تاريخها











تاريخها



بعدما يقرب من سنة واحدة علي واقعة صفّين، وفي وقت لم تکن قد اُخمدت فيه نيران هذه الحرب الدامية، اندلع لهيب ثالث حرب داخليّة منطلقاً هذه المرّة من داخل جيش الإمام وبزعامة المتطرّفين من المسلمين.

وهکذا کان الإمام منذ تسلّمه لزمام السلطة السياسية يواجه في کلّ عام حرباً أهليّة.

إنّ تاريخ وقوع معرکة النهروان غير محدّد علي وجه الدقّة؛ فقد ذکر بعض المؤرّخين أنّها وقعت سنة 38 ه،[1] بينما ذکر آخرون أنّها وقعت سنة 37 ه،[2]

[صفحه 316]

وأشار غيرهم الي وقوعها سنة 39 ه.[3] .

ويبدو أنّ الرأي الأوّل أقرب إلي الصواب؛ فبالإضافة إلي أنّ الکثير من أصحاب السيَر- أو أکثرهم کما يقول الطبري- يذهبون إلي هذا القول؛ فإنَّ التتبّع الدقيق لمجريات الأحداث في عهد حکومة الإمام عليّ عليه السلام يؤيّد هذا الرأي أيضاً. وأمّا الشهر الذي وقعت فيه معرکة النهروان فلم يُشِر إليه أکثر المؤرّخين إلّا أنّ البعض منهم يري أنّها حدثت في شهر صفر[4] سنة 38 ه ويري آخرون أنّها کانت في شهر شعبان سنة 38 ه[5] ويبدو أنّ القول الصحيح هو الأوّل أي في شهر صفر سنة 38 ه؛ لأنّ وقت التحکيم کان قد عُيّن في شهر رمضان، ومن بعده جهّز الإمام جيشاً وسار به نحو الشام، وإذا به يواجه تمرّد الخوارج عليه.

وکانت مدّة الحرب قصيرة جدّاً وما لبثت أن خمدت علي وجه السرعة.[6] .



صفحه 316.





  1. تاريخ الطبري: 91:5 وفيه «وهذا القول عليه أکثر أهل السير»، الکامل في التاريخ: 407:2، مروج الذهب: 361:2 و ص 415، أنساب الأشراف: 362:2، تاريخ الإسلام للذهبي: 588:3.
  2. اُسد الغابة: 1127:714:1، التنبيه والإشراف: 256.
  3. تاريخ اليعقوبي: 193:2.
  4. أنساب الأشراف: 136:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 588:3.
  5. تاريخ الإسلام للذهبي: 588:3.
  6. تاريخ الطبري: 86:5 وفيه «فاُهمِدوا في الساعة»، الکامل في التاريخ: 406:2 وفيه «فاُهلکوا في ساعة»، الأخبار الطوال: 210 وفيه «وقتلت الخوارج کلّها ربضة واحدة»، الفتوح: 274:4 وفيه «لم تکن إلّا ساعة حتي قتلوا بأجمعهم»؛ تاريخ اليعقوبي: 193:2 وفيه «الْتَحَمَت الحرب بينهم مع زوال الشمس؛ فأقامت مقدار ساعتين من النهار»، کشف الغمّة: 267:1 وفيه «لم يکن إلّا ساعة حتي قتلوا».