تيّار القرّاء وتبلوره











تيّار القرّاء وتبلوره



کان في المجتمع الإسلامي أشخاص مشهورون بحُسن القراءة، وحظي هؤلاء بشعبيّة لافتة للنظر، وإقبال حَسَن بين الناس، حتي غدا عنوان «القارئ» امتيازاً له أثر في تعيين المناصب أحياناً.[1] .

وقد ازداد عددهم بمرور الأيّام، وکانوا يحلقون رؤوسهم علي طريقة خاصّة،[2] ويضعون عليها برانس خاصّة لتمييزهم عن غيرهم، فعُرفوا ب«أصحاب البرانس».

[صفحه 266]

وکان القرّاء متفرّقين في مکّة، والمدينة، والشام، والکوفة، لکنّ معظمهم کان في الکوفة.[3] ولم يشترکوا في الشؤون السياسيّة غالباً، بَيْد أنّهم طفقوا ينتقدون عثمان في أيّام خلافته، ولم يُطِق انتقادهم وتعنيفهم فنفاهم، ولهم في الثورة عليه وقتله دَورٌ أيضاً.



صفحه 266.





  1. تاريخ الطبري: 99:3، الطبقات الکبري: 352:2 و ج 226:1، جوامع السيرة النبويّة لابن حزم: 203، وراجع تفصيل ذلک في «تاريخ القرآن» للدکتور راميار: 231 تا 233.
  2. قال ابن أبي الحديد: کان شعارهم أنّهم يحلقون وسط رؤوسهم ويبقي الشعر مستديراً حوله کالإکليل (شرح نهج البلاغة: 123:8 وراجع بحارالأنوار: 289:68).
  3. حياة الشعر في الکوفة: 244.