احتجاجات الإمام علي زرعة وحرقوص











احتجاجات الإمام علي زرعة وحرقوص



2670- تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة: إنّ عليّاً لمّا أراد أن يبعث أباموسي للحکومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي، فدخلا عليه، فقالا له: لا حکم إلّا للَّه!

فقال عليّ: لا حکم إلّا للَّه.

فقال له حرقوص: تُب من خطيئتکَ، وارجع عن قضيّتکَ، واخرج بنا إلي عدوّنا نقاتلهم حتي نلقي ربّنا!

فقال لهم عليّ: قد أردتُکم علي ذلک فعصيتموني، وقد کتبنا بيننا وبينهم کتاباً، وشرطنا شروطاً، وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا، وقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَهَدتُّمْ وَ لَا تَنقُضُواْ الْأَيْمَنَ بَعْدَ تَوْکِيدِهَا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْکُمْ کَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ».[1] .

فقال له حرقوص: ذلک ذنب ينبغي أن تتوب منه.

فقال عليّ: ما هو ذنب، ولکنّه عجز من الرأي، وضعف من الفعل، وقد تقدّمتُ إليکم فيما کان منه، ونهيتُکم عنه.

فقال له زرعة بن البرج: أما واللَّه يا عليّ لئن لم تدَع تحکيم الرجال في کتاب

[صفحه 324]

اللَّه عزّ وجلّ قاتلتک؛ أطلب بذلک وجه اللَّه ورضوانه!

فقال له عليّ: بؤساً لک، ما أشقاک! کأنّي بک قتيلاً تُسفي عليک الريح.

قال: وددتُ أن قد کان ذلک.

فقال له عليّ: لو کنت محقّاً کان في الموت علي الحقّ تعزية عن الدنيا، إنّ الشيطان قد استهواکم، فاتّقوا اللَّه عزّ وجلّ، إنّه لا خير لکم في دنيا تقاتلون عليها.

فخرجا من عنده يحکّمان.[2] .



صفحه 324.





  1. النحل: 91.
  2. تاريخ الطبري: 72:5، الکامل في التاريخ: 398:2 وليس فيه من «لو کنت محقّاً» إلي «تقاتلون عليها»، أنساب الأشراف: 129:3 عن الزهري؛ المناقب لابن شهر آشوب: 188:3 کلاهما نحوه.