العقل مقياس الأعمال
«ما قسم اللَّه للعباد شيئاً أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل».[1] . من هنا، لا يقام وزن للأعمال التي لا تُمارَس من وحي العقل، ولا للجهود المنطلقة من الجهل والحمق. وهکذا کان الخوارج في خفّة عقولهم وجهلهم؛ فإنّهم لم يلجؤوا إلي رکن وثيق في الدين مع جميع ما کانوا عليه من العبادة وقيام الليل. والغريب أنّهم لم يظفروا بمعتقدات راسخة قطّ مع ما عرفوا به من استبسالهم في ساحات الوغي، وعباداتهم الطويلة، وتحمّلهم مشقّات في [صفحه 274] العبادة. وهذا کلّه لم يؤدّ دوراً تکامليّاً في عقائدهم. وحين سمع أميرالمؤمنين عليه السلام رجلاً من الحروريّة يتهجّد ويقرأ، قال: «نوم علي يقين خيرٌ من صلاة علي شکّ».[2] .
إنّ التعقّل، والانطلاق من العقل في العمل، وقياس السلوک بالفکر والتفکّر کلّ اُولئک في غاية الأهميّة من منظار الدين. وللدين تأکيد عجيب في هذا المجال، فقد قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:
صفحه 274.