وعمر؟

فأثني عليهما خيراً.

قالوا: ما تقول في عثمان، في أوّل خلافته وفي آخرها؟

قال: إنّه کان محقّاً في أوّلها وفي آخرها.

[صفحه 348]

قالوا: فما تقول في عليّ قبل التحکيم وبعده؟

قال: إنّه أعلم باللَّه منکم، وأشدّ توقّياً علي دينه، وأنفذ بصيرة.

فقالوا: إنّک تتّبع الهوي، وتوالي الرجال علي أسمائها لا علي أفعالها، واللَّه لنقتلنّک قتلة ما قتلناها أحداً. فأخذوه فکتّفوه، ثمّ أقبلوا به وبامرأته وهي حُبلي متمّ،[4] حتي نزلوا تحت نخل مواقر، فسقطت منه رطبة، فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه، فقال أحدهم: بغير حلّها وبغير ثمن! فلفظها وألقاها من فمه. ثمّ أخذ سيفه؛ فأخذ يمينه فمرّ به خنزير لأهل الذمّة، فضربه بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض! فأتي صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره.

فلمّا رأي ذلک منهم ابن خبّاب قال: لئن کنتُم صادقين فيما أري فما عليَّ منکم بأسٌ، إنّي لمسلم، ما أحدثتُ في الإسلام حَدَثاً، ولقد أمّنتموني؛ قلتم: لا رَوع عليک.

فجاؤوا به فأضجعوه، فذبحوه، وسال دمه في الماء. وأقبلوا إلي المرأة، فقالت: أنّي إنّما أنا امرأة، ألا تتّقون اللَّه! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طي ء، وقتلوا اُمّ سنان الصيداويّة.[5] .

[صفحه 349]



صفحه 347، 348، 349.





  1. في المصدر: «قال»، والتصحيح من تاريخ الطبري.
  2. ما ابذقرّ دمُه: ما تفرّق ولا تمذّر (لسان العرب: 51:4).
  3. مسند ابن حنبل: 21121:452:7، تاريخ الطبري: 81:5، الطبقات الکبري: 245:5 وفيه «أيّوب بن حميد بن هلال»، مسند أبي يعلي: 7180:374:6، أنساب الأشراف: 143:3 نحوه، تاريخ بغداد: 46:205:1 نحوه وذکر فيه أيضاً «إنّ عبد اللَّه بن خبّاب ولد في زمان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ وکان موصوفاً بالخير والصلاح والفضل» وفي ج 237:7: إنّ عبد اللَّه بن خبّاب کان عامل الإمام عليّ عليه السلام علي النهروان.
  4. أتمّت الحُبلي فهي مُتِمِّ: إذا تمّت أيّام حملها (لسان العرب: 68:12).
  5. تاريخ الطبري: 81:5، الکامل في التاريخ: 403:2، أنساب الأشراف: 142:3 عن أبي مجلز، الإمامة والسياسة: 167:1 کلاهما نحوه.