دراسة حول المارقين وجذور انحرافهم











دراسة حول المارقين وجذور انحرافهم



إنّ ظهور حرکة الخوارج وبالتالي قيام معرکة النهروان يُعَدّ من الحوادث المليئة بالعبر في التاريخ الإسلامي وعصر حکومة الإمام أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام؛ ذلک أنّ طبيعة سلوکهم، وسابقتهم الدينيّة، وتمسّکهم القشري بالإسلام، ثمّ مواجهتهم للإمام عليه السلام، کلّ ذلک يعتبر من الاُمور المهمّة الحسّاسة في السيرة العلويّة. ويمکننا أن نقف علي المخاطر والمحاذير إزاء مواجهة تيّارهم ومحاربتهم، من خلال کلامٍ رفيعٍ للإمام عليه السلام قال فيه: «... إنّي فقأتُ عين الفتنة؛ ولم يکن ليجترئ عليها أحد غيري».[1] .

أجلْ، کيف يتسنّي أن تُسلّ السيوف علي وجوهٍ قرآنيّة الظاهر، وجباهٍ ثَفِنَةٍ من کثرة السجود، ومن ثَمّ قهرها وإبادتها؟!

نحن في هذا الموضوع سوف نتوفر- وقبل کلّ شي ء- علي دراسة الوضع

[صفحه 258]

النفسي والاجتماعي للخوارج اعتماداً عل الوثائق التاريخيّة والحديثيّة، ونستعرض کيفيّة تبلور أفکارهم، وما کان لهم من موقف متشدّد مَشُوب باللجاجة والجهل في قبال الإمام عليه السلام.



صفحه 258.





  1. سيوافيک تفصيل النصوص التي أفاد منها هذا التحليل خلال البحوث القادمة، ما عدا بعض الموارد الخاصّة حيث لم يرد لها ذکر هناک؛ فعمدنا إلي تخريجها من مصادرها وذکرها هنا في الهامش.