احتجاجات الإمام علي زرعة وحرقوص
فقال عليّ: لا حکم إلّا للَّه. فقال له حرقوص: تُب من خطيئتکَ، وارجع عن قضيّتکَ، واخرج بنا إلي عدوّنا نقاتلهم حتي نلقي ربّنا! فقال لهم عليّ: قد أردتُکم علي ذلک فعصيتموني، وقد کتبنا بيننا وبينهم کتاباً، وشرطنا شروطاً، وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا، وقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَ أَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَهَدتُّمْ وَ لَا تَنقُضُواْ الْأَيْمَنَ بَعْدَ تَوْکِيدِهَا وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْکُمْ کَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ».[1] . فقال له حرقوص: ذلک ذنب ينبغي أن تتوب منه. فقال عليّ: ما هو ذنب، ولکنّه عجز من الرأي، وضعف من الفعل، وقد تقدّمتُ إليکم فيما کان منه، ونهيتُکم عنه. فقال له زرعة بن البرج: أما واللَّه يا عليّ لئن لم تدَع تحکيم الرجال في کتاب [صفحه 324] اللَّه عزّ وجلّ قاتلتک؛ أطلب بذلک وجه اللَّه ورضوانه! فقال له عليّ: بؤساً لک، ما أشقاک! کأنّي بک قتيلاً تُسفي عليک الريح. قال: وددتُ أن قد کان ذلک. فقال له عليّ: لو کنت محقّاً کان في الموت علي الحقّ تعزية عن الدنيا، إنّ الشيطان قد استهواکم، فاتّقوا اللَّه عزّ وجلّ، إنّه لا خير لکم في دنيا تقاتلون عليها. فخرجا من عنده يحکّمان.[2] .
2670- تاريخ الطبري عن عون بن أبي جحيفة: إنّ عليّاً لمّا أراد أن يبعث أباموسي للحکومة أتاه رجلان من الخوارج: زرعة بن البرج الطائي، وحرقوص بن زهير السعدي، فدخلا عليه، فقالا له: لا حکم إلّا للَّه!
صفحه 324.