خطر العُجب











خطر العُجب



العُجب أخطر الأمراض الأخلاقيّة، فإذا استفحل عند أحد غدا عُضالاً، وأودي بصاحبه. وکلام صادق آل محمّد عليه السلام آية بيّنة علي هذه الحقيقة، قال عليه السلام:

«مَن اُعجب بنفسه هلک، ومَن اُعجب برأيه هلک، وإنّ عيسي بن مريم عليه السلام قال: داويتُ المرضي فشفيتهم بإذن اللَّه، وأبرأتُ الأکمه والأبرص بإذن اللَّه، وعالجت الموتي فأحييتهم بإذن اللَّه، وعالجت الأحمق؛ فلم أقدر علي إصلاحه! فقيل: يا روح اللَّه، وما الأحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يري الفضل کلّه له لا عليه، ويوجب الحقّ کلّه لنفسه، ولا يوجب عليها حقّاً، فذاک الأحمق

[صفحه 284]

الذي لا حيلة في مداواته».[1] .

وقال السيّد الإمام الخميني رحمه الله في وصيّته لابنه:

«يا بُنيّ اعتُقْ نفسک من رقّ الزهو والعُجب؛ فإنّه إرث الشيطان الذي عصي اللَّه تعالي في الخضوع لوليّه وصفيّه جلّ وعلا بسببه. واعلَمْ أنّ جميع بلايا الإنسان من هذا الإرث الشيطاني، فهو أصل اُصول الفتنة».[2] .

وإذا ترسّخ هذا الداء في نفس أحد، فلا ينفعه عندئذٍ أيّ عمل من أعماله في نجاته وتکامله. وقال الإمام الصادق عليه السلام:

قال إبليس لعنة اللَّه عليه لجنوده: إذا استمکنتُ من ابن آدم في ثلاث، لم اُبالِ ما عمل ؛ فإنّه غير مقبول منه: إذا استکثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العُجب».[3] .

إنّ داء العجب في الحقيقة يحول دون استمتاع المرء ببرکات أعماله الصالحة من جهة، ويُفضي إلي ضروب الانحرافات الأخلاقيّة من جهة اُخري. وهکذا ينبغي أن نؤکّد أنّ سائر أعراض «التعمّق» التي سنُشير إليها لاحقاً ترشُف من هذه الرذيلة.



صفحه 284.





  1. الاختصاص: 221 عن أبي الربيع الشامي، بحارالأنوار: 35:320:72.
  2. صحيفة النور «مجموعة کلمات الإمام الخميني»: 371:22.
  3. الخصال: 86:112 عن عبد الرحمن بن الحجّاج، روضة الواعظين: 418، بحارالأنوار: 15:315:72.