المارقون من وجهة نظر الإمام











المارقون من وجهة نظر الإمام



2644- الإمام الحسين عن الإمام عليّ عليهماالسلام: أنّه سئل عن أهل النهروان[1] أمشرکين کانوا؟ قال: من الشرک فرّوا، فقيل: يا أميرالمؤمنين، منافقين کانوا؟ قال: المنافقون لا يذکرون اللَّه إلّا قليلاً، فقيل له: فما هم؟ قال: قوم بغَوا علينا، فنصرَنا اللَّه عليهم.[2] .

2645- الفتوح عن حبيب بن عاصم الأزدي- للإمام عليّ عليه السلام-: يا أميرالمؤمنين، هؤلاء الذين نقاتلهم، أکفّارٌ هم؟

فقال عليّ: من الکفر هربوا، وفيه وقعوا. قال: أفمنافقون؟ فقال عليّ: إنّ المنافقين لا يذکرون اللَّه إلّا قليلاً. قال: فما هم يا أميرالمؤمنين حتي اُقاتلهم علي

[صفحه 303]

بصيرة ويقين؟ فقال عليّ: هم قوم مرقوا من دين الإسلام، کما مرق السهم من الرمِيّة؛ يقرؤون القرآن فلا يتجاوز تراقيهم، فطوبي لمن قتلهم أو قتلوه.[3] .

2646- المستدرک علي الصحيحين عن عامر بن واثلة: سمعت عليّاًرضي الله عنه قام فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، ولن تسألوابعدي مثلي.

فقام ابن الکوّاء فقال:مَن «الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْرًا وَ أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ »؟[4] قال: منافقو قريش قال: فمَن «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا »؟[5] .

قال: منهم أهل حَرَوْراء.[6] [7] .

2647- الکامل للمبرّد: إنّ عليّاًرضي الله عنه تُلي بحضرته: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا»[8] فقال عليّ: أهل حَرَوْراء منهم.[9] .

[صفحه 304]

2648- نهج البلاغة: سمع عليٌّ عليه السلام رجلاً من الحروريّة يتهجّد ويقرأ، فقال: نوم علي يقين خير من صلاة في شکّ.[10] .

2649- إرشاد القلوب: إنّه [عليّاً عليه السلام] خرج ذات ليلة من مسجد الکوفة متوجّهاً إلي داره وقد مضي ربع من الليل ومعه کميل بن زياد- وکان من خيار شيعته ومحبّيه- فوصل في الطريق إلي باب رجل يتلو القرآن في ذلک الوقت، ويقرأ قوله تعالي: «أَمَّنْ هُوَ قَنِتٌء َانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآلِمًا يَحْذَرُ الْأَخِرَةَ وَ يَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ ي قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَکَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَبِ »،[11] بصوت شجيّ حزين، فاستحسن ذلک کميل في باطنه، وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه عليه السلام وقال: يا کميل، لا تعجبک طنطنة الرجل، إنّه من أهل النار وساُنبّئک فيما بعد، فتحيّر کميل لمشافهته له علي ما في باطنه، وشهادته للرجل بالنار مع کونه في هذا الأمر، وفي تلک الحالة الحسنة ظاهراً في ذلک الوقت، فسکت کميل متعجّباً متفکّراً في ذلک الأمر.

ومضي مدّة متطاولة إلي أن آل حال الخوارج إلي ما آل، وقاتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام، وکانوا يحفظون القرآن کما اُنزل، والتفت أميرالمؤمنين إلي کميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده يقطر دماً، ورؤوس اُولئک الکفرة الفجرة محلّقة علي الأرض، فوضع رأس السيف من رأس تلک الرؤوس، وقال: يا کميل «أَمَّنْ هُوَ قَنِتٌء َانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآلِمًا» أي هو ذلک الشخص الذي

[صفحه 305]

کان يقرأ في تلک الليلة فأعجبک حاله. فقبّل کميل مقدّم قدميه واستغفر اللَّه.[12] .

2650- الإمام عليّ عليه السلام: إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام علي ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة والتأويل.[13] .



صفحه 303، 304، 305.





  1. نهروان: هي کورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي، حدّها الأعلي متّصل ببغداد، وفيها عدّة بلاد متوسّطة، وکان بها وقعة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام مع الخوارج مشهورة (معجم البلدان: 324:5).
  2. الجعفريّات: 234، مسند زيد: 410 وفيه «أهل الجمل وصفّين وأهل النهروان» بدل «أهل النهروان»؛ السنن الکبري: 16722:302:8 عن شقيق بن سلمة، المصنّف لابن أبي شبية: 62:743:8 عن طارق بن شهاب، تفسير القرطبي: 323:16 عن الحارث الأعور وفيه «أهل البغي من أهل الجمل وصفّين» بدل «أهل النهروان»، البداية والنهاية: 290:7 عن علقمة بن عامر والأربعة الأخيرة من دون إسنادٍ إلي المعصوم وکلّها نحوه.
  3. الفتوح: 272:4.
  4. إبراهيم: 28.
  5. الکهف: 104.
  6. حَرَوْراء: قيل: هي قرية بظاهر الکوفة، وقيل: موضع علي ميلين منها؛ نزل به الخوارج الذين خالفوا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فنسبوا إليها (معجم البلدان: 245:2).
  7. المستدرک علي الصحيحين: 3342:383:2، السنّة لابن أحمد بن حنبل: 1443:278 نحوه، المناقب لابن المغازلي: 84:58 وفيه «ويلک هم أهل حَرَورا»؛ العمدة: 967:461 کلّها نحوه وراجع تفسير الطبري: 9:الجزء 34:16.
  8. الکهف: 103 و 104.
  9. الکامل للمبرّد: 1107:3، المعيار والموازنة: 299، تفسير الطبري: 9:الجزء 34:16 عن أبي الطفيل نحوه؛ بحارالأنوار: 352:33.
  10. نهج البلاغة: الحکمة 97،خصائص الائمّة عليهم السلام: 95 وراجع عيون الحکم والمواعظ: 9163:497 وغرر الحکم: 9958 وکنز العمّال: 8801:800:3.
  11. الزمر: 9.
  12. إرشاد القلوب: 226، بحارالأنوار: 620:399:33.
  13. نهج البلاغة: الخطبة 122، الاحتجاج: 100:440:1، بحارالأنوار: 600:369:33.