قتلهم ابن خباب وامرأته وهي حبلي
قالوا: أنت عبد اللَّه بن خبّاب صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: نعم. قالوا:[1] فهل سمعت من أبيک حديثاً يحدّثه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تحدّثناه؟ قال: نعم، سمعته يحدّث عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّه ذکر فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. قال: فإن أدرکتَ ذلک فکُن عبد اللَّه المقتول- قال أيّوب: ولا أعلمه إلّا قال: ولا تکُن عبد اللَّه القاتل-. قالوا: أأنت سمعت هذا من أبيک يحدّثه عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: نعم. قال: فقدّموه علي ضفّة النهر، فضربوا عنقه، فسال دمه کأنّه شراک نعل ما ابذقرّ،[2] وبقروا اُمّ ولده عمّا في بطنها.[3] . [صفحه 347] 2693- تاريخ الطبري عن حميد بن هلال: إنّ الخارجة التي أقبلت من البصرت جاءت حتي دنت من إخوانها بالنهر، فخرجت عصابة منهم، فإذا هم برجل يسوف بامرأة علي حمار، فعبروا إليه، فدعوه، فتهدّدوه وأفزعوه، وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد اللَّه بن خبّاب صاحب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله. ثمّ أهوي إلي ثوبه يتناوله من الأرض، وکان سقط عنه لمّا أفزعوه. فقالوا له: أفزعناک؟ قال: نعم. قالوا له: لا رَوع عليک، فحدّثنا عن أبيک بحديث سمعه من النبيّ صلي الله عليه و آله؛ لعلّ اللَّه ينفعنا به. قال: حدّثني أبي عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّ فتنة تکون، يموت فيها قلب الرجل کما يموت فيها بدنه، يمسي فيها مؤمناً ويُصبح فيها کافراً، ويصبح فيها کافراً ويمسي فيها مؤمناً. فقالوا: لهذا الحديث سألناک، فما تقول في أبي بکر وعمر؟ فأثني عليهما خيراً. قالوا: ما تقول في عثمان، في أوّل خلافته وفي آخرها؟ قال: إنّه کان محقّاً في أوّلها وفي آخرها. [صفحه 348] قالوا: فما تقول في عليّ قبل التحکيم وبعده؟ قال: إنّه أعلم باللَّه منکم، وأشدّ توقّياً علي دينه، وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنّک تتّبع الهوي، وتوالي الرجال علي أسمائها لا علي أفعالها، واللَّه لنقتلنّک قتلة ما قتلناها أحداً. فأخذوه فکتّفوه، ثمّ أقبلوا به وبامرأته وهي حُبلي متمّ،[4] حتي نزلوا تحت نخل مواقر، فسقطت منه رطبة، فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه، فقال أحدهم: بغير حلّها وبغير ثمن! فلفظها وألقاها من فمه. ثمّ أخذ سيفه؛ فأخذ يمينه فمرّ به خنزير لأهل الذمّة، فضربه بسيفه، فقالوا: هذا فساد في الأرض! فأتي صاحب الخنزير فأرضاه من خنزيره. فلمّا رأي ذلک منهم ابن خبّاب قال: لئن کنتُم صادقين فيما أري فما عليَّ منکم بأسٌ، إنّي لمسلم، ما أحدثتُ في الإسلام حَدَثاً، ولقد أمّنتموني؛ قلتم: لا رَوع عليک. فجاؤوا به فأضجعوه، فذبحوه، وسال دمه في الماء. وأقبلوا إلي المرأة، فقالت: أنّي إنّما أنا امرأة، ألا تتّقون اللَّه! فبقروا بطنها، وقتلوا ثلاث نسوة من طي ء، وقتلوا اُمّ سنان الصيداويّة.[5] . [صفحه 349]
2692- مسند ابن حنبل عن أيّوب عن حميد بن هلال عن رجل من عبد القيس کان من الخوارج ثمّ فارقهم قال: دخلوا قرية، فخرج عبد اللَّه بن خبّاب، ذعراً يجرّ رداءه، فقالوا: لم تُرَعْ؟ قال: واللَّه لقد رعتموني!
صفحه 347، 348، 349.